من الأخبار المثيرة هذا الأسبوع، اكتشاف التلسكوب «كيبلر» التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، 1284 كوكباً إضافياً تدور حول نجوم بعيدة، في أكبر
اكتشاف لأجرامٍ سماويةٍ على الإطلاق.
بيانات التلسكوب الملقّب بـ«صائد الكواكب»، ويحمل اسم العالِم الفلكي الألماني يوهان كيبلر (1571 - 1630)، ترجع إلى يوليو/ تموز الماضي، وقد كشفت عن وجود أكثر من 4000 كوكب محتمل، وخلصت إلى أن هناك احتمالاً بنسبة تزيد على %99 بأن 1284 من تلك الاكتشافات ربما تكون كواكب. من بينها 550 قد تكون كواكب صخرية صغيرة مثل الأرض، 9 منها – كما يقول الخبر- تدور قريباً من نجومها بدرجةٍ تحتمل أن تكون قابلة للعيش عليها. وهو ما دفع عالمة الفضاء في ناسا، إلين ستوفان، إلى القول: «يمنحنا ذلك الأمل بأن مكاناً ما هناك وحول نجمٍ يشبه نجمنا (الشمس)، يمكن أن نكتشف أرضاً أخرى».
التلسكوب «كيبلر»، دُشّن في العام 2009، لاكتشاف الكواكب التي هي في حجم كوكبنا الأرض، وتدور حول نجوم بعيدة من خلال مسح موسّع لمجرة «درب التبانة» التي تضم نحو 4.5 ملايين نجم (شمس). وهي أرقامٌ وأبعادٌ خياليةٌ يصعب على العقل استيعابها. فالأرض التي نتصارع عليها، ونتقاتل على مواردنا، ويأكل بعضنا لحم بعض من أجل مغانم صغيرةٍ جداً من مصادرها، لا تشكّل إلا ذرة رملٍ صغيرة في صحراء، فهي كوكبٌ صغيرٌ جداً، بالمقارنة بأغلب كواكب مجموعتنا الشمسية الصغيرة، والتي تعتبر بدورها مجرد مجموعة صغيرة من بين بلايين المجرات المتناثرة في الفضاء.
احتمالات وجود حياةٍ أخرى، في كواكب أخرى، في مجرات أخرى، يبقى احتمالاً وارداً جداً، وجهلنا بوجودها حالياً لا يلغي وجودها إلا في عقولنا وتصوراتنا ومعارفنا التي ما زالت بدائية في مجال الفضاء. وقد يأتي يومٌ يمتلك البشر وسائل متطورة للتواصل مع سكان الكواكب الأخرى. وربما يكتشف هذا الجنس البشري المغرم بالقتل وسفك الدماء، أن هناك أجناساً أخرى أقل عنجهيةً ودموية وغروراً، وأكثر تطوراً وعقلانية وتمدناً وتواضعاً.
«ناسا» بارك الله في من أنشأها وصرف عليها مليارات الدولارات، هي التي تمدّنا بكل هذه المعلومات والاكتشافات، فتثير خيالنا وتكشف لنا مدى ضعفنا وهشاشتنا. ولولا جهود علمائها وعالماتها، لظللنا نؤمن بأن الشمس تدور حول الأرض، والأرض مركز الكون، ونحن مركز الأرض!