احتفاء خاص بالمخرج هشام ركراكي
من الوجوه السينمائية التي سيكرمها مهرجان سيدي
قاسم للسينما المغربية في دورته
17 ، من 12 إلى 16 ماي 2016 ، المخرج الواعد هشام الركراكي .
فيما يلي ورقة / شهادة أعدها الناقد السينمائي أحمد
سيجلماسي لكاتالوغ المهرجان حول هذا المبدع القنيطري :
مخرج كبير في الطريق
منذ أفلامه القصيرة الأولى برهن الفنان محمد هشام
ركراكي (من مواليد الرباط يوم 25 أبريل 1967) عن علو كعبه في الإخراج السينمائي ، والدليل
على ذلك الصدى الطيب والإيجابي جدا الذي خلفه فيلمه الأخير " نداء ترانغ
" (2015) في أوساط النقاد والسينفيليين وعشاق السينما الرفيعة عموما ، وكذا الجوائز
العديدة التي حصدها هنا وهناك اعتبارا لعمقه الإنساني وتمكن صاحبه من أدوات التعبير
بالصورة والصوت .
ليس غريبا إذن أن يتميز هشام ركراكي إبداعيا عن
غيره من سينمائيي جيله ، فهو غير متسرع مثل الكثيرين منهم . لقد آمن بالتكوين الرصين
وبالممارسة الميدانية ، شأنه في ذلك شأن المبدع محمد مفتكر ، وبعد دراسته للأدب الأنجليزي
والمسرح المعاصر أولا بالمغرب (جامعة ابن طفيل) وبعد ذلك بالمملكة المتحدة (جامعتي
إسيكس و لانكاستر) توجه سنة 1992 إلى السينما والسمعي البصري واشتغل في أعمال مغربية
وأجنبية كمساعد في الإنتاج أول الأمر ، الشيء الذي مكنه من الإنفتاح ميدانيا ، طيلة عقدين من الزمان ، على مختلف التخصصات
السينمائية وأهله ليدخل مجالي الإنتاج والإخراج من بابهما الواسع عبر تنفيذ إنتاج أفلام
تلفزيونية لفائدة قناة " دوزيم " (" القسم 8 " من إخراج جمال بلمجدوب
وبطولة فاطمة خير ، نموذجا) وإخراج أفلامه القصيرة الثلاثة الأولى ابتداء من سنة
2013 : " ريكلاج " (بالإشتراك مع إدريس كايدي) و " الراية " ثم
" نداء ترانغ " .
نحن في المغرب في حاجة إلى مخرجين مبدعين لهم خلفية
ثقافية صلبة وتجربة ميدانية معتبرة راكموها طيلة مسيرتهم الفنية ، وهشام ركراكي واحد
منهم ، لأنه مثقف وفنان مرهف الإحساس استفاد من خبرات مبدعين عالميين كبار اشتغل إلى
جانبهم أمثال مارتن سكورسيزي وريدلي سكوط وأوليفر سطون وغيرهم ، وأصبح قادرا على العطاء
بتميز كمدير إنتاج أو مؤطر بالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما أو مخرج .
عندما يتكلم هشام يحسن اختيار عباراته ويقنع المستمعين
إليه بعمقها ، كما يقنع مشاهدي أفلامه بجدتها وجودتها وصدقها وكونية مضامينها . إنه
مبدع بكل ما في الكلمة من معنى ،
يسير ثابت الخطى على الطريق الصحيح ، وبعد أفلامه
القصيرة سيتحفنا لا محالة بأفلام طويلة مشرفة له ولنا كمغاربة . نتمنى له كامل التوفيق
والنجاح .
أحمد سيجلماسي