في إطار مواصلة النقاش العمومي حول مختلف الأوجه الثقافية والحقوقية والفنية التي تستدعي تعميق الرؤى حولها، وتنفيذا لبرنامجه السنوي المسطر، نظم «مركز روافد
للأبحاث والفنون والإعلام»بخنيفرة، يوم السبت 24 دجنبر 2016، ندوة علمية حول «الحقوق اللغوية والثقافية بين الرؤية الأكاديمية والممارسة الحقوقية»، بمشاركة الباحث والفاعل الحقوقي الدكتور بلعيد بودريس، والباحث الدكتور محمد أمحدوك، ثم الفاعل الحقوقي عزيز عقاوي، في حين عادت مهمة التسيير للباحث في الفكر الفلسفي حوسى أزارو، الذي وضع الحضور أمام أسئلة موضوع الندوة باعتبار احترام الحقوق اللغوية الثقافية من شأنه ضمان الأمن الثقافي، وقد عرف اللقاء حضورا نوعيا متميزا ومهتما بموضوع الندوة.
الندوة افتتحت بكلمة الكاتب العام لمركز روافد، أحمد بيضي، الذي أبرز فيها دواعي اللقاء بالنظر إلى الحراك الذي أخذ يحدثه اهتمام المنظمات غير الحكومية والفعاليات الحقوقية، خلال السنوات الأخيرة، بالحقوق اللغوية والثقافية كإحدى أهم لبنات البناء الديمقراطي والنهوض بحقوق الإنسان، انطلاقا من أهمية التنوع الثقافي وكونه عاملا من عوامل التنمية والرهان على مدى احترام كرامة الإنسان، من حيث اعتبار الحقوق الثقافية جزء لا تتجزأ من حقوق الإنسان، بما فيها حفظ عناصر ثقافة شعوب البلاد وتعزيز وحماية حقها في صون طريقة عيشها ولغتها ونظام تقاليدها وأعرافها ورموزها التاريخية، وغيرها من المظاهر الفنية والثقافية.
ولم يفت كاتب عام مركز روافد تشخيص نتائج الاعتراف الدستوري بالمكونات الثقافية للهوية المغربية، وسؤال الإستراتيجية الوطنية المطلوبة لتدبير التعدد الثقافي واللغوي بالمغرب، ومدى أخذ المكون الثقافي بعين الاعتبار في مشروع الجهوية، وحماية التراث المادي وغير المادي، واحترام أسماء الأعلام والأماكن، مبرزا مناسبة الندوة التي تأتي من أجل البحث عن الآليات الممكنة للحد من المعيقات التي تقف في وجه المبادرات المجتمعية المطالبة بتكريس التعدد والتنوع الثقافي واللغوي، وداعيا باقي مكونات المجتمع المدني للقيام بدورها في أفق بناء سياسة تأخذ بعين الاعتبار قيمة الإرث الثقافي وتنشئة أجيال واعية بهويتها وثقافتها، وبالقيم الإنسانية الكونية.
من جهته، انطلق الأستاذ عزيز عقاوي من مكان الندوة، المركز الثقافي أبو القاسم الزياني، حيث عبر عن تأسفه حيال إجهاض المطالب التي نادت بإطلاق اسم محمد رويشة على هذا المركز قبل تسميته بالاسم الحالي رغم وجود ثانوية بالمدينة حاملة له، ليخوض في محور موضوع الحقوق الثقافية واللغوية على ضوء التشريعات الوطنية والمواثيق الدولية، مرورا بالعهدين والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يشدد على الكونية والشمولية، دون أن يفوت الأستاذ عقاوي استحضار نصوص عدد من المفكرين والمنظرين حول الهوية والثقافة الأم والإرث الإنساني.
ومن جهة أخرى، انتقل الأستاذ عقاوي للحراك الذي عرفه المغرب وأدى إلى الاعتراف الدستوري باللغة الأمازيغية، بشكل محتشم وقابل للنقاش، مشيرا لما وصفه بالمواقف والتمثلات والمعيقات، ومحملا الدولة المغربية والسياسات المتتالية كامل المسؤولية وراء تهميش الأمازيغية، ودوام سياسة الميز والمساطر المعقدة في ما يتعلق بتسمية الأعلام والأماكن، داعيا أصحاب القرار السياسي، في هذا الصدد، إلى الكف عن تكريس الاستلاب الثقافي وهاجس الحذر والحظر، في حين لم يفته التوقف عند العراقيل التي تعترض أي ثقافة جادة في المغرب المعاصر.
وبدوره، تطرق الدكتور محمد أمحدوك في مداخلته القيمة إلى ما ينبغي الانكباب عليه «من أجل لغة أمازيغية موحدة وممعيرة ومتفق عليها»، حيث تناول بالتحليل والدراسة وضعية معيارات هذه اللغة بين الواقع والتحديات التي تعيشها مرحلة الانتقال من الشفوي إلى المكتوب، ومن الكتابة إلى المؤسسات، ومن القوة إلى الفعل، منطلقا من اللغة المعيار التي ما تزال ورشا مفتوحا في وجه التحديات السياسية والأكاديمية، إلى ما حققته الأمازيغية بنضالها ضد الحصار المضروب عليها، وكيف فرضت نفسها كقضية وطنية ومقاربة معتمدة في كل المشاريع التنموية والمجتمعية.
ولم يفت الدكتور محمد أمحدوك التطرق إلى «أمازيغية الوسط»، وموقعها ضمن معيرة اللغة الأمازيغية عامة، ومدى حضور أمازيغية الأطلس المتوسط في النهضة الأمازيغية مقارنة مع أمازيغية الشمال والجنوب، مستعرضا الأسباب الذاتية والموضوعية وتأثير ذلك على مسألة معيرة وتوحيد اللغة الأمازيغية، داعيا عموم الباحثين بالأطلس المتوسط والحاضرة الزيانية إلى جعل لغة الوسط نقطة للتلاقي والتوفيق بين جميع الحساسيات اللغوية، والاتجاه أكثر إلى التأليف والإعلام والإخراج السينمائي بأمازيغية الوسط، بعيدا على الانغلاق الذي لا يتسبب إلا في الاحتكار .
بعده، توجت الندوة بمداخلة الدكتور بلعيد بودريس الذي انطلق من تنويهه بتواجد أطفال وتلاميذ بين الحضور، واصفا ذلك بالظاهرة الصحية جدا، على اعتبار الطفل هو المستهدف في التربية على الحق في اللغة بغاية تمكينه من التحدث بلغته الأصلية بالبيت والشارع والإدارة، ومن النمو خارج التمييز اللغوي، مؤكدا أن تاريخ اللغة كلسان هو من صنع الإنسان، ومعقبا في ذات الوقت على الطريقة التي تم بها تدريس الأجيال، وانعكاسها على مناحي الحياة الاجتماعية، في سياق التحولات المجتمعية التي شهدها المغرب في العقود الأخيرة، قبل توقفه بالإشارة إلى مضامين الدستور المغربي التي جاءت بالحقوق اللغوية والثقافية ليوجه انتقادا قويا للذين عمدوا إلى الركوب على هذه المضامين بأفكار خاطئة لأهداف سياسية محضة.
وعلى مستوى آخر، انتقل الدكتور بلعيد بودريس إلى تحليل مفهوم الأمية بالمغرب، وكيف لا زال الجميع، منذ فجر الاستقلال، يسمعون بمحاربة هذه الآفة وكأن الأمية لا تقهر، موضحا أن مفهوم الأمية ليس هو جهل القراءة والكتابة بل هو العلاقة القائمة بين الإنسان والأفكار الخاطئة التي أصبحت جزءا لا يتجزّأ من الواقع اليومي والرّاهن الثّقافي.
وخلال الندوة، تقدم الفنان التشكيلي، عضو مركز روافد، ورئيس جمعية «لمسات فنية»، المحجوب نجماوي، بقراءة في أعمال فنية معروضة بالقاعة، سعيا منه لخلق وعي منفتح على الفن التشكيلي كحق ثقافي ولغوي، حيث العالم، حسب قوله، يتجه الآن إلى التكلم بلغة واحدة هي لغة الصورة، وفي اختتام أشغال الندوة أتيحت فرصة طرح الأسئلة للحضور والرد عليها، ليسدل الستار بتسليم هدايا رمزية وشهادات تقديرية على المحاضرين، كما قام الدكتور بلعيد بودريس بتوقيع كتابه «هويتي: الحق» وتوزيع مجموعة منه مجانا تقديرا للحدث الثقافي.
ومعلوم أن مركز روافد كان قد مهد لندوة الحقوق الثقافية واللغوية، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، بحفل ممتع على هامش معرض تشكيلي نُظم، مساء الجمعة 23 دجنبر 2016، بشراكة مع مؤسسة «عالم الامتياز»، تحت شعار «الفن التشكيلي مدخل لترسيخ قيم حقوق الإنسان»، انطلاقا من قيمة ودور الفن والجمال في مواجهة ثقافة الحقد والبشاعة والطغيان.
وقد ارتقى دفء الحفل بصوت الشاعرة نعيمة قصباوي التي «رسمت بالكلمات» فواصل جميلة في فضاء القاعة، حيث عرف الحفل حضورا نوعيا لعدد من الفاعلين الجمعويين والإعلاميين والعاملين في الحقل التربوي، والأمهات والآباء، والفنانين التشكيليين، إلى جانب تلاميذ الأندية الفنية بالمؤسسات التعليمية، التي تقدم ممثلون عنها بكلمات ترحيبية بلغات مختلفة، ذلك بعد كلمة مؤسسة «عالم الامتياز» التي تلتها الأستاذة ربيعة الراشيدي، وقبلها كلمة مركز روافد التي تلتها الشاعرة الأستاذة مالكة حبرشيد، التي أوضحت مدى الحاجة اليوم إلى التربية على القيم وحقوق الإنسان، ورأت أن ذلك لن يتحقق إلا باعتماد فلسفة تربوية تقوم على برامج ومناهج حية تستهدف ترسيخ قيم المواطنة عبر توظيف كل الأشكال التعبيرية التي تساعد على تبليغ الخطاب.
وبينما تميز الحفل بفقرات موسيقية وغنائية، من تقديم التلاميذ على إيقاعات موسيقى الأستاذ كمال الصغير، اختتم بتوزيع شهادات تقديرية، وزيارة جماعية للمعرض التشكيلي المؤثث بالكثير من اللوحات التي أبهرت الحضور حين تلاقحت فيها كل الأساليب الفنية الرائعة بلمسات إبداعية شبابية، ولم يفت الفنان الشاب رضا مفتاح المشاركة في هذا المعرض بلوحاته، وهو الذي تحدى الإعاقة بترويض جسده على استخدام الرجلين دون اليدين.
للأبحاث والفنون والإعلام»بخنيفرة، يوم السبت 24 دجنبر 2016، ندوة علمية حول «الحقوق اللغوية والثقافية بين الرؤية الأكاديمية والممارسة الحقوقية»، بمشاركة الباحث والفاعل الحقوقي الدكتور بلعيد بودريس، والباحث الدكتور محمد أمحدوك، ثم الفاعل الحقوقي عزيز عقاوي، في حين عادت مهمة التسيير للباحث في الفكر الفلسفي حوسى أزارو، الذي وضع الحضور أمام أسئلة موضوع الندوة باعتبار احترام الحقوق اللغوية الثقافية من شأنه ضمان الأمن الثقافي، وقد عرف اللقاء حضورا نوعيا متميزا ومهتما بموضوع الندوة.
الندوة افتتحت بكلمة الكاتب العام لمركز روافد، أحمد بيضي، الذي أبرز فيها دواعي اللقاء بالنظر إلى الحراك الذي أخذ يحدثه اهتمام المنظمات غير الحكومية والفعاليات الحقوقية، خلال السنوات الأخيرة، بالحقوق اللغوية والثقافية كإحدى أهم لبنات البناء الديمقراطي والنهوض بحقوق الإنسان، انطلاقا من أهمية التنوع الثقافي وكونه عاملا من عوامل التنمية والرهان على مدى احترام كرامة الإنسان، من حيث اعتبار الحقوق الثقافية جزء لا تتجزأ من حقوق الإنسان، بما فيها حفظ عناصر ثقافة شعوب البلاد وتعزيز وحماية حقها في صون طريقة عيشها ولغتها ونظام تقاليدها وأعرافها ورموزها التاريخية، وغيرها من المظاهر الفنية والثقافية.
ولم يفت كاتب عام مركز روافد تشخيص نتائج الاعتراف الدستوري بالمكونات الثقافية للهوية المغربية، وسؤال الإستراتيجية الوطنية المطلوبة لتدبير التعدد الثقافي واللغوي بالمغرب، ومدى أخذ المكون الثقافي بعين الاعتبار في مشروع الجهوية، وحماية التراث المادي وغير المادي، واحترام أسماء الأعلام والأماكن، مبرزا مناسبة الندوة التي تأتي من أجل البحث عن الآليات الممكنة للحد من المعيقات التي تقف في وجه المبادرات المجتمعية المطالبة بتكريس التعدد والتنوع الثقافي واللغوي، وداعيا باقي مكونات المجتمع المدني للقيام بدورها في أفق بناء سياسة تأخذ بعين الاعتبار قيمة الإرث الثقافي وتنشئة أجيال واعية بهويتها وثقافتها، وبالقيم الإنسانية الكونية.
من جهته، انطلق الأستاذ عزيز عقاوي من مكان الندوة، المركز الثقافي أبو القاسم الزياني، حيث عبر عن تأسفه حيال إجهاض المطالب التي نادت بإطلاق اسم محمد رويشة على هذا المركز قبل تسميته بالاسم الحالي رغم وجود ثانوية بالمدينة حاملة له، ليخوض في محور موضوع الحقوق الثقافية واللغوية على ضوء التشريعات الوطنية والمواثيق الدولية، مرورا بالعهدين والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يشدد على الكونية والشمولية، دون أن يفوت الأستاذ عقاوي استحضار نصوص عدد من المفكرين والمنظرين حول الهوية والثقافة الأم والإرث الإنساني.
ومن جهة أخرى، انتقل الأستاذ عقاوي للحراك الذي عرفه المغرب وأدى إلى الاعتراف الدستوري باللغة الأمازيغية، بشكل محتشم وقابل للنقاش، مشيرا لما وصفه بالمواقف والتمثلات والمعيقات، ومحملا الدولة المغربية والسياسات المتتالية كامل المسؤولية وراء تهميش الأمازيغية، ودوام سياسة الميز والمساطر المعقدة في ما يتعلق بتسمية الأعلام والأماكن، داعيا أصحاب القرار السياسي، في هذا الصدد، إلى الكف عن تكريس الاستلاب الثقافي وهاجس الحذر والحظر، في حين لم يفته التوقف عند العراقيل التي تعترض أي ثقافة جادة في المغرب المعاصر.
وبدوره، تطرق الدكتور محمد أمحدوك في مداخلته القيمة إلى ما ينبغي الانكباب عليه «من أجل لغة أمازيغية موحدة وممعيرة ومتفق عليها»، حيث تناول بالتحليل والدراسة وضعية معيارات هذه اللغة بين الواقع والتحديات التي تعيشها مرحلة الانتقال من الشفوي إلى المكتوب، ومن الكتابة إلى المؤسسات، ومن القوة إلى الفعل، منطلقا من اللغة المعيار التي ما تزال ورشا مفتوحا في وجه التحديات السياسية والأكاديمية، إلى ما حققته الأمازيغية بنضالها ضد الحصار المضروب عليها، وكيف فرضت نفسها كقضية وطنية ومقاربة معتمدة في كل المشاريع التنموية والمجتمعية.
ولم يفت الدكتور محمد أمحدوك التطرق إلى «أمازيغية الوسط»، وموقعها ضمن معيرة اللغة الأمازيغية عامة، ومدى حضور أمازيغية الأطلس المتوسط في النهضة الأمازيغية مقارنة مع أمازيغية الشمال والجنوب، مستعرضا الأسباب الذاتية والموضوعية وتأثير ذلك على مسألة معيرة وتوحيد اللغة الأمازيغية، داعيا عموم الباحثين بالأطلس المتوسط والحاضرة الزيانية إلى جعل لغة الوسط نقطة للتلاقي والتوفيق بين جميع الحساسيات اللغوية، والاتجاه أكثر إلى التأليف والإعلام والإخراج السينمائي بأمازيغية الوسط، بعيدا على الانغلاق الذي لا يتسبب إلا في الاحتكار .
بعده، توجت الندوة بمداخلة الدكتور بلعيد بودريس الذي انطلق من تنويهه بتواجد أطفال وتلاميذ بين الحضور، واصفا ذلك بالظاهرة الصحية جدا، على اعتبار الطفل هو المستهدف في التربية على الحق في اللغة بغاية تمكينه من التحدث بلغته الأصلية بالبيت والشارع والإدارة، ومن النمو خارج التمييز اللغوي، مؤكدا أن تاريخ اللغة كلسان هو من صنع الإنسان، ومعقبا في ذات الوقت على الطريقة التي تم بها تدريس الأجيال، وانعكاسها على مناحي الحياة الاجتماعية، في سياق التحولات المجتمعية التي شهدها المغرب في العقود الأخيرة، قبل توقفه بالإشارة إلى مضامين الدستور المغربي التي جاءت بالحقوق اللغوية والثقافية ليوجه انتقادا قويا للذين عمدوا إلى الركوب على هذه المضامين بأفكار خاطئة لأهداف سياسية محضة.
وعلى مستوى آخر، انتقل الدكتور بلعيد بودريس إلى تحليل مفهوم الأمية بالمغرب، وكيف لا زال الجميع، منذ فجر الاستقلال، يسمعون بمحاربة هذه الآفة وكأن الأمية لا تقهر، موضحا أن مفهوم الأمية ليس هو جهل القراءة والكتابة بل هو العلاقة القائمة بين الإنسان والأفكار الخاطئة التي أصبحت جزءا لا يتجزّأ من الواقع اليومي والرّاهن الثّقافي.
وخلال الندوة، تقدم الفنان التشكيلي، عضو مركز روافد، ورئيس جمعية «لمسات فنية»، المحجوب نجماوي، بقراءة في أعمال فنية معروضة بالقاعة، سعيا منه لخلق وعي منفتح على الفن التشكيلي كحق ثقافي ولغوي، حيث العالم، حسب قوله، يتجه الآن إلى التكلم بلغة واحدة هي لغة الصورة، وفي اختتام أشغال الندوة أتيحت فرصة طرح الأسئلة للحضور والرد عليها، ليسدل الستار بتسليم هدايا رمزية وشهادات تقديرية على المحاضرين، كما قام الدكتور بلعيد بودريس بتوقيع كتابه «هويتي: الحق» وتوزيع مجموعة منه مجانا تقديرا للحدث الثقافي.
ومعلوم أن مركز روافد كان قد مهد لندوة الحقوق الثقافية واللغوية، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، بحفل ممتع على هامش معرض تشكيلي نُظم، مساء الجمعة 23 دجنبر 2016، بشراكة مع مؤسسة «عالم الامتياز»، تحت شعار «الفن التشكيلي مدخل لترسيخ قيم حقوق الإنسان»، انطلاقا من قيمة ودور الفن والجمال في مواجهة ثقافة الحقد والبشاعة والطغيان.
وقد ارتقى دفء الحفل بصوت الشاعرة نعيمة قصباوي التي «رسمت بالكلمات» فواصل جميلة في فضاء القاعة، حيث عرف الحفل حضورا نوعيا لعدد من الفاعلين الجمعويين والإعلاميين والعاملين في الحقل التربوي، والأمهات والآباء، والفنانين التشكيليين، إلى جانب تلاميذ الأندية الفنية بالمؤسسات التعليمية، التي تقدم ممثلون عنها بكلمات ترحيبية بلغات مختلفة، ذلك بعد كلمة مؤسسة «عالم الامتياز» التي تلتها الأستاذة ربيعة الراشيدي، وقبلها كلمة مركز روافد التي تلتها الشاعرة الأستاذة مالكة حبرشيد، التي أوضحت مدى الحاجة اليوم إلى التربية على القيم وحقوق الإنسان، ورأت أن ذلك لن يتحقق إلا باعتماد فلسفة تربوية تقوم على برامج ومناهج حية تستهدف ترسيخ قيم المواطنة عبر توظيف كل الأشكال التعبيرية التي تساعد على تبليغ الخطاب.
وبينما تميز الحفل بفقرات موسيقية وغنائية، من تقديم التلاميذ على إيقاعات موسيقى الأستاذ كمال الصغير، اختتم بتوزيع شهادات تقديرية، وزيارة جماعية للمعرض التشكيلي المؤثث بالكثير من اللوحات التي أبهرت الحضور حين تلاقحت فيها كل الأساليب الفنية الرائعة بلمسات إبداعية شبابية، ولم يفت الفنان الشاب رضا مفتاح المشاركة في هذا المعرض بلوحاته، وهو الذي تحدى الإعاقة بترويض جسده على استخدام الرجلين دون اليدين.