المبدع الخلاق لا حدود له، يتأقلم مع كل الحالات والظروف
الطارئة والاستثنائية...
******
بوح خاص ونافذة نفتحها مع إعلاميين ومبدعين ومثقفين وسينمائيين وفاعلين سياسيين وأيضا فاعلين جمعويين وأيضا علماء وأطر في كل التخصصات في ليالي رمضان في ظل الحجر الصحي لنقرب القارئ من يومياتهم خلال الحجر الصحي في زمن رمضان ...
Ø
آربريس بوشعيب خلدون ;
علينا أن ننتظر في المستقبل القريب انفتاحا قويا على الثقافة والفنون، فلا
بديل لنا عن ذلك إذا أردنا البقاء على خريطة العالم الحديث.
Ø
سيرة في سطور :
·
محمد أديب السلاوي، من
مواليد مدينة فاس سنة 1939.درس بجامعة القرويين الآداب واللغة والتاريخ.
·
اشتغل بالصحافة المكتوبة
انطلاقا من سنة 1964 وقام بتدريبات معمقة بصحف عالمية بمصر وألمانيا ولبنان وفرنسا
وعمل مستشارا للثقافة والإعلام بعدة مؤسسات وطنية ودولية داخل المغرب
وخارجه.
·
نشر حتى الآن خمسون مؤلفا حول الثقافة والفنون والإعلام والسياسة بالمغرب،
ونال عدة جوائز وتكريمات وشهادات تقدير داخل المغرب وخارجه.
·
يعمل عضوا في العديد من الجمعيات والمنظمات الثقافية المغربية والعربية
*******
س : كيف استقبلت
رمضان في ظل الحجر الصحي... ؟.
ج : رمضان المعظم كان دائما بالنسبة لي شهرا
للعبادة وللتقاليد المرعية، شهر يجمعني بالأبناء والأحفاد والأصهار على طاولة
الإفطار بشكل احتفالي، وهو ما يعطي للأسرة معناها الحقيقي، وأيضا هو ما يشعرني
بموقعي القيادي لهذه الأسرة.
في رمضان لهذه
السنة تغير الأمر قليلا، كل أفراد الأسرة محاصرون في بيوتهم، إما داخل المغرب أو
خارجه، ولكن مع ذلك إحاطتي بوائل وياسين وزوجته وأبنائه أعطى لرمضان نكهة أخري
مطبوعة بحب وشغب ليث وقصي.
س : ماهي الخلاصات
والاستنتاجات من خلال أكثر من شهر في الحجر الصحي، وهل هناك أي تغيير على المستوى
الشخصي والمهني والإبداعي؟
ج :
حافظت على عاداتي وتقاليدي لأزيد من نصف قرن من الزمن. كل صباح أتناول
فطوري مع زوجتي بالبيت في ساعة مبكرة، تم اخرج متجها إلى أكشاك الصحف لأتناول ما
يروقني منها واقصد مقهاي المعتاد لأتناول قهوتي واقرأ صحفي وألتقي أصدقائي تم اتجه
إلى عملي الذي اقضي به ثمان ساعات متواصلة.
في زمن الحجر الصحي، توقفت هذه
العادة، لا صحف، لا مقهى، لا أصدقاء، لا عمل، فاتخذت من مكتبتي بالبيت بديلا لكل
ذلك، إذ أقضى بين كتبها وأوراقها حوالي عشر ساعات متواصلة في اليوم.
نعم جعلت من فيروس كورونا
موضوعا للبحت والاستقصاء وكتبت سلسلة مقالات عن موضوعها سيكون إن شاء الله موضوعا
لكتاب في المستقبل القريب.
س
: ككاتب وفنان تشكيلي وناقد، هل تعتبر فترة
الحجر الصحي مناسبة للإبداع والبحت عن الجديد. وما هي رسالتك للفنانين الشباب
المبدعين خلال هذه الجائحة، ماذا تقول لهم...؟
ج
: المبدع الذي يملك الثقافة الرصينة والخيال الواسع والعبقرية
المدعومة بالتقاليد الحضارية تتفتق عبقريته في كل الظروف وفي أي زمان ومكان.
يحدثنا التاريخ كثيرا عن
المبدعين الذين أنجزوا أعمالا راسخة في التاريخ في المنافي والسجون والمعتقلات،
ذلك لان المبدع الخلاق لا حدود له، يتأقلم مع كل الحالات والظروف الطارئة والاستثنائية،
يعبر عن الحالة بما يملكه من وسائل وإمكانات، والحجر والجائحة حالة يستطيع الإبداع
أن يحولها إلى قطعة أبدية.
رسالتي إلى المبدعين الشباب،
هي دعم إبداعاتهم بالثقافة الرصينة، بربط أعمالهم بالشجاعة، لا باستجداء النجاح.
س : قطاع الفنون التشكيلية في
نظرك، بعد كورونا هل سنشاهد متغيرات لهذا القطاع وللخريطة الثقافية... ؟
ج : إن أزمة كورونا تفرض على
المغرب إعادة هيكلة قطاعاته ومؤسساته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية / تفرض
عليه وبقوة إعادة النظر في مؤسساته الثقافية والإبداعية والتقرب اكتر من المثقفين
والمبدعين المدركين لقيم التنمية البشرية التي لا غنى عنها لانخراط المغرب الراهن
في زمن الألفية الثالثة.
لذلك علينا أن ننتظر في
المستقبل القريب انفتاحا قويا على الثقافة والفنون، فلا بديل لنا عن ذلك إذا أردنا
البقاء على خريطة العالم الحديث.
س : إذا اقترحت عليك كتابة
يومياتك في الجحر الصحي، ماذا ستختار لها كعنوان عند النشر... ؟
ج : اختار لها عنوان : " الحوار
الصامت "...
س
:
ماهي الأشياء التي تحن إليها وتفتقد إليها خلال هذا الحجر..؟
ج
: يشعر كافة المثقفين والفنانين في هذا الحجر
بأسى عميق، لحرمانهم من المكتبات وقاعات العرض التشكيلي والمسارح و السينمات، ومن
اللقاءات الفنية والفكرية التي تعتبر غداءهم الفكري والروحي الدائم.
س
:
رمضان والحجر في جملة واحدة
ج
: الصوم لله والحجر لحماية خلقه.
س
:
كلمة أخيرة...
ج
: إن الأزمة الوبائية الحالية لن تمر دون أن
تترك بصماتها على المستقبل، وان بحث العلماء والفنانين وأهل الرأي سيتوسع من أجل إيجاد
بدائل لحماية الإنسانية وتراثها الحضاري والعلمي، وهو ما يتطلب منا جميعا إعادة
بناء مفاهيم جديدة للعيش المشترك على هذا الكوكب.