القاهرة ـ من أحمد مروان : لا يزال الفن الروائي يحتل الصدارة في اهتمام النقاد، حيث يولونه اهتماما لتقديم دراسات متكاملة ورؤى ونظريات قديمة وجديدة تتنوع بين الكلاسيكية والحداثة، لكنها تتفق جميعا
حول المبدأ الأساسي وهو أهمية هذا الفن، وضرورة وجود دراسات كثيرة تعنى به، غرضها إماطة اللثام عن الأعمال الابداعية التي تستحق الاهتمام.
كما يعود اهتمام النقاد والقراء أيضا بالرواية إلى شغلها مكانة كبيرة في الجوائز العالمية والعربية، مثل جائزة نوبل، وجائزة البوكر العالمية والعربية، وجائزة الشيخ زايد، وجائزة الطيب صالح في السودان، وغيرها من الجوائز المهمة، التي كانت بلا شك سببا من أسباب ازدهار هذا الفن.
في كتابه النقدي "جماليات النص، دراسات في الرواية"، يقدم الناقد والأكاديمي ممدوح فراج النابي رؤيته النقدية والفنية لمجموعة من الروايات انطلاقا من اهتمامه بشكل أولي بهذا النوع من الابداع، مع توضيح غايته من الكتابة في أن اختيار الرواية تحديدا لم يكن بسبب انتماء هذه المرحلة لما قيل عنه بأنه "زمن الرواية" حسب د. جابر عصفور في كتاب حمل ذات الاسم، بل لأن الرواية هي الفن السردي الوحيد القادر على ملاحقة التغيرات الاجتماعية والسياسية والتاريخية التي تحدث من حولنا، ولهذا أصبحت الرواية نوعًا من الأنواع الأدبية الأساسية، القادرة على استيعاب مثل هذه التغيرات ورصدها في آنٍ معًا.
كما أن ما تشهده الساحة الإبداعية من طفرة في مجال الفن الروائي يجعل الناقد مهتما بالاطلاع على ما يصدر منها، والقيام بالدور المنوط به في الكشف عنها ونقدها وتقديمها للقراء.
يقول في مقدمته للكتاب: جاء هذا الكتاب الذي حمل عنوان "جماليات النص: دراسات في الرواية"، محاولاً كشف جماليات النص الروائي وأغراضه التي يرمي إليها المؤلف. فإن لم تكن له أغراض – كما قال – تزيفتيان تودروف، في كتابه الأخير "الأدب في خطر" والذي راجع فيه كثيرًا من آرائه النقدية السابقة – فلا فائدة تُرجى منه، ومن ثمّ لا قيمة له.
إن هذه الدراسات طافت في رحاب الفن الروائي زمانيًا. ولم تقتصر على مواكبة جيل واحد من الكتاب، وإنما استوعبت معظم الأجيال دون أن تغض الطرف عن الجيل الجديد الذي يخطو أولى خطواته في هذا الدرب الوعر والعسير، بدأت بجيل الستينيات ومثلنا له بـ محمد البساطي "جوع"، وبهاء طاهر "واحة الغروب" لما تمثله كتابات هذا الجيل من ثورة في التقنيات، حيث سعيهم الجاد لتجريب أشكال جديدة لم تنتهجها الكتابة من قبل، ثم جيل السبعينيات وإن كان نتاجه الإبداعي تأخر نسبيًا، ومثلنا له بعلاء الأسواني "عمارة يعقوبيان". وجيل الثمانينيات ومثلنا له بمي خالد "مقعد أخير في قاعة إيوارت" وأحمد أبو خنيجر "دخور الجمال". وصولاً إلى الجيل الجديد ومثلنا له بـ محمد صالح البحر "حقيبة الرسول" وهدرا جرجس برواية "مواقيت التعري".
يتضح من خلال الدراسات التي تناولها الناقد سعيه لتقديم تحليلات اجتماعية ونفسية لمضمون النصوص، وابتعاده في كتابته عن الإطار النظري، بقدر محاولته استنباط المعنى الذي أراد الكاتب ايصاله للقراء، وطرحه وتناوله من أكثر من محور، وإذا كانت الأعمال المختارة في الكتاب تبدو منتمية زمنيا إلى أجيال مختلفة (ثلاثة أجيال تحديدا)، فإن السبب كما يبدو يعود لتباعد المرحلة الزمنية في كتابتها، حيث اختار الناقد أن يجمعها لاحقا ضمن كتاب واحد، الأمر الآخر الذي يكشفه الكتاب من وجهة نظر المؤلف هو ندرة الأعمال الروائية الجيدة، مما يدفع بالنقاد إلى البحث في الأعمال الإبداعية لأجيال مختلفة ودراستها وتقديمها في كتاب واحد بغض النظر عن اختلاف المراحل.
يمكن اعتبار "جماليات النص"، إضافة جديدة لمسيرة الناقد ممدوح النابي الذي صدر له من قبل مجموعة من الكتب والدراسات منها: "السيرة الذاتية: سؤال الهوية والوجود"، و"رواية السيرة الذاتية: التأصيل وطرائق التشكيل"، "نجيب محفوظ.. الذاكرة والنسيان".
لقد عمل المؤلف على الإضاءة لمجموعة من الأعمال الابداعية، حيث تظل الساحة الأدبية العربية في حاجة مستمرة لهذا النوع من النقد الذي ينتمي إلى أسلوب السهل الممتنع، مما يجعل القارئ المتخصص يجد فيه غايته، وكذلك القارئ الراغب في الاطلاع على النقد، ورؤية العمل الابداعي من زاوية نقدية. (خدمة وكالة الصحافة العربية)
حول المبدأ الأساسي وهو أهمية هذا الفن، وضرورة وجود دراسات كثيرة تعنى به، غرضها إماطة اللثام عن الأعمال الابداعية التي تستحق الاهتمام.
كما يعود اهتمام النقاد والقراء أيضا بالرواية إلى شغلها مكانة كبيرة في الجوائز العالمية والعربية، مثل جائزة نوبل، وجائزة البوكر العالمية والعربية، وجائزة الشيخ زايد، وجائزة الطيب صالح في السودان، وغيرها من الجوائز المهمة، التي كانت بلا شك سببا من أسباب ازدهار هذا الفن.
في كتابه النقدي "جماليات النص، دراسات في الرواية"، يقدم الناقد والأكاديمي ممدوح فراج النابي رؤيته النقدية والفنية لمجموعة من الروايات انطلاقا من اهتمامه بشكل أولي بهذا النوع من الابداع، مع توضيح غايته من الكتابة في أن اختيار الرواية تحديدا لم يكن بسبب انتماء هذه المرحلة لما قيل عنه بأنه "زمن الرواية" حسب د. جابر عصفور في كتاب حمل ذات الاسم، بل لأن الرواية هي الفن السردي الوحيد القادر على ملاحقة التغيرات الاجتماعية والسياسية والتاريخية التي تحدث من حولنا، ولهذا أصبحت الرواية نوعًا من الأنواع الأدبية الأساسية، القادرة على استيعاب مثل هذه التغيرات ورصدها في آنٍ معًا.
كما أن ما تشهده الساحة الإبداعية من طفرة في مجال الفن الروائي يجعل الناقد مهتما بالاطلاع على ما يصدر منها، والقيام بالدور المنوط به في الكشف عنها ونقدها وتقديمها للقراء.
يقول في مقدمته للكتاب: جاء هذا الكتاب الذي حمل عنوان "جماليات النص: دراسات في الرواية"، محاولاً كشف جماليات النص الروائي وأغراضه التي يرمي إليها المؤلف. فإن لم تكن له أغراض – كما قال – تزيفتيان تودروف، في كتابه الأخير "الأدب في خطر" والذي راجع فيه كثيرًا من آرائه النقدية السابقة – فلا فائدة تُرجى منه، ومن ثمّ لا قيمة له.
إن هذه الدراسات طافت في رحاب الفن الروائي زمانيًا. ولم تقتصر على مواكبة جيل واحد من الكتاب، وإنما استوعبت معظم الأجيال دون أن تغض الطرف عن الجيل الجديد الذي يخطو أولى خطواته في هذا الدرب الوعر والعسير، بدأت بجيل الستينيات ومثلنا له بـ محمد البساطي "جوع"، وبهاء طاهر "واحة الغروب" لما تمثله كتابات هذا الجيل من ثورة في التقنيات، حيث سعيهم الجاد لتجريب أشكال جديدة لم تنتهجها الكتابة من قبل، ثم جيل السبعينيات وإن كان نتاجه الإبداعي تأخر نسبيًا، ومثلنا له بعلاء الأسواني "عمارة يعقوبيان". وجيل الثمانينيات ومثلنا له بمي خالد "مقعد أخير في قاعة إيوارت" وأحمد أبو خنيجر "دخور الجمال". وصولاً إلى الجيل الجديد ومثلنا له بـ محمد صالح البحر "حقيبة الرسول" وهدرا جرجس برواية "مواقيت التعري".
يتضح من خلال الدراسات التي تناولها الناقد سعيه لتقديم تحليلات اجتماعية ونفسية لمضمون النصوص، وابتعاده في كتابته عن الإطار النظري، بقدر محاولته استنباط المعنى الذي أراد الكاتب ايصاله للقراء، وطرحه وتناوله من أكثر من محور، وإذا كانت الأعمال المختارة في الكتاب تبدو منتمية زمنيا إلى أجيال مختلفة (ثلاثة أجيال تحديدا)، فإن السبب كما يبدو يعود لتباعد المرحلة الزمنية في كتابتها، حيث اختار الناقد أن يجمعها لاحقا ضمن كتاب واحد، الأمر الآخر الذي يكشفه الكتاب من وجهة نظر المؤلف هو ندرة الأعمال الروائية الجيدة، مما يدفع بالنقاد إلى البحث في الأعمال الإبداعية لأجيال مختلفة ودراستها وتقديمها في كتاب واحد بغض النظر عن اختلاف المراحل.
يمكن اعتبار "جماليات النص"، إضافة جديدة لمسيرة الناقد ممدوح النابي الذي صدر له من قبل مجموعة من الكتب والدراسات منها: "السيرة الذاتية: سؤال الهوية والوجود"، و"رواية السيرة الذاتية: التأصيل وطرائق التشكيل"، "نجيب محفوظ.. الذاكرة والنسيان".
لقد عمل المؤلف على الإضاءة لمجموعة من الأعمال الابداعية، حيث تظل الساحة الأدبية العربية في حاجة مستمرة لهذا النوع من النقد الذي ينتمي إلى أسلوب السهل الممتنع، مما يجعل القارئ المتخصص يجد فيه غايته، وكذلك القارئ الراغب في الاطلاع على النقد، ورؤية العمل الابداعي من زاوية نقدية. (خدمة وكالة الصحافة العربية)