ألّف فرايزر إيغرتون كتاب "الجهاد في الغرب..
صعود السلفية المقاتلة" في محاولة لفهم أعمق للسلفية المقاتلة التي تعدّ واحدة
من أهم الحركات السياسية، وذلك من خلال
النظر في العوامل التي مكّنت وسهلت ما يسميه
"المخيال السياسي" الذي يسمح للأفراد بتصوّر أنفسهم جزءًا لا يتجزأ من معركة
عالمية بين قوى الإسلام والغرب.
في الكتاب الذي ترجمه فادي الملحم وأصدره حديثًا
المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، يبين إيغرتون -وهو زميل باحث بمركز دراسات
السياسة الخارجية بجامعة دالهوزي في كندا- كيف أدّى انتشار وسائل الإعلام الحديثة وشيوع
التنقل والهجرات إلى إحداث تحوّل في معتقدات المسلمين بالغرب نحو تبنّيهم أيديولوجية
تدعم سلفية مقاتلة ضد الغرب.
يحاول المؤلف تعريف السلفي المقاتل ومقاربة مشكلة
السلفيين والعوامل التي تُسهل على الأفراد بناء المخيال السلفي المقاتل، ولاحظ أن
"المخيال السياسي السلفي يشتد حين يتخيّل المجاهد نفسه مدافعًا عن المسلمين في
أنحاء العالم، أي في المعركة التي يشنها زملاؤه المقاتلون من مانشستر إلى مقديشو".
ويتوقف عند دور الاستخدام المفرط لوسائل الإعلام
وأهميتها الفائقة في حياة الأفراد والجماعات المقاتلة، ويقدّم تحليلًا وافيًا لتأثيرها
في السلفيين المقاتلين.
يقول إيغرتون إن اتساع استعمال وسائط المعلومات
الشاملة والتطورات الحاصلة فيها مكّن المهاجرين من الجيل الثاني والجدد من الحصول على
معلومات عن الحوادث الجارية بالعالم المسلم وتحليلات لها، "وسهّل عملية تخيّل
أمة هي عبارة عن كيان اكتسب الحياة عبر نقل الحوادث من مناطق مختلفة إلى غرف المعيشة".
ويسلط الضوء على حركة الانتقال الواسعة في حياة
السلفيين المقاتلين في الغرب، والنتائج التي تترتب على تلك الحركة التي تسهل قيام هويات
معيّنة.
ويخلص إلى أن السلفية المقاتلة تنهل من سردية قائمة
على الوحدة الدينية والعداء الغربي للإسلام، وتُبنى على مفاهيم ومعتقدات راسخة يستحوذ
عليها مناضلون، ويقومون بصوغها وتضخيمها. ومن أهم الوسطاء المساعدين بهذه العملية الدعاة
الجذريون والمجموعات الصغيرة المقطوعة الجذور عن المجتمع الأوسع.
المصدر : الجزيرة