حذرًا أمرّ على المجازِ
|
وداخلا في الظلّ
|
منتبهًا لنيّاتِ الظلامِ |
وفي الجيوبِ مخبئا ذكرى لنورْ
|
وكأنني رجلٌ
|
يحاول رغم أضلاعِ المثلّثِ أن يدورْ
|
حذرًا أفكّك جملةً
|
وكأنها لغمٌ
|
وأعبر باتجاهِ الشمسِ
|
أكبرُ دون أن أدع الطفولةَ
|
لا أرى سببا وجيهًا كي أشيخ بفكرةٍ
|
أو إديولوجيا ليس تعنيني
|
أمرّ على الكلام بقدرة السباحِ
|
غاصَ ولم يبلل أبجدية حزنه
|
بالدمعِ
|
يعرف كيف راوغَ سرب طير رفّ في أحلامه
|
ونما
|
من القعر المعتّقِ بالقوارب والجماجمِ
|
من ذهولِ الغارقين
|
حبابَ ماءٍ..
|
لم أعدّ مع الصبيّ خرافه قبل الرحيلِ إلى المنامِ
|
لكي أرى
|
كيف استطاع الحلم أن يغويهِ
|
بالحبّ المكنّى عنه بالموت اللذيذِ
|
أعيدُ ترتيب الحكاية وفْق ما تعنيهِ
|
أبحث في المتاهةِ
|
عن طريقٍ لا تؤدي نحو هاويةٍ
|
ودربٍ سوف يمحو أفقه الأقصى
|
بسورْ
|
لا أريد الموت في فخّ الكلامِ
|
ولا أريد العوم في لفظ السقوطِ
|
وليس في وسع الكلامِ العاطفيّ المحضِ
|
أن يتدبّر المعنى المباشر للنهوضِ
|
ولا أريد سلوك منعطفٍ لموتٍ لا أراهُ
|
أريد موتي واضحًا
|
سهلا، صباحيا ربيعيا
|
بلا لبس مع الأحلام
|
أفيق في موتي
|
وأعلم أنه موتي
|
وأني متّ
|
أني لن أعود مع الجميع إذا لدفء البيت عادوا
|
|
|
-2-
|
أحتمي من حروبِ القصائد
|
بالموتِ عند المطالعِ
|
أو بالتولّي إذا الزحف حانَ لأيّ زحافٍ
|
لعلّي أنجو
|
فلا أنا ضمن الحضور الذين يموتون حين يموت
|
البطلْ
|
ولا أنا أصلح للمسرحيّةِ
|
حين يغطّون قبر المساء ببعض الأملْ
|
لا أرى / أتكلم / أنصت
|
أحجبُ ذاتي
|
فلستُ سوى حجرٍ لا يحسّ مرورَ المجاز على
|
حائه
|
لا يرى طفلةً طرقته على حجر آخرٍ لتضيءَ
|
ولا يبصر الطفلَ يرمي به نحو دبابةٍ
|
لا يحسّ المجاز اللطيفَ
|
ولم ينتبه للمجاز المخيفِ
|
بأي سياقٍ سيبقى كما كان
|
ذاكرةً للجبال العتيقة
|
|
-3-
|
لستُ أبحثُ عن وطنٍ في الكلامِ
|
فلا تأخذيني لأي حدودٍ خرافيةٍ لا تطالُ
|
سئمتُ من الجري في الكلماتِ التي تنعطفْ
|
كلما قلتُ: تُمنع من حلم تنوينها..
|
تنصرفْ
|
ومن كلفِ العاشقين
|
ومن موتهم في استعارةْ
|
ومن بحثهم في البلاغة عن هربٍ
|
أو مغارةْ
|
لستُ أبحث عن شهقةٍ لغريق أخيرٍ
|
ببحر الخليلِ
|
وقد أفلتته يد القافيةْ
|
أشتهي المشي في الكلماتِ التي اجتهدت كي تخيّبَ ظنَّ عذاباتها
|
لتكون كما هيَ..
|
صورةَ خِلقتها الأوليةِ
|
حين يمرر فيها الطبيب أشعته
|
كي يرى الكسرَ
|
في الحزنِ
|
لا في البحورِ..
|
أريد الكلامَ المرايا
|
الذي يعكس أوجه أصحابه
|
لا يزينها بالخيَال المجنحْ
|
|
-4-
|
حذرًا أمرّ على المجازِ
|
بأعين الأعمى
|
يصارعُ في الهواء المحضِ
|
أشباحًا
|
ويرفضُ أن تحايله البلاغةُ
|
للسقوط بحفرةٍ
|
أو فكرةٍ..
|
يتخيّل الأفخاخ قبل وقوعِها
|
ويراوغ المعنى
|
لينقذ نفسه من مأزق الظلماتِ..
|
يعلم أنه ما كان أعمى
|
أنها ليست ترى
|
ويصرّ ألا يستجيبَ لقلبها الأشياءَ
|
تأثيثَ الحكايةِ بالغرابةِ:
|
لو تطيرُ حمامةٌ من كمّهِ
|
لو تسقطُ الأشياءُ للأعلى
|
تقرّرُ أحرف الجرّ الخروجَ على المعاجمِ
|
نكبرُ باتجاه الأمس نقضي حين نولدُ
|
ينهضُ من كوابيس الهبوط إلى المجرة آدمٌ..
|
لا
|
يستجيبُ لشهوةِ الطرقاتِ
|
لا تلهو به الأحلامُ
|
حيث يضيع في أقصى العوالمِ
|
ثم يهوي من أعالي برج إيفلَ
|
نحو بؤس سريره المشغولِ بالصمتِ المكثفِ
|
نحو وحدته الحزينةْ.
|