رحلت في العاصمة الفرنسية باريس هذا الأسبوع الفنانة التشكيلية والنحاتة الفلسطينية جمانة الحسيني (86 عامًا)، التي ولدت في مدينة القدس عام 1932، وبقيت أعمالها كما ذاكرتها ملتصقة بأزقة المدينة وحواريها حتى رحيلها.
وقالت وزارة الثقافة الفلسطينية، في بيان نعي، إن الحسيني خلفت وراءها تاريخًا طويلًا من تجيير الفن لصالح فلسطين عامة والقدس خاصة، حتى حصلت على لقب "أيقونة القدس".
وأشارت الوزارة إلى أن الحسيني بقيت طوال سنيّ حياتها مشغولة بالقدس، بل جيرت أحداثًا عالمية لتحاكي فيها قضية بلادها، فهي التي حينما زارت هيروشيما اليابانية ربطت في لوحة شهيرة ما بين مأساة هذه المدينة التي نكبت بالقنبلة النووية، ومأساة القدس المدينة التي نكبت بالاحتلال الإسرائيلي، واستحضرت المكان باللوحة والصورة، ومن ثم بنمائم مكتوبة وأشكال لا تخلو من غموض هو تعبير عن غموض مصير القدس، وكأنها تسعى باستمرار للقبض على ذكرياتها وعالمها الطفولي الحميم في المدينة المقدسة.
درست الحسيني الرسم والخزف أثناء دراستها للعلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، وبدأت بإنتاجاتها الأولى من داخل منزلها، حتى أقامت معرضها الأول في العاصمة البريطانية لندن عام 1965. وكانت جميع أعمالها تتمحور حول فلسطين والقدس بأحيائها الشعبية. وفي وقت لاحق درست فن الزجاج الملون في العاصمة الفرنسية، وهو ما انعكس في هندسة لوحاتها، حيث باتت متناسقة ومتوازنة ومتأثرة بالفنون الإسلامية على وجه الخصوص.
وشاركت في معارض جماعية عديدة.
ضفة ثالثة