آلات الله الأوتوماتيكية
معرض "آلات الله الأوتوماتيكية" في ألمانيا يحاول جاهداً أنّ يمد جسراً جديداً إلى الثقافة العربية-الإسلامية في وقت بلغت فيه معاداة العرب والمسلمين في الغرب حدودها القصوى، ويدحض علمياً التهم التاريخية الموجهّة إلى العرب باعتبارهم مجرد نقلة للعلوم الإغريقية القديمة، ليس إلا. حسين الموزاني يسلط الضوء لموقع قنطرة على آلات الله الأوتوماتيكية.
هناك أنموذج نظريّ أو إدراكي يعرف باسم Paradigma يقوم عادةً على تسخير الجهود والطاقات البشرية والإمكانيات المادية من أجل تحقيق هدف محدد ويناظر المنظومة الفكرية القائمة بذاتها. وإذا ما شئنا أن نجد هنا مصطلحاً نصف فيه حال العالم اليوم فلا يخطر في ذهننا إلى جانب مصطلح العولمة الحياديّ نوعاً ما سوى الهيمنة الأحادية الجانب لثقافة أيديولوجية سائدة ورائجة، وعلى ضوئها يصبح العلم والثقافة والنشاط الاقتصادي والقوّة العسكرية في خدمة هذه الهيمنة.
وعندما تفكّر مؤسسة غربية بتنظيم معرض يتحدّث عن العلوم عند المسلمين، والعرب خاصةً، فإنّ ذلك يحمل مضمونين أساسيين وهما أنّ هذا المعرض يقف في خدمة أغراض الهيمنة في نهاية المطاف من ناحية ويهدف إلى "تلطيفها وتخفيف حدّتها"، بمعنى أنّ الغرب ليس مجرد آلة استعمارية توسعية معولمة فحسب، إنّما يمدّ كذلك جسوراً إلى الثقافات الأخرى، الضحية، من ناحية أخرى.