يترأى لك شخص من بعيد شاحب اللون ، يبدو أنه مقبل على فعل ما ، تقترب فتبدأ تحس بأن شيئا ما سوداوي يحيط بهذا الكائن ، تتبع قدميك أكثر لتكتشف أنه ثابت في مكانه لا شيء غير مألوف حوله ، كل شيء على ما يرام ، تحاول أن تتأكد فلا تسمع أي نبض يخبرك أن هناك ما يدعو للقلق ، لكن حدسك يحاول وكأنه شخص أبكم أن يخبرك أن هناك خطبا ما .. ثم فجأة تلمحك عينان تعمقتا في مكانهما وأحاطت بهما هالتين سوداوين كتلك التي تحيط بكل جثته ، تنزلق دمعة ثم اثنتان ، أنت لا تسأل فالوضع يخبرك أن كمية الألم بداخل هذا المخلوق أكبر من تُحكى ولا يمكن أن تُفهم ، تنتظر لعله يتكلم لكنه يكتفي بعناقك ، عناق طويل حار وكأنه لاطالما انتظره ، وكأنما لن يعانق شخصا بعدك ، وكأنه يفرغ حزمة من الحب والحنان كانت تختبئ في جانب صغير من تلك الكآبة الوحش ، تختبئ خوفا من أن تُلتهم هي أيضا ، تختبئ وتحاول شق طريقها تحت أشعة الأمل التي سرعان ما تحجبها سحب التشاؤم حتى تصل إلى الشخص المناسب في أمان ، ثم آنذاك تفرغ ، ربما هذا الشخص هو أنت ، هل يجب أن يفرحك هذا؟ لا أعلم ..
تتجرأ أخيرا أن تسأل ما الخطب ، لكن يداه لا تزالا تطوقانك ، تعانقه أنت الآخر وكأنك تحاول أن تخبره أنك بجانبه تستطيع المساعدة ، ثم سرعان ما تحس بهما بدآ يذبلان كوردة نُسيت على قارعة الطريق من دون قطرة ماء ، ماتت حزنا وعطشا ، ينفلت رأسه على فخديك تحاول إيقاظه لكنك تلمح قارورة سم صغيرة بجانب كرسي الحديقة المتآكل ، تهلع تبكي تتصارع نبضات قلبك و تصرخ ، كما كان يحاول ويتمنى أن يفعل هو الآخر قبل أن يستسلم ، قبل أن يُؤكل من حزن مفترس.
طنجة الأدبية
تتجرأ أخيرا أن تسأل ما الخطب ، لكن يداه لا تزالا تطوقانك ، تعانقه أنت الآخر وكأنك تحاول أن تخبره أنك بجانبه تستطيع المساعدة ، ثم سرعان ما تحس بهما بدآ يذبلان كوردة نُسيت على قارعة الطريق من دون قطرة ماء ، ماتت حزنا وعطشا ، ينفلت رأسه على فخديك تحاول إيقاظه لكنك تلمح قارورة سم صغيرة بجانب كرسي الحديقة المتآكل ، تهلع تبكي تتصارع نبضات قلبك و تصرخ ، كما كان يحاول ويتمنى أن يفعل هو الآخر قبل أن يستسلم ، قبل أن يُؤكل من حزن مفترس.
طنجة الأدبية