مراسلة خاصة : من 13 إلى 16 يوليوز 2016 عاشت جهة الشرق انطلاقا
من مدينة وجدة فعاليات " الموكب الأدبي" الذي تشرف عليه ""جمعية
كفابت للثقافة والتنمية" تحت إدارة الشاعر سامح دويش " ، فبعد الاحتفاء بالقصيدة
في نسخته الأولى والقصة القصيرة في نسخته الموالية ، اختار الموكب هذه السنة الانفتاح
على شعريات تحت عنوان "الهايكو العربي: "حوار الثقافتين العربية واليابانية"
. ضدا على الانغلاق الذي يقلق العالم هذه الأيام ، إضافة إلى تثمين الرأسمال اللامادي
المحلي والجهوي بشرق المملكة .
في البدء ، كان موعد عيون الضيوف وأصدقاء الموكب
مع افتتاح المعارض الفنية وبمشاركة تجارب تشكيلية محلية ، وبعدها كلمة المنظمين والمشرفين
على هذا العرس العالمي ، كانت القراءات الشعرية للضيوف :بانيا ناتسيويشي و سايومي كاماكورا
" اليابان "اليابان" ، عبدالكريم كاصد "العراق" ، ، هدى حاجي " تونس"،
روماناو زراسكي "ايطاليا" ، معاشو قرور"الجزائر" ، بوليل
"الدانمارك " زلاتكا تيمينوفا
يوم الخميس 14 يوليوز 2016 بقصر الندوات التابع
لكلية الطب بوجدة وتحت يافطة "الهايكو العربي وشعريات هايكو العالم"، كان
الموعد مع ندوة الهايكو الأولى التي نظمت بمبادرة من الكاتب والشاعر المغربي عبد القادر
الجموسي وتعاون مع مركز تواصل الثقافات بالرباط في يوليوز 2015 تحت عنوان "الهايكو
العربي: "حوار الثقافتين العربية واليابانية" . وتحمل اسم الشاعر الياباني
المعاصر " بانيا ناتسويشي" ، الذي شرف الندوة بحضوره الفعلي ومشاركته بمحاضرة
حول "الهايكو الحديث" .
بداءة ،"
أعطيت الكلمة للأستاذ "فريد بندلة"، ممثلا لمركز تواصل الثقافات بالرباط،
قدّم فيها ملخصا عن أعمال الندوة الأولى للهايكو التي نُظمت بالرباط في يوليوز2015،
ومُعرّفا بمركز تواصل للثقافات وبأنشطته في مجالات ثقافية متعددة في مختلف ربوع الوطن.
بعد ه قدّم رئيس الجلسة عبد القادر الجموسي نبذة
عن الشاعر"بانيا ناتسو إيشي" الذي يُعد من أبرز شعراء الهايكو المعاصرين
والذي تُرجمت أعماله إلى أكثر من عشرين لغة. الشاعر "بانيا ناتسو إيشي" قدّم
محاضرة في موضوع: تجديد الهايكو وتصوره لخصائص الهايكو الحديث، مستشهدا بنماذج مختلفة
من القصائد لشعراء يابانيين.، ثم ورقة الشاعر العراقي المقيم بلندن "عبد الكريم
كاصد"، التي من خلالها تصوراته عن شعر الهايكو في مفهومه الأوسع وأفقه المفتوح،
ثم مدارسه المختلفة، مبرزا أهمية تحرر الهايكو من الوزن والقافية وهيمنة موضوع الطبيعة
عليه، ومشيرا أيضا لمشاكل الترجمة من اليابانية- اللغة الأصل- إلى لغات أخرى. ليينتهي إلى أن كل قصيدة هايكو هي عالم أصغر يحتوي على عالم
أكبر من الإشارات.
كما ساهم للأستاذ "مراد
الخطيبي"بمداخلة عنونها ب: شعر الهايكو بين اختزال اللغة، وعمق الصورة-نصوص سامح
درويش نموذجا-. وقد أوضح في البداية مكانة شعر الهايكو التي بدأت تأخذ حيّزا مهما في
الثقافة والأدب العربي، ومُقدّما نبذة تاريخية عن شعر الهايكو، ليخلُص إلى قدرة الشاعر
سامح درويش على توصيل المشهد ووصفه بأقل عدد من المفردات ببراعة ودون إطناب.
الأستاذ "نور الدين ضرار أثت الندوة بورقة وسمها ب "تمثل قصيدة الهايكو بين اتساع الرؤية وضيق
العبارة." تناول من خلالها مفهوم ومعنائية شعر الهايكو ومايفيض به من جماليات وأبعاد فنية، مؤكّدا
على أن الهايكو هو من أرقى أجناس الكتابة الإبداعية ضمن دائرة التعبير الانساني ثم
استعرض بعدها مساراته الشخصية في مسرّات الهايكو. وأخيرا توقف الأستاذ "نور الدين
ضرار" عند علاقة العربية. وفي ختام الجلسة الأولى استمع الحضور إلى شهادة الشاعرة
المغربية "هدى بنادي"، عن تجربتها الشخصية مع قصيدة الهايكو. ثم فُتح المجال
لمناقشة مفتوحة حول ما قُدّمه المشاركون في تأطير الندوة من وجبات.
أما الندوة الثانية فقد ساهم فيها كل من البحث جمال
الفزازي بورقة حول الانطولوجيا المغاربية التي أشرف عليها حيث قد قراءة في متنها وخصائصها
، في حين شارك الشعر والباحث المقيم في اليابان عبدالقادر الجوسي بورقة عنونها ب"
الهايكو العربي :قراءة في المتن " ، وهي خلاصة بحث في موضوع المثاقفة العربية
اليابانية من خلال شعر الهايكو والمعبر عن الأدب الياباني اليوم ،والتي تتبع فيها مدى
تفاعل العرب من شعراء ومفكرين ومترجمين مع شعر الهايكو.
أما الدكتور فؤاد عفاني فساهم بقراءة في الحوار
المطول الذي أجراه محمد عضيمة مع شاعر الهايكو، هايجين اليابانيبانيا ناتسو ايشي ،وقد تخللت الندوتين قراءات شعرية ساهم فيها مجموعة
من شعراء الهايكو وضيوف الموكب الادبي مغاربة وعربا وأجانب.
الجمعة 15 يوليوز 2016 كانت غارة لشعراء الهايكو على شاطئ السعيدية ورأس
الماء ،ومساء نفس اليوم وبدار السبتي تم تقديم وتوقيع الكتب الصادرة عن " الموكب
الأدبي " تساوقا مع عازف الاوكورديون ، ثم فقرات من الطرب الغرناطي ، وبذلك يحرص الموكب الأدبي على تدوين اللحظة ، ذاكرة للهايكو
المغاربي والوطني والعالمي والمحلي ، لتكون
للهايكو ذاكرة ومتنا للمهتمين والدارسين ،
صبيحة السبت16 يوليوز 2016 أطلق الموكب من خلال غارته الثانية الإعلان عن الدورة
" صفر" لمسرج جرادة الذاكرة العمالية المنجمية ، حيث تتبع الحضور مسرحية
من تشخيص الطفولة الواعدة لهذه المدينة الهامشية والمهمشة .
وفي الطريق لتكفايت تمت زيارة تعاونية تكفايت ،
حيث تم تقديم جوائز قيمة وتشجيعية على التلميذات المتوفقات بدار الطالب "بتكفايت"
، في جو من البهجات والموغل في إنسانيته حتى.
وفي "تكفايت" تماما ، تم افتتاح منحوتة
" ضفدع باشو" ، ثم استراحة بمقاهي الماء ، وفي المساء كانت السهرة الفلكلورية
والفنية المحلية ، وأغاني فرقة الضفادع الساخرة ، كما كان لضيوف وأصدقاء الموكب الأدبي
وجمهور وجدة العريض الذواق مع الموسيقى الأندلسية أثثها الفنان الكبير Michal Abitan .. وذلك احتفاء بروح التعايش بين الثقافات والديانات التي طبعت مدينة وجدة
الألفية على مر القرون ، من خلال الاحتفاء بالموسيقى اليهودية الأندلسية .. ا..