تحتوي على اثنتين وعشرين قصة قصيرة، توزعت على ١١٠ صفحات من القطع المتوسط، وتتضمن قصصًا اجتماعية وإنسانية تجمع بين الواقعي والخيالي والغرائبي، في اختزال رمزي لواقع الحرب الذي تحياه سورية منذ عقد من الزمان في جميع مدنها وقراها بشكل عام، وفي حلب -مدينة القاصة- بشكل خاص.
يشكل الموت والحلم الثيمتين الأساسيتين اللتين تتكئ عليهما القصص، حيث يُعدّ العنوان "أزرق رمادي" معادلًا موضوعيًّا للحياة التي تتأرجح بين الحلم والموت.
أما من حيث اللغة والأسلوب، فالقاصة تستخدم لغة دقيقة ورشيقة تعبر عن مراميها، كما يتسم أسلوبها بالاقتصاد بعيدًا عن المباشرة، إذ غالبًا ما تميل الكاتبة إلى التصوير والتخييل الحاملين لما تريد نقله إلى القارئ معنًى وشعورًا.
وفي المجمل يمكن القول إن هذه المجموعة القصصية تتوفر على الشروط الفنية الخاصة بفن القصة القصيرة، ولكن دون التزام صارم بهذه الشروط، دفعًا لما يمكن أن يكون سببًا معيقًا لحركة القصة، إذ كثيرًا ما تتمرد الكاتبة على عنصر فني أو أكثر، معوضة ذلك بتكثيف الحالة القصصية، حيث تخلص لفكرتها، وتركّز عليها بالاعتماد على التكثيف وسيلة لتحقيق الأثر المرجو في نفس المتلقي.
من عناوين القصص: (حلم السمكة، اختبارات القتل، علبة الأحلام، نبت لك قلب، شهيد، حكاية مقبرة).
المجموعة هي الثالثة للقاصة غفران طحان، إذ سبق أن صدر لها مجموعتان قصصيتان، الأولى بعنوان "كحلم أبيض"، وصدرت عام ٢٠٠٩ عن دار تالة بدمشق، والثانية "عالم آخر يخصني" صدرت عام ٢٠١٤ عن دار نون في حلب.
كما صدر للكاتبة "حلم يغفو على مطر" عام ٢٠١٦ عن دار أرواد في طرطوس، وهو كتاب نثري مفتوح على القصة والخاطرة والتأملات.
