كانت استثنائية. … من سيقول إن فتاة
مغربية في ثلاثينيات القرن الماضي، ستردد في قرارة نفسها “سأصير يوما ما أريد”. وما
تريد، هو أن تكون يوما ما قائدة طائرة؟ أن
تكون قائدة طائرة في عهد كان خروج المرأة
وحده، يعد ضربا لعادات المجتمع بعرض الحائط، وخروجا صارخا عن المألوف.
وكأنها ولدت طائرا. بعد بضع سنين، ستحلق في السماء
مع الطيور، وستكون أصغر وأول طيارة في تاريخ المغرب. كان ذلك تحديا للمستعمر، وكان
فخرا للمغرب. لكن في 19 من عمرها، وهي بعد في عمر الزهور، ستشيع شهيدة للوطن، بعد أن
اغتالتها أيادي الغدر، واغتالت معها حلما كان ليكون له شأنا أعظم.