سجن في اليونان أكثر من عام ظلما، بتهمة التهريب، حيث تعرض للضرب وسوء المعاملة، حتى أنه فكر بالانتحار هناك.
درست الحقوق في غزة، أردت استكمال تحصيلي الأكاديمي فتوجهت إلى تركيا لأدرس شهادة الماجستير بالقانون الدولي.
وصلت إلى إسطنبول في نيسان/أبريل 2018 حيث بدأت مباشرة بالبحث عن جامعة لأسجل فيها.
صراحة، الهدف الأكاديمي كان ثانويا ضمن الأسباب التي دفعتني للخروج من غزة. السبب الأساسي هو خلافات عائلية، بين عائلتي وعائلة أخرى مقربة من الحكومة، ما اضطرني للهرب خوفا من الاعتقال هناك والتعرض للتعذيب.
بالعودة إلى تركيا، لم أتمكن من التأقلم بشكل جيد هناك، فالدراسة مكلفة جدا. نصحوني بالسعي وراء حلمي في أوروبا.
ذهبت إلى إزمير، تدبرت مهربا لينقلني إلى اليونان مقابل 600 دولار. في البداية قال لي إن القارب خشبي وإن عددنا لن يتخط الـ20. عندما وصلنا إلى نقطة الانطلاق كنا أكثر من 50 شخصا والقارب كان مطاطيا. على الشاطئ كان بانتظارنا أربعة مهربين، سوريان كرديان وتركيان.
اثنان من المهربين صعدا معنا إلى القارب بينما تبعنا الآخران بزورق سريع. عندما وصلنا إلى حدود المياه الإقليمية التركية، تركنا المهربون جميعهم وعادوا إلى تركيا.
تعطل المحرك بعد دخولنا المياه الإقليمية اليونانية بقليل. زورق تابع لخفر السواحل اليوناني اقترب منا وطلب منا التوجه إلى جزيرة قريبة. لم يكترثوا لعدم معرفتنا بالاتجاهات أو لحقيقة أن القارب معطل. غادروا بعد ذلك.
بقليل من الحيلة والكثير من الجهد تمكنا من الوصول لجزيرة فارماكوس، وهي جزيرة صغيرة تعتبر عسكرية. بعد التفتيش أخذونا إلى ليروس.
متهم بتهريب المهاجرين منذ سنوات
جميع المهاجرين كانوا سوريين ما عداي أنا وشابان آخران فلسطينيان. قبل الوصول إلى ليروس قالوا لي "لا تقل إنك فلسطيني، ادعي أنك سوري". لم أعمل بتلك النصيحة، فبدأت المغامرة من هناك.
لدى وصولنا إلى الجزيرة، أخذوا الجميع بحافلة إلى المخيم، إلا أنا أخذوني بسيارة شرطة. لدى وصولنا إلى مقر الشرطة، اتهمني أحد المحققين بأني مهرب بشر، وأنني مسؤول عن عمليات تهريب منذ 2014، وأنني المهرب الأساسي المسؤول عن هذه الرحلة.
طبعا أنكرت، وقلت له إنني كنت في غزة في ذلك الوقت أتابع دراستي، ولم أكن أفكر حينها بالسفر أساس. لم يصدقني، أخذوني إلى غرفة صغيرة حيث ربطوني بحبل وبدأوا بضربي. بقيت هناك ليلة على هذه الحالة.
بعد ثلاثة أيام من التحقيق والضرب والضياع الذي كنت أعيشه، نقلوني إلى سجن في جزيرة كوس. هناك أيضا ضربوني، حاولوا إجباري على التوقيع على استمارة قالوا إنها لاعترافاتي، رفضت لأنني لم أعترف بشيء كما أن الاستمارة مكتوبة باللغة اليونانية. عادوا وضربوني.
عندما حان موعد مثولي أمام القاضي، المحامي الذي تم تعيينه لي لم ينطق بشيء طوال المحاكمة، كنت أنا من يجيب على أسئلة القاضي.