وأنا في قرى منسية من جبال أطلسنا المغربي، أتابع ما يصلني عن “حراك الريف”، أصابني كما أصابكم السأم حتماً من بعض التحليلات “السياسية والاستراتيجية
والسوسيو-ـثقافية بل والأنثروبولوجية…إلى آخره، والتي تقدم إلينا باسم الخبرة والعلم ولا تعدو في الحقيقة كونها سلعاً تعرض علينا بطلب من الجهات المعروفة أو على الأقل بدعم منها، ولا من مشتري لأن زمن الاستغباء واحتكار المعلومة والفكر الوحيد قد ولى بلا رجعة.
قلتُ وأنا أتابع أحداث الريف، وما يقال عنها من هناك، وجدتُ نفسي أتحسس رأسي كل ليلة، ليس لتفقد الريشة ولكن لأني بدأت أخاف أن تنبت لي قرون “شيطانية” على حين غرة. كيف لا وأنا أنتمي إلى الريف “المنكوب” وأسمع وأقرأ يومياً ما “يشيطن” بنات وأبناء تلك الجهة، ويصر على وصفنا بالاختلاف المنكر والخروج عن الجماعة وبالخيانة…
أجل، بداية وبكل صراحة ودون ضغط أو إكراه أعترفُ بأني خائنة والخيانة في دمي، خائنة لكل ظالم ومتسلط وفاسد، خائنة لمنظومة القهر والذل والظلم في بلادي التي تزرع الفساد والشقاق والنفاق وتحصد الفتنة. على فكرة، كانت الفتنة نائمة منذ مدة فمن أيقظها؟ هل من عانى ككل مناطق “المغرب غير النافع” التمييز المجالي والتفقير أم من استغل في السابق “حالة الاستثناء” بالريف ثم زلزال الحسيمة لينهب ويسرق ويتسول حتى صار بعد عقد من الزمان من “أثرياء المآسي”؟ هل من طحن “محسن فكري” أم من تظاهر بعد ذلك؟ هل من بث صوراً مفبركة (الأولى وقناة ميدي 1) تناقلتها وسائل الإعلام الأجنبية (رأيتها في أخبار تي في 5) لصب الزيت على النار أم من نشر فيديوهات تحمل ملفا مطلبيا اجتماعيا واقتصاديا؟ وأخيرا من أيقظ الفتنة هل من استصدر (ولا أقول أصدر) بلاغا يتهم الناس بالخيانة أم من دفع التهمة عن نفسه؟ هل هم “فقهاء المخزن” الذين لا يفرقون بين خطبة الجمعة وخطب الحملة الانتخابية أم من رد عليهم؟
وإذا كانت الفتنة أشد من القتل، فقد لعن الله من أيقظها، ولا أرى من موقظ لها الآن سوى من لا يملك ذرة حس بالانتماء لهذا الوطن ولا ذرة كفاءة وإحساس لتحمل المسؤولية، لا يعطي شيئاً لهذا البلد سوى “النفايات” حاشاكم، ويأخذ منه كل شيء من أرض وبشر إلى سفريات وسيارات رسمية، لنقلْ الأهل والأحباب بل حتى “المالح والحلو” و”كابسولات القهوة” وقنينات المياه الغازية (الله يستر!) والمشروبات “الروحية” على ظهر الشعب المغربي، ولم لا العُمرة على حساب “مدام ماروك” في هذا الشهر؟ (نرجو فقط أن يدعو في تلك الديار لمن أدى ثمن العمرة أي دافعي الضرائب بأن يحفظهم الله من كل فتنة ويقوي الخير!).
لكل هؤلاء ولكل المزايدين في قضية الريف أقول في الختام: كفى… قهرتمونا! “هذا المغرب ونحن ناسه”. الوطن ليس راية وليس نشيدا وطنيا. الوطن انتماء، فكفى من “فرق تسد”. نحن بنات وأبناء الريف نتطلع فقط أن نكون مواطنين، لسنا مختلفين عن البشر، لا تنبت لنا قرون خفية، قلوبنا ليست من حجر ورؤوسنا ليس فيها “الدغل” أو على الأقل ليس بقدر من في كروشهم “العجينة”… وهنا لا أدعي تمثيل “ريافة” فكل شخص يمثل نفسه، وباسمي الشخصي أهتف: كلنا أبناء هذا الوطن!
عن جريدة العلم
والسوسيو-ـثقافية بل والأنثروبولوجية…إلى آخره، والتي تقدم إلينا باسم الخبرة والعلم ولا تعدو في الحقيقة كونها سلعاً تعرض علينا بطلب من الجهات المعروفة أو على الأقل بدعم منها، ولا من مشتري لأن زمن الاستغباء واحتكار المعلومة والفكر الوحيد قد ولى بلا رجعة.
قلتُ وأنا أتابع أحداث الريف، وما يقال عنها من هناك، وجدتُ نفسي أتحسس رأسي كل ليلة، ليس لتفقد الريشة ولكن لأني بدأت أخاف أن تنبت لي قرون “شيطانية” على حين غرة. كيف لا وأنا أنتمي إلى الريف “المنكوب” وأسمع وأقرأ يومياً ما “يشيطن” بنات وأبناء تلك الجهة، ويصر على وصفنا بالاختلاف المنكر والخروج عن الجماعة وبالخيانة…
أجل، بداية وبكل صراحة ودون ضغط أو إكراه أعترفُ بأني خائنة والخيانة في دمي، خائنة لكل ظالم ومتسلط وفاسد، خائنة لمنظومة القهر والذل والظلم في بلادي التي تزرع الفساد والشقاق والنفاق وتحصد الفتنة. على فكرة، كانت الفتنة نائمة منذ مدة فمن أيقظها؟ هل من عانى ككل مناطق “المغرب غير النافع” التمييز المجالي والتفقير أم من استغل في السابق “حالة الاستثناء” بالريف ثم زلزال الحسيمة لينهب ويسرق ويتسول حتى صار بعد عقد من الزمان من “أثرياء المآسي”؟ هل من طحن “محسن فكري” أم من تظاهر بعد ذلك؟ هل من بث صوراً مفبركة (الأولى وقناة ميدي 1) تناقلتها وسائل الإعلام الأجنبية (رأيتها في أخبار تي في 5) لصب الزيت على النار أم من نشر فيديوهات تحمل ملفا مطلبيا اجتماعيا واقتصاديا؟ وأخيرا من أيقظ الفتنة هل من استصدر (ولا أقول أصدر) بلاغا يتهم الناس بالخيانة أم من دفع التهمة عن نفسه؟ هل هم “فقهاء المخزن” الذين لا يفرقون بين خطبة الجمعة وخطب الحملة الانتخابية أم من رد عليهم؟
وإذا كانت الفتنة أشد من القتل، فقد لعن الله من أيقظها، ولا أرى من موقظ لها الآن سوى من لا يملك ذرة حس بالانتماء لهذا الوطن ولا ذرة كفاءة وإحساس لتحمل المسؤولية، لا يعطي شيئاً لهذا البلد سوى “النفايات” حاشاكم، ويأخذ منه كل شيء من أرض وبشر إلى سفريات وسيارات رسمية، لنقلْ الأهل والأحباب بل حتى “المالح والحلو” و”كابسولات القهوة” وقنينات المياه الغازية (الله يستر!) والمشروبات “الروحية” على ظهر الشعب المغربي، ولم لا العُمرة على حساب “مدام ماروك” في هذا الشهر؟ (نرجو فقط أن يدعو في تلك الديار لمن أدى ثمن العمرة أي دافعي الضرائب بأن يحفظهم الله من كل فتنة ويقوي الخير!).
لكل هؤلاء ولكل المزايدين في قضية الريف أقول في الختام: كفى… قهرتمونا! “هذا المغرب ونحن ناسه”. الوطن ليس راية وليس نشيدا وطنيا. الوطن انتماء، فكفى من “فرق تسد”. نحن بنات وأبناء الريف نتطلع فقط أن نكون مواطنين، لسنا مختلفين عن البشر، لا تنبت لنا قرون خفية، قلوبنا ليست من حجر ورؤوسنا ليس فيها “الدغل” أو على الأقل ليس بقدر من في كروشهم “العجينة”… وهنا لا أدعي تمثيل “ريافة” فكل شخص يمثل نفسه، وباسمي الشخصي أهتف: كلنا أبناء هذا الوطن!
عن جريدة العلم