لم يعد قادة جبهة البوليساريو قادرين على ضبط أعصابهم، بعدما أقدمت ميلشيات تابعة للجبهة الانفصالية على اختطاف مجموعة من الصحراويين الذين يتحدرون من
مخيمات تندوف، من داخل المخيم الذي يقع في منطقة "لغويركة"، حيث دخل عدد من التجار في اعتصام مفتوح منذ حوالي أسبوعين، بسبب الإجراءات المجحفة التي فرضتها الجزائر على التجار الذين يمتهنون نقل البضائع من الأسواق الموريتانية.
وأفادت المعطيات التي توصلت بها جريدة هسبريس الإلكترونية بأن ميلشيات جبهة البوليساريو لجأت إلى العنف لتفريق الاعتصام المفتوح، الذي يتزعمه تجار صحراويون من مخيمات تندوف أمام مقر بعثة "مينورسو" التابعة للأمم المتحدة في منطقة "ميجك"، وراء الجدار الرملي، رافضين فضّ الاعتصام بسبب الاستفزازات المتوالية للجبهة بإيعاز من الدرك الوطني الجزائري.
وأوضحت المصادر ذاتها أن المحتجين الصحراويين تعرضوا للتعذيب ونزعت منهم سياراتهم في جماعات "لغويركة" و"كليبات الفولة"، مشيرة إلى أن العديد من عائلات ضحايا التعنيف والاعتداء الموجودة في العيون والسمارة وآسا توصلت بهذه المعلومات بحر الأسبوع الجاري، ما تسبب في موجة احتقان كبيرة داخل مخيمات تندوف، التي تعيش على صفيح ساخن منذ بداية الشهر الجاري.
ويخوض التجار الصحراويون اعتصاما مفتوحا من أجل المطالبة بتدخل الأمم المتحدة، إثر الحيف الذي تمارسه ميلشيات جبهة البوليساريو عليهم منذ مدة، بعدما تجرّأت على فرض رسوم إضافية على الشاحنات التي تنقل البضائع من الأسواق الموريتانية قصد بيعها في مخيمات تندوف، الأمر الذي أدى إلى نزوح جماعي صوب المدن الواقعة في شمال موريتانيا، من قبيل مدينتي نواذيبو وازويرات، جرّاء إفلاس العديد من التجار الذين يحصلون على قوتهم اليومي من نقل السلع.
في السياق ذاته، قامت سيارات مدججة بالأسلحة تابعة لجبهة البوليساريو بمحاصرة مجموعة من السكان الذين ينقّبون عن الذهب في منطقة "لغويركة" خلال الأسبوع الماضي، فاعتقلت عشرات الأشخاص واقتادتهم إلى مناطق مجهولة، إذ مازال مصيرهم غير معروف إلى حد الساعة، وفق مواقع موريتانية، بينما صادرت آليات منقبين آخرين ومنعتهم من الاقتراب من المناجم بصفة نهائية، بهدف الاستحواذ على ثروات المنطقة لوحدها.
وبخصوص دواعي الاعتصام المفتوح، قال حمودي بشاري الصالح، عضو تنسيقية الدفاع عن حقوق الصحراويين بمخيمات تندوف: "الخطوة الاحتجاجية وسيلة للضغط على جبهة البوليساريو، المسنودة بالنظام الجزائري، والتي مارست علينا الظلم منذ عقود..نطالب برفع تدخلها في حياتنا اليومية، لأنها تمارس التضييق على السكان".
وأضاف حمودي، الذي ينتمي إلى وحدة عسكرية منشقة عن قيادة البوليساريو في وقت سابق، بسبب الإقصاء والعنصرية المتفشّية داخل الجبهة، في شريط تداوله بعض المواقع الموريتانية، أن "المقربين من قيادة الجبهة يحتكرون التجارة وتدبير الأعمال بالمنطقة، أما بقية الناس فلا حظ لهم إلا القهر والظلم والحرمان".
وأكد المتحدث ذاته، الذي يعتصم بمقر "مينورسو" رفقة شريحة عريضة من الصحراويين، أن ميلشيات البوليساريو تقود حملة شرسة لقمع الأصوات المعارضة، مبرزا أن السكان يتعرضون للتهميش والإذلال منذ أربعين سنة.