الجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي تراسل
وزير التربية ورئيس الحكومة حول الهجوم على الفلسفة
إلى السيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني (*)
الموضوع: هجوم الدولة على الفلسفة في مقررات دراسية
إننا مدرسي ومدرسات الفلسفة المنضوين تحت لواء الجامعة
الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي، إذ نستحضر كون قرار اعتماد هذه الكتب تطبيع مع
الفكر الوهابي وتبيئة لنجوم القنوات الخليجية للحشد بالحقد والتعبئة بالتكفير في فصولنا
الدراسية، فإننا نحملكم المسؤولية السياسية الكاملة أمام هذا الجرف المسترسل لهوامش
بناء ثقافة الإيمان بالتعدد والاختلاف والتفكير الحر والمشاركة في بناء الوطن المشترك،
مُحذرين من تداعيات هذه الحرب الصريحة على النقد والتفكير والإبداع والتنوير وما سترتبه
مستقبلا من إدامة للتخلف وتعطيل لطاقات ومقدُرات وطننا على كافة المستويات.
إن ملاحظاتنا المتعلقة بسلسلة منار التربية الإسلامية
للثانوي، هي مجرد قطرة من مآسي نظامنا التعليمي الساهر على إنتاج مخلوقات فاقدة للتفكير
والتحليل النقدي والإبداع، غريبة عن الواقع الذي تعيشه مفصولة عن حياتها تستعيض عن
التفكير بالأفكار الجاهزة والمعـطاة مرة واحدة كحقائق أبدية، والقائم على طرائق تعدم
إنسانية التلميذ وتزكي قهر ميولاته واهتماماته وأسئلته، ومن هنا فإننا نعتبر تعميم
تدريس الفلسفة لتشمل كل المستويات الدراسية مدخلا مهما من بين مداخل أخرى للحد من هذا
التردي المريع لنظام تعليمي فاشل.
إننا إذ نجدد رفضنا المطلق تدريس أبنائنا مضامين
هذه الكتب المجرِّمة للتفكير، أو تحويل المدرسة إلى ثكنة للتعبئة والحشد بإيديولوجية
الحقد الوهابي المؤسَّس على كراهية الأخر المختلف دينيا وحضاريا وإعدام الصداقة وتحقير
التفاعل والنقاش والتفكير الحر، فإننا كمدرسين ومدرسات للفلسفة، متحملين لمسؤوليتنا
التاريخية الكاملة، نحتفظ لأنفسنا بحق اتخاذ كل الخطوات المطلوبة للوقوف أمام هذه المقامرة
بمصيرنا المشترك والقرصنة المتعمدة لعقول صِغارنا لفائدة مشاريع النكوص والارتداد والاستبداد.
وختاما، السيد وزير التربية، وفي انتظار سحبكم لهذه
المقررات، تناغما مع التزامات الدولة المغربية وإعلاناتها المتكررة في كل مناسبة تجنُّدها
لتجفيف منابع التعصب والعداء والإرهاب، تقبلوا عبارات أصدق مشاعرنا والسلام.
عن سكرتارية اللجنة الوطنية لمدرسات ومدرسي الفلسفة
التابعة للجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي
المنسق الوطني: قاشى م الكبير