أعلن مركز عطاء للبحث في اللغة وأنساق المعرفة ودار “آفاق” للنشر بمراكش، عن إصدار مؤلف جماعي جديد، مطلع الأسبوع المقبل، يحمل عنوان “خطاب الجائحة، رؤى ومقاربات”.
وجاء في ديباجة الكتاب أنه “غالبا ما تعمل لحظات الأوبئة والأزمات على خلخلة الثوابت والأوضاع القائمة، وتشكل فرصة لطرح أسئلة حول آفاق وعلاقات جديدة، تعيد النظر في مفهوم الإنسان والوجود والأشياء”.
وأشارت إلى أنه “في كثير من الأحيان، تكون تلك الأزمات حبلى بكثير من التحولات التي تترك أثرها في الإنسان من حيث التفكير والمشاعر والقيم والعادات والعلاقات الاجتماعية والمعيش اليومي، بل حتى على مستوى التعبير ولغة التواصل وقنواتها”.
وحسب تقديم الكتاب فـ”إننا اليوم، أمام إشكالية يتحكم فيها متغيران: كورونا والإنسان. كورونا (المتغير الأول) الذي يمارس فعله وأثره على الإنسان (المتغير الثاني)، الأمر الذي يجعلنا بكل تأكيد نعيش اليوم لحظة فارقة”.
وأكد أن هذه “اللحظة التي تبشر باستئناف سيرورة تاريخية جديدة يحضر عبرها الإنسان لا باعتباره وجودا طارئا ولكن باعتباره موقفا يكتشف إنسانيته وفق رؤية جديدة قائمة على تعاقدات اجتماعية مبنية على مراجعة ما تقرر من المسلمات ونقض ادعاءاتها، واستعادة ما أُفلس من القيم الكونية باعتبارها تنتمي إلى ضمير واحد في ذاته متعدد في تحققاته”.
وبالمناسبة، أوضح منسق الكتاب والأستاذ بكلية اللغة العربية التابعة لجامعة القاضي عياض، هشام فتح أن “هذه الأزمة الوبائية، وإن كانت لا تزال في مهدها، إلا أن ما لاح منها من النتائج والعلامات (بالمعنى السيميائي) نحسبه كافيا، وجديرا بأن يتدخل البحث الأكاديمي لتفكيك إحالاته الرمزية المفعمة بالكثير من المعاني الصامتة”.
وأبرز فتح أن هذا الإصدار ينأى بنفسه “بعيدا عن المقاربة الطبية المنشغلة بأسئلة الكشف عن الأعراض المادية ومؤشرات الإصابة وسباق المخابر نحو اكتشاف اللقاح لتخليص الإنسانية من حالة الذعر والترقب مقابل جني المال”.
وأضاف أن هذا المؤلف الجماعي يبتعد كذلك “عن التأويل السياسي غير المتنور الذي يجنح إلى تأزيم الأزمة عبر الترويج لأطروحة المؤامرة المفتعلة بين عمالقة الاقتصاد العالمي، والتبشير بحرب عالمية ثالثة تؤجل الخيار العسكري، لتتخذ هذه المرة شكلا ناعما يُصنَّع داخل المخابر العلمية ليهلك النسل والحرث”.
وخلص إلى أن “هذا الوضع الراهن هو ما حفزنا على اتخاذ هذه المبادرة من خلال تأليف كتاب جماعي حصرناه في ثلة نوعية من الباحثين الجادين، لنؤسس به رصيدا معرفيا راهنا ونوجه به النقاش ما بعد كورونا لقطع الطريق على التفهاء من جديد”.