تمر أوروبا حاليا بأزمة كبيرة ربما لم تشهد مثلها منذ الحرب العالمية الثانية. فالاتحاد الأوروبي، الذي كان مضرب الأمثال في كل تجارب التكامل الإقليمي العالمية، معرض
للتصدع والانهيار، إذا امتلكت قوى اليمين الصاعدة زمام الحكم في أوروبا، وهي القوى المعادية للاتحاد الأوروبي، والداعية إلي التفكك والانعزال خلف أسوار النعرات القومية الضيقة.
للتصدع والانهيار، إذا امتلكت قوى اليمين الصاعدة زمام الحكم في أوروبا، وهي القوى المعادية للاتحاد الأوروبي، والداعية إلي التفكك والانعزال خلف أسوار النعرات القومية الضيقة.
وتكمن خطورة أفكار اليمين الأوروبي، المتصاعد سياسيا ومجتمعيا، في الدعوة للقطرية، ومعاداة أفكار التكامل، وفي مناهضتها للعولمة، ورفض الاستمرار في دفع تكاليفها المتزايدة على الاقتصادات الوطنية، وتسعي لفرض إجراءات حمائية لتقييد حرية التجارة والانتقال، وترفض التوسع في سياسات الهجرة، التي تشكل عبئا على الاقتصاد، وتحرم المواطنين من فرص العمل والحياة الكريمة، وتلفظ كل ما هو غريب وافد إليها، وتدعو لمراجعة السياسات المتعددة الأطراف التي تركز على التضامن الجماعي بين الشعوب في تحقيق المصالح، ومواجهة التحديات المشتركة.
وتكمن خطورتها أيضا في استغلالها لحالة الإسلاموفوبيا في معاداتها للمسلمين في أوروبا، سواء المهاجرون المقيمون في هذه الدول، منذ عقود طويلة، الذين أصبحوا مواطنين فعلا، أو في الوافدين الجدد إليها، سواء للعمل، أو الدراسة، أو في صورة لاجئين.