-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

حوار مع الفنان التشكيلي جورج‭ ‬البهجوري أيقونة‭ ‬مصرية

في أحد أزقة القلب لقاهري يقبع في مرسمه، بعيدًا عن الضجيج ؛ ثمة ضجيج داخلي يعتمل بداخله ويفرض عليه أن يخلط الألوان ويرسم بفرشاته خطوطًا أولية للوحة تحمل جزءًا من روحه وضوضائه الداخلية، يجلس لساعات في مرسمه غير عابئ بالوقت الذي يمر، ثمة ألوان ولوحات حوله تؤنس وحدته في الوقت، ولا تجعل الملل يتسرب إلى يومه. تلك العزلة الفنية لم تكن يومًا بالنسبة إلى جورج البهجوري عزلة عن الناس، بعيدًا عن مرسمه ستجده جالسًا في مقاهي وسط القاهرة مع رفاقه وأصدقائه الكثيرين الذين يتبادل معهم الأحاديث في كافة الشؤون، يتفحص ملامحهم ويخرج برسومات لهم جميعًا، قد لا تروقهم، لكنها في كل الأحوال تعبّر عمّا يراه وليس عمّا يريد الآخرون أن يشاهدواعلى الورق. تلك الصراحة، أو ربما المبالغة في أعماله ورسوماته سببت له الكثير من المتاعب على مدار حياته الفنية، فهو رافض دومًا لأيّ تعليمات يمليها عليه الآخرون بشأن فنه. كتب عنه أحد النقاد أنه يسعى إلى إيقاظ الناس بالصدمة الكهربائية، كي يدركوا على أيّ خطوط انهدام” أقاموا بناهم الفكرية. الكاريكاتير عند البهجوري رأي راديكالي لا آلة تصوير. ذلك الفنان المتشبع بالفن حتى الثمالة، لا يملّ لحظة من التفرس في ملامح الوجوه ورسمها. من ملامح وجهه ومن مظهره العام يخرج بتصورات عدة عن الشخص الذي يحاوره. الكثير منها قد لا يكون صحيحًا، لكنه يعبّر عن شغف فنان يمتهن رسم أدق تفاصيل الوجه وتلمس أبرز ملامح الروح. والبهجوري، فنان تشكيلي ورسام كاريكاتير مصري بارز، ولد في إحدى محافظات الجنوب المصري عام 1932، درس الفنون الجميلة في القاهرة ليحترف بعدها رسم الكاريكاتير؛ عمل في مجلتي روز اليوسف” و”صباح الخير” منذ عام 1953 حتى عام 1975. في العام 1975 سافر إلى باريس، التي يصف تجربة حياته فيها بأنها ولادة ثانية”، وكتب عنها في كتابيه بهجر في المهجر” و”جورج البهجوري من بهجورة إلى باريس», هناك درس في كلية الفنون الجميلة قسم التصوير، ولم تلبث ان نضجت موهبته الفنية واكتسبت أبعادًا أخرى. بعيدًا عن الرسم، كتب البهجوري عددًا من الروايات ثلاثية الأيقونة” وهي أعمال لا يمكن الفصل بينها وبين سيرته بشكل قاطع. وفي كتابه بهجر في المهجر” يعترف البهجوري بأن جلّ ثقافته اكتسبها من مجالساته وصحبته لأهل الكلمة من الصحافة إلى الأدب. المثقفون هم من هداه إلى المعرفة. يقول عنه إنهم  لا يعرفون قراءة أيّ لوحة ويخطئون عشرات الأخطاء أثناء القراءة، رغم ثقافتهم اللغوية. عرفت رحلة البهجوري الفنية العديد من المراحل من الدراسة الأكاديمية في القاهرة، حيث ركز اهتمامه الفني في مرحلة السبعينات على الفنون الفرعونية والقبطية التي تمثل العودة إلى الجذور القديمة. وفي باريس انصبّ اهتمامه على فن النحت والبورتريه، ثم بعد ذلك اهتم بدراسة أعمال أساطين الفن أمثال رامبرانت ومايكل أنجلو وجوجان ومانيه، ليعيد رسم الكثير من الأعمال العالمية وفقًا لرؤيته الخاصة. الجالس في حضرة البهجوري” أشبه بزورق يبحر في نهر مضطرب يأمل في الإلمام بمعالم تجربة غنية ذات مستويات وأزمنة وعلامات، إنه أشبه بلوحة تشكيلية معقدة فيها الكثير من التفاصيل التي تضفي غموضًا على معناها. غموض نحاول في جلسة في هذا الحوار أن نتمس بعضه لعل الحديث يفك شيئا من طلاسمه. يتحدث جورج البهجوري عن آرائه بإزاء العديد من القضايا الجدلية المتعلقة بالتشكيل في الوقت الراهن، كما يتطرّق إلى الحديث عن أبرز محطاته الفنية سواء على صعيد رسم الكاريكاتير أو عن مغامرته المفتوح مع فن اللوحة التشكيلية.



عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا