في سعي النساء الدؤوب نحو المساواة وتحقيق العدالة الاجتماعية، محاولة منهن لإعلان وجودهن الصريح في الواقع الذكوري يوماً بعد يوم، بمختلف الأساليب والأدبيات، حتى
في أعنف المهن وأشدها قسوةً، تتحول ذاتها أحياناً إلى أداة قتل.
نعم، كلنا نعرف جيوشاً تحتوي على وحدات عسكرية نسوية، ومقاتلات قناصات، وجنديات مقاتلات حققن النجاح في مهنهن، لكن هذا لا يبرر انخراط المرأة/الأم في الحرب، بشكل عادل أو غير عادل؛ كالداعشيات مثالاً.
لا يعكس وجود المرأة في تلك الوحدات القوة والسلطة التي تبحث عنها كل امرأة، فالحرب ليست شأناً يحب النساء المشاركة فيه، وليس لديهن الرغبة الفطرية نحو الحرب والمبارزة والسلطة، هي فسيولوجياً ولّادة للحياة، لا صيّادة لها.
تقول الفيلسوفة أدريانا كافاريرو: "إن الجسد وحده تحول إلى سلاح قاتل"، هو جسد المرأة من يستخدم كآلة فتاكة، ليس له من غاية وجودية غير استخدامه ضمن تكنولوجيا الحرب والسياسة، وبرمجة العقل على أن هذا الاستخدام هو العدالة.
استخدام المرأة في الحرب جاء لسبب سيكولوجي إعلامي، لمدى تأثير وجودها على العالم في ساحة المعركة، وفي ممارساتها الشخصية داخل الحرب، كما هو تأثير الجنديتين الأميركيتين "جيسيكا لينتش" و"شوشانا جونسون" في حرب العراق وسجون أبي غريب، ذلك التأثير الذي ربط بين العنف والنساء والجنس، في توتر غريب جسّد الخسة والخطورة معاً، وهذا ما يمتلكه العالم من صور مخزنة في ذاكرته عن المرأة؛ لتساهم هذه المشاركات من هنا وهناك في الحرب تجسيداً للماضي، وتبقى المرأة كعنصر خطر من حواء إلى يومنا هذا.
إن عسكرة النساء جاء من باب "حارب عدوك بالسلاح الذي يخشاه لا بالسلاح الذي تخشاه" (تشرشل)، إنه هو ذات الباب الذي استخدمه داعش بغطاء ديني ليوجه الضوء نحو الإمكانية التي يمكن أن يوظفها داخل مجتمعاتنا، في تحويل أمهاتنا إلى عبوات جسدية ناسفة، وإلى جذب الأنظار نحو عدالة المبادئ التي يؤمنون بها بينما محتواها إعلامي بحت. سحب أجسادهن من المجال الطبيعي العام إلى المجال السياسي، فأصبحت عبوة وجسداً.
ويمكن أن تتحول إلى ما هو أخطر من السلاح، إلى صانع للإرهاب، عبر تنشئتها لأجيال، في برمجة عقول الأطفال إلى إرهابيين صغار يسهمون في إبقاء توتر العالم.
الانخراط في الجيش لا يعني المساواة ولا يلائم مطالبتهن المستمرة بالمساواة، ولا يمكن توظيف مفاهيم الجندر في شأن يتقاطع مع بنية المرأة النفسية وقدراتها الجسدية، كما أن استغلال المطالبات المستمرة للنساء بالعدالة وتوجيهها نحو الطرق المدمرة للإنسانية تظهر المرأة كعائق أو حجر عثرة في طريق الأمان العالمي والسعي نحو السلام؛ لأن مدنية المجتمعات لا تنعكس في انخراط نساء هذا المجتمع في الجيش، بل في اطراد تقدمها العلمي ومنجزها التربوي والأخلاقي على الأفراد والسياسة والثقافة العامة عبر تهيئة مناخات تطلق إبداعاتها، تتقاطع مع تعطيل عطاءاتها عبر زجها في بيئات قاتلة تسودها الصراعات والعسكرة المجتمعية.
والغريب أننا ما زلنا نعتمد على الأثر التاريخي للتبرير، كاستجرار واحدة في أسطورة وأخرى في التاريخ الإسلامي ممن اعتبر أحدهم أو أحدهن أن مشاركتهن كانت مميزة في الحرب، أو نسقط تجارب الآخرين على واقعنا، فنعتمد على رمزية هذا الوجود في تشجيع المرأة اليوم للالتحاق في صفوف الجيش ليعكس القوة للعالم بدلاً من ذاتها، وتتشكل بطريقة ذكوريّة من جديد؛ لتختزل حريتها في مجرد حريتها في قتل نفسها، حسب تعبير الكاتبة كيلي أوليفر، في الوقت الذي على المرأة أن تظهر للوجود كما هي لا كما يريدها الآخرون.
" وكالة أخبار المرأة "
في أعنف المهن وأشدها قسوةً، تتحول ذاتها أحياناً إلى أداة قتل.
نعم، كلنا نعرف جيوشاً تحتوي على وحدات عسكرية نسوية، ومقاتلات قناصات، وجنديات مقاتلات حققن النجاح في مهنهن، لكن هذا لا يبرر انخراط المرأة/الأم في الحرب، بشكل عادل أو غير عادل؛ كالداعشيات مثالاً.
لا يعكس وجود المرأة في تلك الوحدات القوة والسلطة التي تبحث عنها كل امرأة، فالحرب ليست شأناً يحب النساء المشاركة فيه، وليس لديهن الرغبة الفطرية نحو الحرب والمبارزة والسلطة، هي فسيولوجياً ولّادة للحياة، لا صيّادة لها.
تقول الفيلسوفة أدريانا كافاريرو: "إن الجسد وحده تحول إلى سلاح قاتل"، هو جسد المرأة من يستخدم كآلة فتاكة، ليس له من غاية وجودية غير استخدامه ضمن تكنولوجيا الحرب والسياسة، وبرمجة العقل على أن هذا الاستخدام هو العدالة.
استخدام المرأة في الحرب جاء لسبب سيكولوجي إعلامي، لمدى تأثير وجودها على العالم في ساحة المعركة، وفي ممارساتها الشخصية داخل الحرب، كما هو تأثير الجنديتين الأميركيتين "جيسيكا لينتش" و"شوشانا جونسون" في حرب العراق وسجون أبي غريب، ذلك التأثير الذي ربط بين العنف والنساء والجنس، في توتر غريب جسّد الخسة والخطورة معاً، وهذا ما يمتلكه العالم من صور مخزنة في ذاكرته عن المرأة؛ لتساهم هذه المشاركات من هنا وهناك في الحرب تجسيداً للماضي، وتبقى المرأة كعنصر خطر من حواء إلى يومنا هذا.
إن عسكرة النساء جاء من باب "حارب عدوك بالسلاح الذي يخشاه لا بالسلاح الذي تخشاه" (تشرشل)، إنه هو ذات الباب الذي استخدمه داعش بغطاء ديني ليوجه الضوء نحو الإمكانية التي يمكن أن يوظفها داخل مجتمعاتنا، في تحويل أمهاتنا إلى عبوات جسدية ناسفة، وإلى جذب الأنظار نحو عدالة المبادئ التي يؤمنون بها بينما محتواها إعلامي بحت. سحب أجسادهن من المجال الطبيعي العام إلى المجال السياسي، فأصبحت عبوة وجسداً.
ويمكن أن تتحول إلى ما هو أخطر من السلاح، إلى صانع للإرهاب، عبر تنشئتها لأجيال، في برمجة عقول الأطفال إلى إرهابيين صغار يسهمون في إبقاء توتر العالم.
الانخراط في الجيش لا يعني المساواة ولا يلائم مطالبتهن المستمرة بالمساواة، ولا يمكن توظيف مفاهيم الجندر في شأن يتقاطع مع بنية المرأة النفسية وقدراتها الجسدية، كما أن استغلال المطالبات المستمرة للنساء بالعدالة وتوجيهها نحو الطرق المدمرة للإنسانية تظهر المرأة كعائق أو حجر عثرة في طريق الأمان العالمي والسعي نحو السلام؛ لأن مدنية المجتمعات لا تنعكس في انخراط نساء هذا المجتمع في الجيش، بل في اطراد تقدمها العلمي ومنجزها التربوي والأخلاقي على الأفراد والسياسة والثقافة العامة عبر تهيئة مناخات تطلق إبداعاتها، تتقاطع مع تعطيل عطاءاتها عبر زجها في بيئات قاتلة تسودها الصراعات والعسكرة المجتمعية.
والغريب أننا ما زلنا نعتمد على الأثر التاريخي للتبرير، كاستجرار واحدة في أسطورة وأخرى في التاريخ الإسلامي ممن اعتبر أحدهم أو أحدهن أن مشاركتهن كانت مميزة في الحرب، أو نسقط تجارب الآخرين على واقعنا، فنعتمد على رمزية هذا الوجود في تشجيع المرأة اليوم للالتحاق في صفوف الجيش ليعكس القوة للعالم بدلاً من ذاتها، وتتشكل بطريقة ذكوريّة من جديد؛ لتختزل حريتها في مجرد حريتها في قتل نفسها، حسب تعبير الكاتبة كيلي أوليفر، في الوقت الذي على المرأة أن تظهر للوجود كما هي لا كما يريدها الآخرون.
" وكالة أخبار المرأة "