-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

أكثر من مباراة كرة قدم : هــــند غـــانـــم

ليست مجرد وسيلة لإلهاء الشعب كما زعم البعض، ولكنها كانت رغبة عارمة في الفرح كحيلة نفسية دفاعية إلتجأ إليها الشعب بشكل جمعي دون أن يعي ذلك.. بعد أن أثقلت الهموم والأحزان كاهله لمدة سنوات طول ..
شعب تعيساً متألماً بشدة باتت الأحزان جزء لا يتجزأ من يومه الحالك الظلام في ذلك الوطن ..
تُرى ماذا حل بنا ليصبح مصدر السعادة الوحيد لنا هو مباراة لكرة قدم معلقة بها أنظارنا وقلوبنا وآمالنا..!!
لم يكن الامل في إنتصار هو مجرد حالة من الفرح ولكنها كادت أن تكون حالة من البكاء الهستيري كانت سوف تظهر وتتجلى وترتدي ثوب الفرح ..
الشعب يبكي دما ولم تكن هنالك فرصة لإزاحة ما يثقل كاهله من هموم وصرخات مكتومة ومكلومة كان سوف يخرجها في هتاف بأعلى صوت من أعماقه “مصر”
ولكن بعد الهزيمة سادت حالة من الحزن الشديد والانكسار..
ربما قد تكون لأي شعب أخر مبالغ فيها، لكنها بالنسبة إلينا منطقية جدا فقد أصبحت بلادنا ساحات لسرادقات عزاء لا تنتهي .. 
جعلت من الشعب كائن مهزوم نفسيا وعبر عن هزيمته تلك في صورة الحزن على منتخب بلاده الوطني، حزن عارم ظهر بعضه في هيئة من الدموع والبعض الأخر قد وصل حد الموت المفاجئ من شدة الحزن .. 
كنا نتشبث بالأمل .. كنا نتشبث بفرصة عابرة قليلة 
تستطيع أن تحول ما بنا من الم إلى لحظات سعيدة حتى وان كانت قليلة ولن تدوم كثيرا .. 
كنا كمن يمسك السراب بين يديه ما نلبث أن ندركه فيتبدد بشكل مفاجئ وصاعق ومحطم للأمال ..
بمقدار ما كنا بحاجة إلى فرح، بمقدار ما شعرنا بهزيمة وحزن وإنكسار ..
بمقدار الإستعداد للفوز عندما خرج جمهور الشعب المصري رافعا الأعلام عيونه لامعة بالفرح ..
بمقدار ما عاد بعد ذلك منكسا للرؤوس والأعلام بعيون لامعة ولكنها تلك المرة لامعة من الدموع التي حبسها البعض والبعض الاخر لم يتمالك نفسه وانصاع لأمر البكاء .. 
تلك الحالة اكبر بكثير من مجرد مباراة لبطولة كرة قدم ..
الحزن عميق دفين .. 
الشعب المصري بات في حالة يرثى لها..
ولم يجد من يحنوا عليه ..
في النهاية إعتذار واجب للمنتخب المصري الذي حملناه أكثر مما يحتمل، فقد حملناه هدف كسر حالة المعاناة التي يعيشها الشعب بالكامل، من أجل صناعة لحظات السعادة حتى وان كانت مؤقتة..
شكراً للمنتخب المصري لحصوله على المركز التاني الذي لم نعطيه قدره ولم نعطيه ما يستحق من إهتمام بسبب آمالنا نحن الخفية النبيلة، ولكن أيضا المرتبة التي وصلوا إليها نبيلة …

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا