رغم إيقاف العمل مؤقتا بمرسوم ترمب بشأن المهاجرين
واللاجئين فإن استئناف تطبيقه محتمل في أي لحظة، كون المعركة القضائية لم تنته بعد.
وما زالت الدوائر المسؤولة
عن تنفيذ الأمر الرئاسي - من قبيل وكالة الجمارك وحماية
الحدود ووزارة الأمن الوطني - عاكفة على تحديد ما يعنيه الأمر الرئاسي بالضبط، وكيفية
تنفيذه. وستواصل لجنة حماية الصحافيين رصد التغييرات، وستُصدر تحديثات لهذا التنبيه
إذا دعت الضرورة. ولا يُعتبر هذا التنبيه نصيحة قانونية.
ولهذا ينبغي على الصحافيين الذين يعبرون الحدود
الأميركية أن يكونوا مدركين تمامًا لحقوقهم، وأن يعرفوا ما الذي سيجري فيما إذا أوقفوا
قبل دخولهم إلى البلد، سواء أكانوا مواطنين أميركيين أو غير مواطنين.
تضمّن الأمر الرئاسي الصادر عن الرئيس ترمب تعليقًا
لدخول مواطني العراق وسوريا وإيران والسودان وليبيا والصومال واليمن إلى أراضي الولايات
المتحدة باستخدام أي فئة من فئات تأشيرات السفر، وذلك على امتداد الأيام التسعين المقبلة.
(ويُلاحظ أنه يوجد شك فيما إذا كان «السودان» يشمل أيضًا جنوب السودان. وثمة لاعبا
كرة سلة مولودان في جنوب السودان يشاركان في مباريات الجمعية الوطنية الأميركية لكرة
السلة، والتي اتصلت بوزارة الخارجية الأميركية لتوضيح هذه المسألة).
وينص الأمر الرئاسي على قائمة من فئات تأشيرات السفر
المستثناة من حظر السفر (التأشيرات الدبلوماسية، والتأشيرات الخاصة بمنظمة حلف شمال
الأطلسي، والتأشيرات من نوع «سي - 2»، إضافة إلى التأشيرات من فئات «جي - 1، وجي -
2، وجي - 3، وجي - 4»). وبوسع الصحافيين المرافقين للبعثات الدبلوماسية إلى الأمم المتحدة
والحاصلين على تأشيرة سفر من فئة «سي - 2» أن يستمروا باستخدام هذه التأشيرات.
ومع ذلك، لا يتناول الأمر الرئاسي التأشيرات للعاملين
في وسائل الإعلام، والمعروفة باسم تأشيرات الفئة «آي» (I -
Visas). وتُمنح هذه التأشيرات «لممثلي وسائل الإعلام
الأجنبية، بما في ذلك العاملون في الصحافة والإذاعة والسينما والمطبوعات الذين يسافرون
بصفة مؤقتة إلى الولايات المتحدة للعمل في مهنتهم، والمنهمكون في أنشطة في مجال المعلومات
أو التعليم أو الإعلام، بحيث تكون هذه الأنشطة ضرورية لعمل وسائل الإعلام الأجنبية».
وهذا يقود لجنة حماية الصحافيين إلى الاعتقاد بأن الصحافيين من مواطني أي من البلدان
السبعة الواردة في الأمر الرئاسي والحاصلين على تأشيرات للعمل في أميركا لن يتمكنوا
من دخول البلد لمدة 90 يومًا.
لا يتحدث الأمر الرئاسي عن إبعاد الأفراد الموجودين
حاليًا في البلد. ومع ذلك، فإننا نوصي الصحافيين من أي من البلدان السبعة الواردة في
الأمر الرئاسي الذين يعملون في الولايات المتحدة حاليًا استنادًا إلى التأشيرات المخصصة
لوسائل الإعلام، ألا يغادروا البلد أثناء الفترة التي يغطيها الأمر الرئاسي. تضمّن
الأمر الرئاسي أيضًا تعليقًا لبرنامج قبول اللاجئين لمدة أربعة أشهر، وإيقافًا لمعاملات
اللاجئين السوريين إلى أجل غير مسمى. ولم ترد أي إشارة إلى طالبي اللجوء ضمن الاستثناءات
التي حددها الأمر الرئاسي. ونوصي الصحافيين الذين قدموا طلبات لجوء في الولايات المتحدة،
والمنتمين إلى أي من البلدان الواردة في الأمر الرئاسي، أن يتصلوا فورًا بمحامٍ مختص
بشؤون الهجرة.
بالنسبة للأفراد الذين يحملون جنسيات مزدوجة، إحداهما
جنسية أميركية والأخرى من جنسيات إحدى البلدان الواردة في الأمر الرئاسي، فسيتمكنون
من دخول الولايات المتحدة ما دام قدموا وثائقهم الشخصية الأميركية عند دخولهم إلى البلد.
ومع ذلك، صرّحت السلطات المكلفة بتنفيذ الأمر الرئاسي بأنه ستجري تحقيقات شاملة بشأن
حاملي الجنسيات المزدوجة، وحسبما تراه ضروريًا. وينبغي على الصحافيين من حملة الجنسيات
المزدوجة من إحدى البلدان السبعة الواردة في الأمر الرئاسي أن يتوقعوا الخضوع لتحقيقات
إضافية عند عبورهم للحدود.
وأكّد وزير الأمن الوطني، جون كيلي، في تصريح أدلى
به في 29 يناير (كانون الثاني)، أن حملة بطاقات الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة
- أي ما يُدعى «البطاقة الخضراء» - من مواطني أي من البلدان السبعة الواردة في الأمر
الرئاسي لن يُمنعوا بصفة تلقائية من دخول البلد. وقال الوزير في تصريحه إن تقييمًا
سيجري لأوضاع حملة «البطاقة الخضراء» على أساس كل حالة بمفردها، ومن المرجح أن يخضعوا
إلى قرارات تقديرية بشأن جدارتهم في دخول البلد. وكما هي حال حملة الجنسيات المزدوجة،
يجب على حاملي وثيقة «البطاقة الخضراء» من مواطني البلدان الواردة في الأمر الرئاسي
أن يتوقعوا الخضوع إلى تحقيقات إضافية عندما يسعون لدخول أراضي الولايات المتحدة.
يجب على جميع الصحافيين، وقبل أن يشرعوا بالسفر،
أن يعدّوا خطة أساسية استعدادًا لمواجهة أي إشكالات، وهو ما يجب القيام به على أي حال
عند عبور حدود أي بلد. ويجب أن تتضمن هذه الخطة إبلاغ أحد المعارف الموثوقين (فرد من
العائلة أو صديق أو زميل) بتفاصيل الرحلة، بما في ذلك مسارها، وتفاصيل بشأن الخطوط
الجوية المستخدمة، وطريقة المواصلات المستخدمة وموعد الوصول. ويجب على الصحافي تزويد
هذا الشخص أيضًا بأي معلومات أخرى قد تكون مفيدة فيما إذا لم يتمكن الصحافي من الاتصال
لتأكيد وصوله. ويجب على الصحافي أن يترك ضمن هذه المعلومات وسيلة اتصال بشخص معروف،
لا سيما محاميا مختصا بشؤون الهجرة إذا كان ذلك ممكنًا، والذي ينبغي الاتصال به فيما
إذا لم يتمكن الصحافي من الوصول إلى وجهته..
واشنطن: منير الماوري الشرق الأوسط