– الحرام والحلال.. هل هما الاجتهاد الوحيد لرجل الدين؟
– من يوقف إعمال العقل والتدبر في النص السماوي؟
وبإعتبارات أقوال ابو أعلي مودودي عن الحاكمية و إبن تيمية الدنيا دار سلام ودار حرب ومعتقد الولاء والبراء وقول سيد قطب نحن نعيش الجاهلية: -إستحلوا الخروج علي الحاكم لو ليس منهم -وإستحلوا حرمة الدم -والسرقة -والسبي -والإستعباد و -وإستحلوا أنواع للزواج المتعة والمسيار والعرفي والمؤقت -وإستحلوا قهر المرأة والتفكير الذكوري والقبلي والإجماع والمتفق عليه فتجمد البحث والدراسة والعقل، وكان الإرهاب نتيجة حتمية.
-حرموا الإقتصار علي النص القرآني فقط.
– وبالغوا في قداسة نصوص آخري وقد تعلوا علي قداسة القرآن في كثير من الأحيان.
-فبالغوا بتحريم الخمر رغم أن لفظ النص القرآني ” فاجتنبوه”. رجموا الزانية والزاني حتي الموت والنص ” فاجلدوا”.
-وبالغوا بإستخدام آية السيف بسورة التوبة وإبتدعوا الجهاد فريضة.
-وبالغوا بأن المرأة عورة وناقصة وإبتدعوا الحجاب والنقاب فريضة.
-وبالغوا بتحريم الردة فكل من يخالفهم مرتد ويجب قتله ونسوا نصوص قرآنية عديدة لحرية العقيدة.
-وبالغوا بتحريم الرسم والموسيقي والغناء والتمثيل.
-وبالغوا في إرهاب وتكفير من يقترب من مقداستهم ومعتقداتهم ومذاهبهم وأئمتهم.
-وحرموا أي تفسيرات جديدة، ورفضوا الوصول للنص بدون الناسخ والمنسوخ، ومعه صحيح البخاري، والمعلوم من الدين بالضرورة،
-ومنعوا وقاوموا بشراسة الرجوع إلي النص الأصلي وفهمه بمعطيات الواقع وإعمار للأرض وإعمال للعقل وإحياء للضمير الإنساني.
-بالغوا وحرموا الإختلاف في الرأي أو النقد فهو فتنة فلا تجادل يا أخي، فتوقف التطور، وتم إهمال وتجنيب معظم العلوم الإنسانية والطبيعية، وإستبدلوها بالإعجاز العلمي في الكتاب والسنة.
-حرموا الخروج علي الحاكم لو منهم.
وهناك من الأمور ما تم تحريمها وبعد فترة أصبحت حلال كالتليفزيون والإنتخابات ونقل الدم وزراعة الأعضاء البشرية والبنوك إلخ إلخ، ويكون الرد عن سبب إختلاف الفتوي الضرورات تبيح المحظورات وأن هناك أمور متشابهات.
وطالما ينعموا بالثروات والقداسة فسيصلوا للشطط والعبث كمثل من: حرموا تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وأباحوا الزواج من الصغيرات، حرموا أكلات مثل الفسيخ، ولن يتوقفوا.
وهكذا تسير الأمور ولأننا لا ننتقد الدين ولكن ننتقد رجال الدين وسلطة المؤسسات الدينية في التحريم والإستحلال. فقد توقفت الرسالات السماوية، ولا يوجد خليفة لله علي الأرض، ولا خليفة لرسله، والرسالات معروفة ومعلنة، ولكن ما أصعب الوصول إليها في ظل الوسائط والكهنوت ودائرة التحريم والإستحلال علي من يجهل ويترك عقله فريسة لفتاوي وإتباع.
فالدين الحق خالصا في الرسالة، ولا يحتاج لحماية من أحد، ونقد رجال الدين ليس نقدا للدين، والتاريخ ليس حجة علي الدين، ورجال الدين ليسوا حجة علي الدين، والناس ليسوا حجة علي الدين.
وبما أن التحريم توقف بتوقف الرسالات السماوية، فلن يتوقف إعمال العقل في فهم الرسالة، فرجل الدين والمؤسسة الدينية الحالية بعيدة عن دورها الإصلاحي والأخلاقي، وتُوقف إعمال العقل مع النص وتواصل التحريم والإستحلال بسيل من الفتاوي بالمخالفة لصحيح وأصل الرسالات، وبما يُضعف المجتمع.
نشر بجريدة المقال يوم ١٠ يونيه ٢٠١٥