ألترا صوت - فريق التحرير - قد يحدث أن يفوز بجائزة رئيس الجمهورية في الجزائر، والتي توزّع سنويًا في عيد الفنّان، 8 حزيران/يونيو الجاري، وتشمل الشّعر والرّواية والمسرح والسّينما، البعض من غير الجديرين بها، لكنّ ذلك لا يشوّش على كون معظم الفائزين بها، ممّن هم أقلّ من خمس وثلاثين سنة، إذ لا تقبل ترشّحات من تجاوزوا هذه العتبة، إمّا مشاريع جيّدة وجادّة أو هم في طريق ذلك. فعيب الجائزة إذًا ليس من هذا الباب، بل من أبواب أخرى نجملها فيما يلي:
1- قيمة مالية هزيلة
رغم أنّ جائزة بوتفليقة للفنون والآداب تُنسب إلى رئيس الجمهورية، إلا أنّ المبالغ المالية الممنوحة للمراتب الثلاث الأولى في كلّ فرع لا تتناسب مع القيمة الرّمزية لهذا الانتساب. فهي أقلّ من بعض الجوائز التي تنسب إلى بعض البلديات والولايات والهيئات المدنية. إذ لا تتجاوز قيمة الجائزة الأولى 5000 دولار أمريكي فيما تبلغ الثانية 2500 دولار والثانية 1000 دولار. وإذا حدث أن تمّ منحها مناصفة، فإنّ المبلغ يصبح مخزيًا.
ممّا يجعلها من أفقر الجوائز الأدبية في أفريقيا والمتوسّط والوطن العربي في بلد تجاوز فيه احتياطي الصّرف بالعملة الأجنبية 200 مليار دولار.
2- جرعة هزيلة من الضّوء
رغم أنّ جائزة بوتفليقة للفنون والآداب تجاوزت سنتها العاشرة إلا أنها لم تستطع أن تبلور وسائلَ وآلياتٍ تجعلها قادرة على أن تمنح الضّوء الكافي للفائزين بها. إذ ما قيمة الجائزة إذا لم تنقل الفائز بها إلى مقام الألق والشّهرة والانتشار؟ هنا يطرح هذا السّؤال نفسه: لماذا يتألّق الكاتب الجزائري بافتكاكه جائزة أجنبية منسوبة إلى حاكم تلك البلاد، ويبقى الفائز بجائزة الرّئيس الجزائري أسير الظلّ؟
3- نافذة ضيقة على الإعلام
لا تملك جائزة بوتفليقة للفنون والآداب مكتب إعلام خاصًّا بها. وإذا كانت تملكه فهو لا يبذل ما يجب أن يبذله من جهود محترفة ومدروسة تضيء الجائزة وطنيًا ودوليًا، بما يجعلها قادرة على إضاءة الفائزين بها. بل إنّ هناك نقصًا حتى في المعلومات المتعلّقة بموعد انطلاق استقبال الترشّحات وموعد غلقه وشروط المشاركة وموعد حفل التّوزيع ومكانه.
4- ارتباك بعض الشّروط
في حقلي الشّعر والرّواية، لم يتمّ الفصل في جائزة بوتفليقة للفنون والآداب بين ما هو منشور وما هو مخطوط، إذ يتمّ التّنافس بينهما على حدّ سواء. ومن الاحترافية وتجنّب التعسّف أن يتمّ الفصل، مثلما هو معمول به في كلّ الجوائز الكبيرة مثل جائزة "كتارا".
5- طبيعة لجان التّحكيم
يخضع كلّ حقل من حقول جائزة بوتفليقة للفنون والآداب إلى لجنة تحكيم خاصّة به. وما ليس طبيعيًا مكوث بعض الأسماء أكثر من دورتين. إذ لم يغادر البعض التّحكيم منذ إطلاق الجائزة عام 2007. كما يعاب على بعض الأسماء كونها لا تملك الرّصيد الإبداعيّ والمعرفيّ، الذي يُؤهلها لأن تحكم على غيرها، ممّن يتجاوزونها إبداعًا في بعض الحالات.
هذه العيوب وغيرها، ممّا يشوب جائزة الرّئيس الجزائري تكشف أنها وجدت للاستعراض السّياسي أكثر من محاولة تثمين التّجارب الإبداعية ووضعها في سكّة الضّوء والتألّق. كما أنّ خيبة قطاع واسع من المثقفين في وزير الثّقافة الحالي عزّ الدّين ميهوبي كانت كبيرة، إذ انتظروا منه تفاديها وإصباغ لمسات من الاحترافية على الجائزة بحكم كونه أديبًا وعارفًا بأصول الجوائز الأدبية.