يقال إن لكل إنسان نصيب من اسمه، وفي حالة المحامي نبيه الوحش كان من المفروض أن يكون له من اسمه النباهة وأن يكون وحشا في الحق للدفاع عن المظلومين، ولكنه اختار أن يكون وحشا فقط، وأن يتجنب النباهة.
في أوائل التسعينيات حينما انتظمت للدراسة في كلية الحقوق، وكانت الدراسة فيها باختياري، كانت المعلومة الأولى التي تعرفت عليها أن المحامي يرتدي روب المحاماة الأسود دلالة على الظلم الذي يقع على المتهم، والجزء الأبيض هو علامة الأمل الذي يعطيه المحامي للمتهم، وبدون جيوب لأنه لا يتقاضى أتعاب عن الدفاع عن المتهم.
في التسعينيات قرأت في الصحف أن هناك محامي قد رفع قضية يطالب فيها بإلغاء عربة السيدات في المترو لأنها تمييز، ولكن قضيته قوبلت بالرفض وكان في حيثيات الرفض أن هذا سلوك حضاري.
أنا لا أرى أن عربة السيدات سلوك حضاري، ولكنه (قصر ديل) على حد التعبير المصري فأنت لا تستطيع منع التحرش وتفعيل القانون فتقوم بالمنع من باب (تكبير الدماغ).
بالتأكيد كان هدف الوحش أن يحصل على دعاية، وشهرة وبروباجندا، والأدلة كثيرة ونسوق منها الآتي مثل استياءه الشديد من أفيش فيلم (عمروسلمى) فتقدم ببلاغ ضد المطرب تامر حسني، ولم يقم مثلا بتقديم البلاغ ضد المنتج فلا قِبل للوحش بالجزار.
رفع قضية على الفنانة عبير صبري لأنها خلعت الحجاب، رفع قضية على كل من روبي وبوسي سمير لأن أسلوبهن في الغناء لا يعجبه لأنهم يحضوا على ممارسة الرذيلة، وغيرها من الدعاوي الكوميدية فمثلا دعوى ضد توني بلير وضد رئيس الجمهورية مطالبا بعزل وزير لخارجية لأنه لم يستطع حماية مروة الشربيني.
تاريخ نبيه لوحش مليء بعدد كبير من هذه الدعاوى والتي الغرض منها الدعاية والبروباجندا، فلم أسمع عن أنه ترافع في قضية كبرى وكسبها مثلا أو أنه اعاد حقا لأصحابه، أنقذ بريئا من ظلم فقط دعاوى غريبة عجيبة تسيء لمهنة من أشرف المهن مهنة المحاماة.
حاليا طلع علينا نبيه الوحش بفتواه العجيبة بضرورة التحرش بكل فتاة ترتدي ملابس غير لائقة من وجهة نظره. الحقيقة أنا ضحكت على هذا التصريح، ولم أندهش، فهذا الوحش (بيعلي على نفسه) بالتعبير الدارج كل مرة، حتى أن أعظم مؤلفين الكوميديا لا يستطيعون مجاراته.
الحقيقة أنا قررت أن أسير على دربه فهو معلم وأستاذ فلذلك علينا أن نقوم بدعوى جماعية بالتحرش بنبيه الوحش، فأنا أحب الرجل الذي يرتدي بذلة، وتثير غرائزي، لذلك يجب علينا كنساء أن نقوم بنزع عنه تلك البذلة، فمنظرها مؤذي ويثير الغرائز لدينا كنساء، هو وغيره من الرجال، وإذا لم نستطع فعلينا أن نقوم بضرب الرجال أصحاب البذلات بالطوب وأن نسمعهم كلمات من نوعية (إيه اللي عامله في نفسك ده) ولن يستطيع الوحش أن يقاضيني فهو القائل أن المرأة لديها غدة الهبل التي إذا أحبت أفرزت هبلا لتداري على خجلها، وأنا أصدقك وأمارس عليك هبلي.
وحينما ننزع عنه البذلة سيصبح الوحش وحشا حقيقيا، وللأسف الوحوش ليس لها مكان وسط البشر فإما أن توضع في الغابة، أو يتم وضعها في قفص في حديقة الحيوان.