صدر للدكتور أيمان نورالدين الأستاذ بجامعة القاضي
عياض بمراكش كتاب جديد في الأدب المغربي الحديث تحت عنوان "المجال الثقافي للشعر
المغربي الحديث / النهضة
والانتلجانسيا والهوية"
ويتقصى هذا العمل , في جانب منـه, بوادر التشكل
الجمالي والشعري لقلق النهضة لدىالمغاربة باشتباكاته المعقدة مع أسئلة الهوية والذات
والآخر, ضمن مجال ثقافي عـام مثـّل في تطـوره واجهـة لـوعي التحـول والخلخلـة . إنه
محاولة للحفر في أعماق هذه الأسئلة التيمازال صـداها يـتردد في صـلب الثقافـة المغربية
إلى اليوم. ويتعلق الأمر بما يترتب عـنوعـي التحـول وإدراكـه في معنـاه الحـضاري والثقافي,
من تغير في صيغ طرح أسئلة بناءالذات, والانفتاح, والتفاعل, والخصوصية.
لقد شكل البحث في مكونات القصيدة المغربية, من خلال
مجالهـا الثقـافي في عـصرالنهضة, الأرضية التي, انطلاقا منها, يمكن فهم مبررات هذا
الـربط بـين خطـاب النهـضةوخطاب الهوية لدى الرواد, والذي تراوح بين التنقيب عن مظاهر
التألق في الماضيوهـاجس إصـلاح القـصيدة المغربيـة والتجديـد في نطـاق أصـول الـشعر
العـربي والبحـث عـن الخصوصية...
إن هذا العمل يهدف إلى الكـشف عـن تفاصـيل مهمـة
في مجـالات تكـون الأسـئلة الحارقةالتي لازمت وعي المغربي (منذ أحداث 1930) في ثقافته
العالمة, بتدفق المتغيرات التي جعلت بناء ذاتـه ومـصير مـا يتـصوره, بوصـفه هويـة وسـبل
تجديـدها, تنـدفع في مقدمـة الإشكاليات التي حافظت على وجاهة طرحها حتى في مغرب ما بعـد
الاسـتقلال. أي تلـكالتفاصيل التي تمكننا من إدراك كيف تسرب التاريخ بعنف تحولاته ومتغيرات
الواقـع الـذيتفرضه, إلى الوعي الجمالي للـشعراء المغاربـة في هـذه المرحلـة
هذا الكتاب مساهمة, في رصـد مظـاهر يقظـة الـوعي
المغـربي الحـديث مـن مـدخل شعري,وانتباهه لجدلية الانفتاح والخصوصية, ومواجهتهـا بوصـفها
مجهـودا لتركيـب أفـق جديد,يحول الحضور في التاريخ إلى حوار مفتوح بين الذات والغير,
حوار لا تفارقه مظـاهرالقلق التي تستدعي إعادة المساءلة بوصفها قدر العقل المتيقظ والفكر
الحي والإبداع المتجدد.