1
في عُمر اللّيلِ
تصير الأنّاتُ
عِراكًا يتوحّش
في الرّوح.
في الرّوح الظّامئةِ قِطاف السَّلوى
من غُيّابٍ ما عافوكَ وحيدًا،
إلّا كُرمى
للكأسِ الطّافحة بسكراتٍ
جُنّت..
لا تشبهك
وأنت خصوصيٌّ في حزنك،
ومجازيٌّ كالطّيف.
2
في عُمر اللّيل
قلاعٌ، أحلامٌ، زرقاء، حُمّى
والألق الورديُ برؤياك تلاشى
وتهادى الأملُ الموشوم
على جُرحٍ كالماءِ الأحمر..
وجراحِك
تتخثّرُ بحضورك ذاكرةً،
وغيابك..
بخلودك
وفناك.
إنسانًا كالهامشِ
في بطن المنفى
المُبتذل الوِحشة
ووحيدًا
كالأثر الباقي
لبلادٍ أسطوريّة
تختزنُ السِّرَ، وتهجوك
كلعنات
3
في عُمر اللّيل
تُمزّقُ روحكَ حالة عَصف
والقهرُ القابع في ليلك،
يتناحرُ مكتومًا
صرخاتٍ تُكتم كالسرِّ.
لا جَدوى..
والقمرُ مجازُكَ للصّرخة
مكتملًا.. ووحيدًا،
في ذُروة وِحشتهِ الفضيّة..
ينظر نحوكَ:
يا أنت وحيدٌ في هذا العَجز
كسيحٌ للأمس
ومخصيٌّ
يا أنتَ الهامِدُ في جاثومٍ
لا يُخطئك..
يرميك بعرضِه
كي تُدمى.. أو تغمى
أن تنهض تزأر
تعوي
تتصلب في شريانك
خثر دماءٍ
تهوي
تسقط.
كي تُنسى
في آخر رشفاتِ الكأسِ
المشروخ بإيقاع الرّيح.
4
موسيقى تتردَّدُ في الخارج،
تمتدُّ إليك
ورغم الحزن المنشور حواليك
كورقٍ أصفرَ ومواويل بُكاءٍ
قد تصل إليك.
كموسيقى يأسٍ مُضجرةٍ.
وهنالك وحدك مرميٌ
في كابوسٍ
مِن عُمر اللّيل
تصير الأنّاتُ عِراكًا
في الرّوح.
لا روح لديك
ولا أنات
ولا ذاكرة
ولا ذكرى
موت يذكرك ولا أكثر.