نعم وضع الصحافة الجزائرية المضحكة بألف خير، وهي
تحتفل بعيدها العالمي!
والصحافيون مثل الأطباء.. إذا انتشرت الأمراض في
البلاد زادت أجورهم،
والصحافيون أيضا إذا كثرت المهازل السياسية في منظومة الحكم وعمّ
الفساد أحس الصحافيون بالراحة في العمل! أنا شخصيا أصبحت لا أجد صعوبة في الكتابة بسبب
وجود تسونامي الفساد والرداءة في مؤسسات الحكم.. وزير التعليم العالي ينجز 45 سريرا،
وزعيمه في الأفالان يدعو الناس للنوم!
إنجازات الدول في الجامعات هي البحوث، وعندنا الإنجازات
هي الأسرّة للنوم.
1 - رجال الرئيس يقولون إن بعض وزراء الرئيس هم من كان وراء جلب رئيس وزراء
فرنسا فالس إلى الجزائر، لأخذ المشاريع بلا منافسة مقابل تسريع فرنسا لعملية تطبيق
المادة 202 من الدستور.. ولكن الرئيس ورجال الرئيس اشتموا رائحة الصفقة بين وزراء الرئيس
وفالس، فقام بالاعتراض على توقيع العديد من الصفقات، وهذا ما أزعج فالس وأزعج من دعاه
إلى الجزائر.. فكانت حكاية الصورة الكارثة التي نشرها فالس للرئيس! لكن المؤسف هو أن
رجال الرئيس ووزراء الرئيس حوّلوا حكاية ما نشره فالس إلى برنامج سياسي للرئيس ضد الفرنسيين..
والمؤسف أكثر أن رئيس وزراء الجزائر أصبح يرد على صحيفة قالت إن فالس اعتذر لسلال فكذب
سلال حكاية الاعتذار! ولكم أن تسألوا لماذا يعتذر فالس عبر صحيفة للوزير الأول الجزائري،
ولا يعتذر للرئيس بوتفليقة نفسه؟! ولماذا يسارع سلال إلى تكذيب هذا الاعتذار!
2 - صورة أخرى مضحكة إلى حد البكاء، وهي صورة
نواب برلمان الحزب الحاكم يتكتلون خلف رئيس الكتلة (أحمد عز الجزائر) رمز الشكارة والمال
الفاسد في البرلمان والأفالان! يتكتلون خلفه لمنع وزير العلاقة مع البرلمان من الحضور
إلى البرلمان، وهو وزير تولى الوزارة في الحكومة عن (كوطة) الأفالان.. ويمنع هذا الوزير
من طرف النواب بأمر من سعداني، أمين عام الحزب.. فهل رئيس الحزب، الذي هو الرئيس بوتفليقة،
على علم بهذه المهزلة ووافق عليها أم لا؟!
بوتفليقة الذي نعرفه قبل أن نراه في صورته مع فالس،
لا يمكن أن يوافق على مثل هذه المهازل.. وأقل إجراء يتخذه لو كان في كامل قواه العقلية
هو طرد سعداني وجميعي وخاوة جميعا من الحزب والحكومة والبرلمان.. لكن هذه أيضا صورة
من صور الهوشة بين نواب الرئيس ووزراء الرئيس داخل حزب الرئيس ومن دون علم الرئيس..
سعداني يقول للشعب الجزائري “نِم” فالبلاد بخير!
3 - صورة ثالثة مضحكة أيضا، وهي صورة زيارة
الرئيس الإيفواري للجزائر، والتي قدمتها صحافة البؤس “المڤورنة”، وقنوات اليتم الإعلامي
والترابندو على أنها سابقة في عالم الدبلوماسية، لأن الرئيس الإيفواري يزور الجزائر
لأول مرة في التاريخ! وقدموا ذلك على أنه مكسب دبلوماسي للجزائر.. والواقع يقول إن
زيارة واتارا لأصهاره في قسنطينة كانت أهم من زيارته لرئاسة الجمهورية! والجزائر لم
يزرها رئيس إيفواري من قبل.. لأسباب تاريخية، فقد كان هوفوات بواني، رئيس كوت ديفوار
سابقا، وزيرا في الحكومة الفرنسية سنة 1958، وانتقل إلى الأمم المتحدة وقدم، كوزير
فرنسي، اعتراضه على تسجيل القضية الجزائرية في الأمم المتحدة، وهذا هو سبب عدم زيارة
أي رئيس إيفواري للجزائر حتى هذا التاريخ.. والآن حصلت الزيارة، لأن الجزائر أصبحت
مثل كوت ديفوار في مجال النفوذ الفرنسي، فحدثت الزيارة المهزلة التي تحولت إلى مكسب؟!