عن العرب اللندنية : تشمل نشرات الأخبار العادية موجزا إخباريا قصيرا يغطي عددا من المواضيع والتطورات على المستوى الوطني والعالمي.
وفي الآونة الأخيرة، تبنّت العشرات من الصحف الكبرى عالميا وعربيا هذا الاتجاه لتنفيذ مهمتها الأساسية المتمثلة في نقل الأخبار إلى أكبر نسبة من الجمهور.
وتؤكد أنماط وسائل الإعلام اليوم أننا نشهد “عصرا ذهبيا” في ما يتعلق بالأخبار الصوتية، وخاصة على المنصات الرقمية التي تبقيها متاحة ليستمع إليها المهتمون بهذه المواضيع كلما أرادوا ذلك وأينما كانوا.
وانفجرت شعبية التدوينات الصوتية المعروفة باسم البودكاست مع تطوير الأجهزة التي تسهّل الوصول إلى هذه المنصات مثل السماعات الذكية ومضخمات الصوت التي قدّمت امتيازات جديدة وواعدة لهذه المنافذ.
ويشبّه البعض هذه الامتيازات بما يوفره “السكين السويسري” متعدد الوظائف الذي يمكن حمله إلى أي مكان.
ويؤكد هذا النمط فوائد تقديم الأخبار بطريقة موجزة في تجارة المعلومات التي أصبحت تبثّ كل ساعة، وتتبع نسقا محددا يبقيها قصيرة رغم عدد التطورات التي تغطيها.
وأدركت محطات الإذاعة انجذاب الجمهور إلى هذا النمط وأعدّت نشراتها الإخبارية المحلية معتمدة نفس الطريقة. وتعد نشرات الأخبار مكونا رئيسيا من تجارب “البث المقسم” في مرحلته الناشئة.
وأصبحت نشرات الأخبار الوطنية والمحلية أول ما يستمع إليه المتابعون في كل ساعة في الإذاعات. كما تصدر الإذاعة أحدث نشراتها الإخبارية عبر “آر.أس.أس”، وهي خدمة يتمكن المسجلون فيها من متابعة آخر الأخبار فور ورودها على المواقع التي اختاروا الاشتراك فيها بطريقة تشبه تلك التي يعتمدها تطبيق سبوتيفاي الشهير المعروف في مجال بث الموسيقى والبودكاست لحشد عدد أكبر من المتابعين.
وباتت الإذاعات تجرّب بعض الخيارات المثيرة للاهتمام لبثّ نشرتها الإخبارية الوطنية على الشاشات الذكية، إذ تحاول توفير خدمة متعددة الوسائط.
وبدأت الصحف المحلية الكبرى تجربة نشر تقارير إخبارية صوتية يومية ضمن قالب إذاعي. وتتناسب هذه الخطوة مع الاتجاه الذي اعتمدته جلّ الصحف التي قررت تحويل تركيزها من إصداراتها المطبوعة إلى تلك الرقمية.
وتعتمد بعض هذه المنافذ البارزة الصوت كجزء رئيسي مما تبث للمتابعين. فعلى سبيل المثال، تقدّم صحيفة “نيويورك تايمز” بودكاست “الديلي” وتنشر صحيفة “واشنطن بوست” بودكاست بعنوان “بوست ريبورتس”. ولا تتعمق هذه الإصدارات الصوتية في نقل الأحداث، بل تهتم بالإعلان عن التطورات السريعة والبسيطة للأخبار، بالإضافة إلى الإعلان عن حالة الطقس. وعلى عكس نشرات الإذاعات، تحرص الصحف على إصدار هذه الأخبار الصوتية في الصباح دون تحديثها على مدار اليوم.
ويعدّ هذا التحول استثمارا في حد ذاته، ويشكّل بطاقة لعب واضحة اختارتها الصحف للاستفادة من نمو الجماهير في هذه المنصات التي تعتبر جديدة لتوسيع قاعدتها. وتستهدف نسبة متابعي التدوينات الصوتية المتزايدة. فعلى سبيل المثال، توفّر صفحة صحيفة “فيلادلفيا انكوايرر” الأميركية على الإنترنت روابط توجه الزائرين إلى منصاتهم التي يعتمدونها ليستمعوا إلى أخبارها. وتشمل هذه المنصات سبوتيفاي وغوغل بلاي بودكاستس وآبل بودكاست وأي هارت راديو.
ويشير الاتجاه الجديد إلى حاجة الناشرين المستمرة إلى الوصول إلى جماهيرهم أينما كانوا.
من جهة أخرى تبدو الطريقة التي اختارتها هذه المنافذ هي نفسها. إذ تتبع التدوينات الصوتية نفس القالب دائما. كما تعتمد تصميما وشعارات مماثلة. ولا يبدو كل هذا التشابه من قبيل الصدفة.
ويقول خبراء إن هذا النمط بدأ من الولايات المتحدة الأميركية أولا وقد صممته “سبوكن لايير” وهي شركة للإنتاج الصوتي وتتمتع بقائمة عملاء واسعة تشمل بعضا من أكبر ناشري الصحف في الولايات المتحدة على غرار تريبيون وماكلاتشي.
وتوفر الشركة إطار عمل محددا يعتمده هؤلاء العملاء، حيث يساعد غرف الأخبار التي تفتقر خبراتها إلى القدرة على الإنتاج الصوتي على الحفاظ على جمهورها وزيادته.
ونظرا إلى اعتماد معظم هذه المنافذ الإخبارية على قالب صممته نفس الشركة، فمن الطبيعي أن يلاحظ المستمع أنها متشابهة.
لكن رغم ذلك يثني إعلاميون عن جهود الصحف في هذا المجال، معتبرين أنها تمثل حافزا يدفع المزيد من المحطات نحو هذه المنصات الجديدة التي تفضل جماهيرها الاستماع إلى الأخبار بسرعة أينما كانوا.