لا
شك أن الرواية جنس أدبي مفتوح ورحب وممتد يمتلك من المقومات الفنية ما يؤهله لأن
يستوعب التفاصيل الدقيقة والمعارف المختلفة والأحداث الكثيرة التي قد يمتد
زمنها لتستغرق حقبة تاريخية، ولا غرابة في هذا ما دامت الرواية وليدة هذه الخصوصيات. ومن المعلوم أن الرواية ظهرت مع التطور الذي عرفته المجتمعات الغربية اقتصاديا واجتماعيا وفكريا مما تطلب تواجد جنس أدبي يستوعب كل تغيرات وصراعات الحياة المعاصرة بكل تناقضاتها وتشعباتها.
زمنها لتستغرق حقبة تاريخية، ولا غرابة في هذا ما دامت الرواية وليدة هذه الخصوصيات. ومن المعلوم أن الرواية ظهرت مع التطور الذي عرفته المجتمعات الغربية اقتصاديا واجتماعيا وفكريا مما تطلب تواجد جنس أدبي يستوعب كل تغيرات وصراعات الحياة المعاصرة بكل تناقضاتها وتشعباتها.
وفي هذا السياق يغدو العمل الروائي الجيد هو
العمل الذي يمتلك القدرة على حسن نسج وحبك وتوظيف ما يستحضره من معطيات ومعارف
ومضامين وأفكار خارجية بحيث يقدمها في قالب فني ويدمجها دمجا محكما ومنسجما لتغدو داخل
العمل خلقا آخر. وتتعدد مداخل قراءة الأعمال الروائية بتعدد المنظورات المنهجية
التي يمكن أن يعتمدها القارئ وتختلف باختلاف ذخيرته المعرفية المكتسبة وبتنوع
المقومات الفنية التي يمتلكها هذا الجنس الأدبي والتي يرغب القارئ في تحيينها.
من هذا المنظور نروم في هذه
المقاربة الكشف عن حوارية الرواية (Dialogisme) في (قرية ابن السيد) لحسن إمامي استنادا إلى ما
يميز الرواية عن غيرها من الأجناس الأدبية من تعددية الأساليب والأصوات واللغات؛ ويرى (ميخائيل باختين) أن "الوحدات
الأسلوبية المتغايرة تتخذ عند دخولها إلى الرواية، وتكون فيها، نظاما متناسقا
وتخضع للوحدة الأسلوبية العليا لمجموع العمل الذي يمكن أن تطابقه مع أي من الوحدات
التابعة له"[3].
وفي هذا السياق تحدونا الرغبة في التعرف
عن كيفية حضور الموضوع وتشكله وتشكيله داخل العمل الروائي، من خلال مستويين متداخلة
هما: مستوى الوصف ومستوى المنهج، رغبة في الإجابة عن سؤالين أساسيين: ما هي المواضيع التي تستحضرها رواية
(قرية ابن السيد)؟ وكيف تستحضر
الرواية المضامين التي تعالجها ؟
1ـ مستوى الوصف/ المتن الروائي:
ما الذي تقوله الرواية؟ يحدد هذا المستوى الأول من
القراءة ما يلزم أن تسلكه كل مقاربة قبل أن تنتقل إلى مرحلة التحليل بهدف وصف
المحتوى والتعرف عن المتن وتقريبه من القارئ، وهو المستوى الذي تصاغ داخله دلالات
الموضوع المحددة للعمل الروائي والأدبي عموما، وهي مرحلة مهمة وأساسية يلزم على كل
قراءة أن تسلكه وأن لا تغفله.
تحت
عنوان (قرية ابن السيد) تطل على القارئ رواية للكاتب حسن إمامي. جاء عنوانها مركبا من ثلاثة مركبات إسمية لها
تحديدات مباشرة ومضمرة (القرية) وهي مكان يتجمع فيه مجموعة
من الناس ويستقرون فيه،
ويكوّنون فيه مجتمعا خاصا بهم، و(ابن) وتعني الولد الذكر، ويطلق على كلّ ما ترتب على غَيْرِهِ
بالسببيّة أوالتبعيّة أوالملازمة أوالمشابهة. و(السيد) الموْلَى
ذو العبيد والخدمِ وكل من افتُرِضَتْ طاعتهُ، وهو لقبُ
تشريفٍ يخاطب به الأشراف ويطلق على كلّ فرد تعبيرًا عن الاحترام.
ورغم هذه التحديدات الدلالية الأولية التي
يدركها القارئ على مستوى الفهم يلاحظ القارئ أن عنوان الرواية يخفي دلالته
التأويلية والمضمرة وهي التي لا تحددها الألفاظ التي يتألف منها، مما يقود القارئ
إلى طرح عدة أسئلة يسعى إلى التعرف عن أجوبتها؛ ترى عن أي قرية تتحدث الرواية؟ ومن
يكون ابن السيد؟ وما هي الحكاية التي يُضمرها العنوان؟
يحكي السارد تاريخ قرية
ابن السيد التي توجد جنوب المغرب في الأطلس المتوسط ويكشف عن أسباب
تسميتها بهذا الاسم ارتباطا بمؤسسها الشيخ السيد الذي حل بالقرية من المشرق ثم
غادرها بعد أن مات ابنه ودفنه بها، لكنه سرعان ما يعود إلى القرية مصحوبا بعشيرته
وابنا آخر ليجد أهل القرية وقد اشتاقوا إليه وساروا على نهجه فسموا القرية باسمه.
ويتتبع السارد الشجرة
العائلية لابن السيد وكيف تطورت جيلا بعد جيل وقد اتخذت الشيخ قدوة في التصوف
والجهاد وطلب العلم؛ الأجداد والآباء، ثم الأبناء وأبناء الأبناء. وتتطور أحداث
الرواية بتشعب شجرة العائلة وتطور الحياة في مختلف مجالاتها مع التطور الذي عرفته
وسائل الاتصال والتواصل والتنقل والسفر والرحلة من وإلى مختلف بقاع العالم.
ومن عشرينيات القرن الماضي
ينتقل الراوي إلى بداية القرن العشرين وتحديدا 2005 والفضاء هو مراكش والمناسبة هي
انعقاد مؤتمر التسامح، حيث يتتبع الراوي شخصية محمد ابن المصطفى ابن الشيخ، ببهو
أحد فنادق المدينة المحتضنة لهذا النشاط، وهو ينتظر حضور المشاركين الذي سيشكلون
مختلف الأطياف الدينية والإصلاحية، رغبة في سن قانون دولي للسلم والتصالح من خلال المؤتمر الذي يأمل أن يخلص الإنسانية
من ويلات الحروب والظلم ويدعو إلى المحبة والتسامح والسلم، إلا أن الواقع سيكذب
هذا اللقاء من خلال عدة أحداث واقعية واجتماعية وسياسية تجعل تحقيق صلح عالمي حلما بعيد المنال.
ولعل
أهم محور سردي تبلوره الرواية العلاقة التي جمعت بين بطلي الرواية محمد وسارة لأنهما
يمثلان جيل الوسط الذي يتحمل مسؤولية مضاعفة، مسؤولية الحفاظ على قيم الأجداد
والآباء وعلى الموروث الثقافي الثقيل، ومسؤولية تمرير تجربته إلى الجيل الجديد
الذي يبدو افتراضيا منشدا إلى قيم الحداثة والمعاصرة في أجل تمثلاتها.
ويطرح السارد عبر حوار
يديره بين الشخصيات معطيات وقضايا وإشكالات عدة تهيمن على الفصول الأخيرة من
الرواية التي تنحو منحى إشكاليا ويتبين ذلك من خلال عناوين هذه الفصول، مما ينم
على أن رواية (قرية ابن السيد) بدأت بسيطة وهادئة وتشعبت مع تشعب فصولها وتتأزمت
مع تأزم الحياة المعاصرة، ويغدو بطلها بطلا إشكاليا لا يقوى على تذليل كل التحديات
التي يواجهها كما تعود القارئ مع الرواية الكلاسيكية.
2ـ مستوى التركيب/المنهج:
كيف تقول الرواية ما تقوله؟ تتألف الرواية من جزأين لا يحملان عنوانا
محددا ويتم التأشير عليهما بالجزء الأول والجزء الثاني. ويلاحظ القارئ أن الجزء الأول ليس إلا تمهيدا
للجزء الثاني اعتبارا لطبيعة الشكل والمضمون، ذلك أن الجزء الأول يتألف من ستة
فصول، هي على التوالي: الحلول ـ القدر ـ العودة ـ الحياة تجارة وعبادة وجهاد ـ
جوهرة الكمال ـ مرحلة المقاومة. في حين أن الجزء الثاني يشمل اثني عشر فصلا، وهي على
التوالي: مؤتمر التسامح ـ نسيج العائلة ـ حياة وردية ـ عالم الألوان ـ أجواء
المؤتمر ـ حوار الأجيال ـ جيل جديد ـ زيارة القرية ـ عالم افتراضي ـ المراسلات
الخيط الرابط للتاريخ ـ الحفر في الذاكرة. بحيث جاء الجزء الثاني أكبر من
الأول كما تختلف الفصول من حيث حجمها اختلافا بينا من حيث الطول والقصر.
ولعل
الذي تحكم في هذا الميسم كون الرواية تستحضر معارف مختلفة من حقول ومجالات متعددة تم
توظيفها لتشكل مجتمعة نصا روائيا مفتوحا تشكله نصوص غائبة لها مرجعياتها الخاصة
لكنها تتفاعل داخل العمل الروائي مما يكسب رواية (قرية ابن السيد) ثراء دلاليا
وعمقا فكريا. ويمكن للقارئ أن يقف عند نصوص كثيرة تتناص معها الرواية التي تحاور
عدة حقول معرفية، تمزج بين: السياسي، والتاريخي، والجغرافي، والثقافي، والفكري، والفلسفي، والشعري، والديني، واليومي،
والرسالي، والرحلي، والفني...
واستنادا إلى هذه الخاصية يعمد
الراوي إلى تضمين النص الروائي جملة خواطر وانطباعات ويوميات ومشاهدات ومراسلات
وخطب ومواعظ وإرشادات وتوجيهات تصريحا وتضمينا. كما تنفتح على أجناس أدبية وفنية
كالشعر والزجل وفن المراسلات وأدب الرحلة وغيرها من الفنون التي يحاورها الكاتب
ويستحضرها لتكشف عن الدوق الفني والجمالي الراقي الذي يطمح إليه السارد ويسعى إلى ملامسته
تارة والقبض عليه تارة أخرى، مما يكسب النص الروائي ثراء دلاليا.
وعلى الرغم من انفتاح الرواية على الواقعي بشتى روافده يحضر
البعد الرمزي الذي يرتبط بمختلف المكونات الفنية التي تؤثث الرواية والتي ترصد
وعيا فكريا يصدر عنه الروائي ويهدف من خلاله إلى حسن المواءمة بين الواقعي والفني
على مستويات متعددة، وهنا تتجلى مهارة الكاتب الذي يحكم استحضار المعارف الفكرية
ويقدمها في قالب فني، وهو ما يتيح للقارئ الوقوف عند أمثلة كثيرة في الرواية،
وتبعا لكل مكون من مكوناتها، بدءً من القوى الفاعلة مرورا بعنصري الزمان والمكان
وصولا إلى طريقة تشكل وتشكيل الخطاب السردي.
و يسكن الرواية كما يسكن
الكاتب والسارد هاجس البحث عن الانسجام داخل الاختلاف، البحث عن الوحدة داخل
التعدد، البحث عن الكلي في علاقته بالجزئي، ذلك أن الاختلاف سمة فنية تبلورها
الرواية على مستويات متعددة، إذ تقع أحداث الرواية في أمكنة مختلفة ومتباعدة
ثقافيا وجغرافيا وتاريخيا، وداخل هذا التعدد تتوق الذات نحو الوحدة والانسجام، وهو
هم يشغل السارد والكاتب معا، على اعتبار أن كل منهما وجه للآخر. يقول السارد على
لسان شخصية أساسية في الرواية "العالم نقطة حب واحدة في قلبي"[4]
وعليه، نلاحظ أن النص الروائي يقيم علاقة مع
نفسه عندما يلجأ السارد إلى إعادة عرض الأحداث وإعادة تذكرها من طرف شخصيات
الرواية، وإعادة نصوص أكثر من مرة، إما بإعادة سرد نفس الأحداث أو بإعادة نصوص
بعينها خاصة في مجال الشعر. وهو نوع من الحوار الذي يمارسه النص الروائي مع ذاته
استرجاعا واستشرافا، ويقيم علاقة خارجية عندما ينفتح على كل ما هو خارجي بمختلف
تجلياته وأنماطه وأنواعه الكثيرة.
ويرتبط هذا البعد الذي تراهن عليه الرواية بالهم الذي يشغل ويسكن السارد وهو يسعى
إلى نقل الأحداث لا كما هي في الواقع بل
كما ينبغي أن تكون. يقول السارد على لسان محمد وهو يخاطب زوجته سارة:
"المدينة التي أكتبها عزيزتي هي التي أحلم بها"[5]
يتجلى الطابع الحواري في التنوع والاختلاف الذي تتميز بها القوى الفاعلة
في الرواية، إنْ على المستوى المعرفي والثقافي أو على المستوى الاجتماعي، أوعلى مستوى
السن والجيل الذي تنتمي إليه، من ذلك مثلا: الشيخ الزاهد المتجول في البلاد
الإسلامية الذي حل بها من المشرق ثم غادرها ليعود إليها مرة ثانية. والشاعر الأبله
المتجول عبر أزقة القرية والذي سيصبح مريدا للشيخ وتابعا له. والصبي ابن الشيخ
الذي توفي صغيرا بالقرية ودفن بها. والحاج العربي صهر الشيخ وقد حضر مع الشيخ
أثناء عودته. ومحمد وسارة وهما ثنائي مركزي في الرواية ويجسدان دورا أساسيا داخل
المتن الحكائي. وسماح وسليم يجسدان عالم الطفولة. أما سعيد وكلير فهما ثنائي
علائقي افتراضي يربط إشكاليا بين ثقافتين متباينتين ومتباعدتين ويعكسان فكرة
إمكانية تحقيق الانسجام داخل الاختلاف. شيخ القرية أمغار الذي يجسد وعيا شقيا غير
معترف به رسميا، مقصي على الرغم من أهميته ومكانته في الثقافة الشعبية التي تعتبر
رافدا تاريخيا وحضاريا.
كما يذكر الراوي لكثير من
الزهاد. ويسعى السارد إلى خلق حوار متواصل ومسترسل بين الشخصيات مما ينم على أن
الحوار أسلوب مركزي تنهض عليه الرواية وتدعو إليه باعتباره البديل والحل المقترح
لكثير من المشاكل التي تعاني منها المجتمعات المتخلفة سياسيا واقتصادية وثقافيا. واستنادا
إلى هذا الأمر تدعو الرواية إلى إعادة النظر في ذاتها من خلال استحضارها لمفهوم
الكتابة في بعده التاريخي والفلسفي والوجودي والفني والجمالي، يقول السارد "أنا
لا أكتب لسحر ما، بل أكتب لروح ما...قد تكون قريتي، قد تكون طفلتي التي لا أريدها
أن تكبر في قلبي، قد تكونين أنت سارتي التي أريدها دائما منيرة فضاء حياتي"[6]
يتجلى البعد الإشكالي في الرواية في الهم الذي
يشغل شخصياتها وما تعانيه من صراعات وخيبات في العلاقة التي تجمعها وفي علاقتها
بالفضاء والزمان الذي تدور فيه الأحداث والقضايا المرتبطة بظروف العيش من حيث
التطلعات والآمال في تحقيق الحلم واللحظة الحضارية الموعودة والواعدة، ويتجلى ذلك
مثلا في الوضعية التي آلت إليها قرية ابن السيد، بمفهومها وبعدها الدلالي الرمزي، التي
يصورها الكاتب في الفصول الأخيرة من الرواية وقد فقدت كل مقوماتها وقيمها الأصيلة
القيمية والثقافية والجمالية، "...الأجوبة تجسدها أوضاع القرية، حال نسائها
وأطفالها...أخبار دعارة مرتمية بين منازل مختفية عن الأنظار...فراغ القرية من
شبابها"[7]
وهكذا يلاحظ القارئ هيمنة البعد الواقعي والتاريخي
على رواية (قرية ابن السيد) لحسن إمامي فهي سرد لقصص أشخاص واقعين أو يتطابقون مع
الواقع الذي تهدف الرواية إلى تغييره لخدمة المجتمع وإصلاحه بتدعيم القيم
الإيجابية والطاقات الخلاقة وذلك بتقديم نماذج إنسانية بديلة وناجحة متفتحة وتؤمن
بالاختلاف وتتشبث بثوابتها الأصيلة والراسخة. ويتبين بأن كل واقعة اجتماعية
تستحضرها الرواية تعكس صراعا ضمنيا بين وعي كائن ووعي ممكن، ذلك أن كل واقعة
اجتماعية هي من بعض جوانبها الأساسية واقعة وعي
كما يذهب إلى ذلك لوسيان كولدمان في منهج البنيوية التكوينية.
كما يلاحظ القارئ حضور البعد السيري في رواية (قرية ابن اليد) الفردي
والجمعي، عبر مظاهر مختلفة ومن خلال أحداث وملفوظات وأفكار وآراء يضمنها الكاتب
فصول روايته، وقد يتوارى الكاتب خلف شخوصه ويتقمص بعض أدوارها كما يحدث مع شخصية
بوعلام في كثير من المواقف، يقول الكاتب على لسان السارد وهو يحاول أن ينفي هذه العلاقة
"لم يكن بوعلام هو الذي أقحمني، هي رغبتي في تسجيل تاريخ، وترك بصمات وبحث عن
تاريخ هذه الذات...وتنقيب عن درجات الأمانة والمسؤولية التي بقيت على عاتقي في
ارتباطي الوجودي والزمني والاجتماعي والأسري والثقافي..."[8]
وتسعى الرواية عموما إلى القبض على الزمن
المنفلت والهارب والجميل في ماضيه وحاضره ومستقبله وتطمح إلى تحقيق التفاعل
الإيجابي بين قيم العصر الحديث والقيم الأصيلة والراسخة وتحقيق التوازن بين الشكل
والجوهر بين المادة والروح. كما تسعى إلى أن تتجاوز الشكل التقليدي للرواية لمراودة الشكل الروائي
الحداثي المنفتح الذي يطمح نحو تجريب عدة أشكال وأساليب فنية مختلفة.
وهكذا
يتبين أن حسن اشتغال الكاتب على الحبكة السردية يتجلى في طريقة نسجها وفي طبيعة الغوص
في أعماق الشخصية والكشف عن أفكارها وهواجسها ومخاوفها وأحاسيسها وتطلعاتها من
خلال نسج شبكة من العلاقات تجمع بينها أواصر مختلفة وتتبع تطور هذه العلاقات عبر
صيرورة الأحداث والفصول المتداخلة والتي قد لا تحترم في العمل الروائي الجيد
التسلسل المنطقي للأحداث مما يزيد الرواية جاذبية وقدرة خارقة على التأثير في
المتلقي[9].
[9] ـ قدمت هذه القراءة في الأمسية الشعرية والفنية
التي نظمها فرع الإتحاد المغربي للزجل وجمعية الأمل للموسيقى بمناسبة توقيع ديوان
(عصافير الروح) للشاعرة ليلى حجامي، ورواية (قرية ابن السيد) للأديب حسن إمامي، وذلك
يوم السبت 30 ماي 2015 بقاعة الخزانة البلدية بسيدي قاسم.