تصدرت صحيفة نيويورك تايمز قائمة المطبوعات الفائزة بجوائز بوليتزر لعام 2020 مع إعلان النتائج عبر الإنترنت بسبب وباء كوفيد – 19،
ولم تأخذ الجوائز هذه السنة أي طابع خاص، بعدما ركزت جوائز العام الماضي على دونالد ترامب والعام 2018 على فضائح التحرش الجنسي وحركة #مي تو.
وأعلنت مديرة مجلس هذه الجوائز دانا كانيدي أسماء الفائزين من غرفة الجلوس في منزلها من خلال بث مباشر عبر “يوتيوب” بدلا من مراسم تقام عادة في جامعة كولومبيا في نيويورك.
وقالت كانيدي “في خضم أوقات الغموض هذه التي لم يسبق لها مثيل، فإن ما نوقن به هو أن الصحافة لا تتوقف أبدا”.
وفازت “نيويورك تايمز” بثلاث جوائز من بينها تقرير استقصائي لبراين روزنتال عن سلسلة تقارير تناولت عالم سائقي سيارات الأجرة في نيويورك، وصورت كيفية استغلال الدائنين للسائقين ذوي الأوضاع الهشة.
ونالت كذلك جائزة أفضل تقرير دولي عن سلسلة من المقالات حول نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما فازت مقالة طويلة بقلم نيكول هانا – جونز بجائزة أفضل “تعليق” وقد تناولت فيها أصول الولايات المتحدة من منظار الأفارقة المستعبدين.
وللمرة الأولى في تاريخ الجائزة منحت لتقارير صوتية، وهي تقارير بعنوان “الحشود” من سلسلة “الحياة الأميركية” التي عالجت سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تقضي ببقاء الآلاف من طالبي اللجوء إلى الولايات المتحدة في المكسيك بانتظار البت في طلباتهم.
وتعد جوائز بوليترز أعرق المكافآت التي تمنح لصحافيين أو مؤسسات مقرها في الولايات المتحدة.
وعلى صعيد التغطية الأميركية الداخلية، فاز ثلاثة صحافيين من موقع “بروبابليكا” بجائزة حول تحقيق أظهر خللا كبيرا في الأسطول السابع بالبحرية الأميركية. وقد تقاسم هؤلاء جائزتهم مع مراسلين في “سياتل تايمز” كتبوا مقالات عدة حول مشاكل في التصميم أدت إلى فضيحة طائرة “737 ماكس” من صنع “بوينغ”.
وفازت صحيفة أنكوريدج ديلي نيوز وبروبابليكا بجائزة بوليتزر للصحافة المختصة بالخدمة العامة بعدما كشفتا عن أن ثلث قرى ولاية ألاسكا الأميركية تفتقر إلى حماية الشرطة، بينما فاز فريق التصوير في رويترز بجائزة تصوير الأخبار العاجلة لتوثيقه الاحتجاجات العنيفة في هونغ كونغ العام الماضي.
وانتزعت صحيفة كورير جورنال في لويزفيل بولاية كنتاكي الأميركية جائزة الأخبار العاجلة عن تغطيتها لحالات عفو بالمئات
أصدرها حاكم الولاية السابق مات بيفين في اللحظات الأخيرة.
ووصل صحافيو رويترز إلى التصفيات النهائية لجائزة التغطية الدولية بفضل تغطيتهم للاحتجاجات، لكن الجائزة ذهبت إلى صحيفة نيويورك تايمز.
وفاز فريق التصوير في رويترز بجائزة تصوير الأخبار العاجلة لتوثيقه الاحتجاجات العنيفة بين محتجي هونغ كونغ والسلطات العام الماضي، بما في ذلك صور التُقطت وسط مناوشات بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ورشق الطوب.
وقال ستيفن جيه. أدلر رئيس تحرير رويترز في بيان “نقلت صورنا حجم الاحتجاجات في هونغ كونغ ببراعة”. وأضاف “كانت صورهم جميلة ومؤثرة وتنويرية وخالدة بشدة”.
وتقدم جوائز بوليتزر وهي الأكبر في عالم الصحافة الأميركية منذ عام 1917 عندما أسسها الناشر جوزيف بوليتزر في وصيته. وهي تكافئ عمل صحافيين ومنشورات أميركية وصحفا يومية ومجلات ومواقع إخبارية. وتمنح كذلك في مجال التصوير الصحافي والرسم والإذاعة والأدب والشعر والموسيقى.
وتعتبر جائزة الخدمة العامة الأعلى مقاما ضمن جوائز بوليترز في فئات الصحافة وعددها 15 جائزة.
وجرى تأجيل إعلان الجوائز الذي تم الاثنين لمدة أسبوعين نظرا لانشغال بعض الصحافيين أعضاء مجلس الجائزة في تغطية أخبار وباء كورونا.
وفاز المؤلف الأميركي كولسون وايتهيد بجائزة بوليتزر للمرة الثانية، ليصبح رابع شخص يفوز بالجائزة في مجال الآداب مرتين.
وحصل المؤلف على الجائزة عن روايته التي تحمل عنوان “فتيان النيكل”، وقد صوّر فيها سوء المعاملة التي يتعرض لها فتيان سود في مدرسة إصلاحية بولاية فلوريدا.
وحصل وايتهيد البالغ من العمر 50 عاما أيضا على الجائزة عام 2017، عن عمله الذي يحمل عنوان “سكة حديد مترو الأنفاق”.
وكان ثلاثة مؤلفين آخرين في حقل الأدب قد حصلوا على الجائزة مرتين: بوث توركينغتون وويليام فوكنر وجون أبدايك.
وقد استوحى وايتهيد روايته “فتيان النيكل” من سيرة حياة مجموعة من فتيان مدرسة في فلوريدا، أين يتعرض أطفال لانتهاكات عنيفة. وأثنت لجنة بوليتزر على رواية المؤلف خريج جامعة هارفارد، ووصفتها بأنها “قصة مؤثرة عن المثابرة البشرية والكرامة والفداء”.
وحصلت ناشطة حقوق الإنسان الأفرو – أميركية إدا بي ويلز المتوفاة عام 1931 على “تنويه خاص” عن تقارير صحافية “شجاعة ولافتة” عن “الإعدام دون محاكمة”.