كتابة / بي إلين شوالترماي ترجمة / أحمد فاضل : ماري ديربورن هي كاتبة أمريكية تخصصت بكتابتها للسير
الذاتية حيث تناولت في إصداراتها الأولى نورمان ميلر ،
بيجي جوجنهايم ، هنري ميلر ،
لويز براينت ، لتتوقف بعدها طويلا أمام شخصية أدبية ثرة وشهيرة هو إيرنست همنغواي ولتتحفنا
بسيرة ذاتية كبيرة عنه صدرت هذا الشهر تناولت فيها صفحات غير معروفة للقارئ ، منها
تأكيدها استعداده الوراثي لمرض الاكتئاب والهوس والانتحار ، حيث كتبت تقول :
" تلك الأمراض العقلية اكتسبها وراثيا من خلال عائلته وقد تفاقم هذا الإرث من
تجاربه في الحرب العالمية الأولى ، وإدمان الكحول وضل يشكو من آلام الدماغ طوال حياته
" ، ومع ذلك فإنها تحّمل همنغواي مسؤولية تضخيم أسطورته منذ البداية حين عاد إلى
ميشيغان جندي جريح ، ولعب دورا أشبه " بأبطال السينما " في المقابلات الصحفية
التي كانت تجرى معه وحتى وهو في طريقه إلى باريس مع هادلي كان يبني الأساطير على نفسه
وبحلول الأربعينيات من القرن العشرين كان يتحدث بانتظام عن حكايات طويلة عن بطولاته
في الحرب التي بالغ بها كثيرا ، أو كان يكذب في بعض ما كان يقوله عنها .
ديربورن وبمهارتها في تناولها لسير الأدباء
الكبار حيث تغطي دائما صفحات كثيرة من
حياتهم ، وهي باحثة لا تكل عن الغور في تفاصيلها
وإصرارها على استخدام كل التفاصيل الدقيقة يمنح القارئ التعرف أكثر على من تتناوله
خاصة همنغواي الذي عاش حياته مغامرا كبيرا رغم الاكتئاب ، والمخدرات ومسلسل الاستشفاء
ومعالجة الصدمة وفقدان الذاكرة حتى نهايته الغريبة بإطلاق النار على نفسه في عام
1961 ،
ولأهمية هذا الكتاب فقد صدر في ربيع هذا العام كتابان
آخران تناولا جوانب أكثر تركيزا لحياة همنغواي ، أحدهما لجيمس ماكجراث موريس في
" سائقي سيارات الإسعاف " يتحدث فيه عن الصداقات التي إرتبط بها همنغواي
خاصة مع دوس باسوس الروائي الأمريكي الذي عمل كسائق اسعاف خلال الحرب العالمية الأولى
، وفي كتاب " كاتب بحار جندي جاسوس " يكشف نيكولاس رينولدز عن أن همنغواي
عمل جاسوسا لصالح المخابرات الروسية بين عامي 1935 و 1961، ديربورن ضمنت في سيرتها
بعض ما جاء في الكتابين ، لكنها تنتهي إلى تحليل رائع فيه دفاع عن همنغواي فيما نسب
إليه من أنه جاسوس نافية عنه هذه التهمة وسيرة حياته لا تزال قوية ومقنعة للكتاب والقراء
على السواء وخياله الخصب يكشف لنا أنه كان يحاول معرفة حقائق جديدة عن الأشياء التي
أحاطت به لولا انتحاره المفاجئ ، ولقد آن الأوان لإعادة النظر في تلك المأساة .
عن / صحيفة نيويورك تايمز
إيلاف