برامج تطل على المشاهد وتغيب، وأخرى تعوضها. البعض منها يشد المشاهد إليها وأخرى تصيبه بالتخمة التلفزيونية.
في رحلة البحث عن سر هذا الاحتجاب، توجهنا إلى من اقترن اسمها باسم البرنامج، بقدر ما اقترن باسمها، كاسم لامع وصوت رنان في عالم الطرب المغربي الأصيل. هي من قال المرحوم الحاج التولالي أحد أبرز أقطاب فن الملحون في تصريح إذاعي، أنها ستحمل مستقبل فن الملحون بين يديها، الفنانة المقتدرة ماجدة اليحياوي. لولا أن ماجدة نفسها لا تعرف!.
في حوار لموقع " ممكن" مع السيدة ماجدة، أيقونة فن طرب الملحون، ينشر لاحقا، يبدو أن الأمر لا علاقة له بسياسة برمجة القناة الثانية، انما هو مجرد حسابات شخصية ضيقة وأيادي خفية امتدت لتوقيف البرنامج بعد عجزها عن استبعاد مقدمته ماجدة اليحياوي بشكل شخصي.
المستهدف كان ماجدة اليحياوي بذاتها، ولتحقيق الهدف لا ضير في التضحية بالبرنامج التراثي الوحيد في القناة ككل.
الأمر ليس بالغريب على قنواتنا الوطنية التي تغيب بشكل شبه تام المعايير الموضوعية والتقنوية المحضة في تدبير برمجتها في تجاهل تام لاحترام الذوق العام أو إكراهات الخدمة العمومية الملقاة على عاتقها. لقد انضم برنامج مثل "شدى الألحان" إلى قائمة البرامج التي دون اسمها بحبر من ذهب على قائمة البرامج المحسوبة على رؤوس الأصابع، والتي كانت تقدم في يوم من الأيام مادة جادة وذات قيمة مضافة للمشاهد المغربي المتعطش لتاريخه وتراثه وثقافته.
أما بالنسبة للقناة الثانية فهو مجرد تسجيلات لمادة فنية وتراثية تنضاف إلى أرشيفها المغطى بتراب النسيان والإهمال.