-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

ميشيل فوكو: احذر هناك خطرترجمة : محمد ازويتة


الخطر ، الخوف ، الأمن …   قيم لازمت الإنسان ، منذ القديم ، في علاقته بذاته ، بالآخر و العالم . حاولت  الفلسفة الأخلاقية مع الرواقيين و الأبيقوريين و الكلبيين تقديم
أجوبة تهدف الى تحقيق أمن روحاني نابع من الذات  ، كما حاولت التجربة المسيحية تحقيقه مستندة إلى الإيمان . في العصر الحاضر تولت الدولة ضمان الأمن في مواجهة كل الأخطار ( الغذاء ، الصحة ، السكن ، الأمن الداخلي ( الشرطة )  الخارجي ( الجيش)  … ) .  صار الخطر معها  مفهوما و تجربة و حدث …  صار صناعة يتم بناؤها و تنظيمها … فبين الخطر و الحرية ، و الخطر و الأمن هناك أكثر من تشابك معقد … و نفس الأمر بين السياسة و المؤسسات الطبية و العقابية … و كذا بين علوم الصحة ( الطب ، الطب النفسي العقلي ، علم الإجرام   ) .
في مقاربة فوكو للسجن ، و بخاصة حديثه عن ولادة الفرد المجرم وظهور علم الإجرام  ومفاهيم الانحلال ، الغريزة … و ما صاحب ذلك من إشكاليات  بين سلطة القانون الجنائي العقابي و الطب النفسي  … تحدث عن إحدى إشكاليات الطب النفسي في علاقته بالقانون و بعلم الإجرام .
النص القصير يوضح عددا من المفارقات الصعبة 
 النص
بحسب ما نعرف ؛ القانون يعاقب الرجل على ما فعله . ولكن ليس على ما هو عليه . أيضا أقل بالنسبة لما سيكون عليه احتمالا ، أيضا أقل بما يمكن أن نعتقد أو نشك أنه سيكون أو يصير .        و ها هو القانون العقابي اليوم يهتم أكثر فأكثر بأشخاص ” خطيرين ” . يجعل من ” خطورتهم ” نوعا  ، إن لم يكن للعقوبة ، على الأقل لتغيير العقوبة . مازلنا لم نكن تماما كما في الاتحاد السوفياتي ، نعاقب شخصا لأنه خطر .  و لكن الخطورة ، هذه النوعية الغامضة التي نمنحها للأشخاص ، انضافت الآن للجريمة ، و أعطت حقا إضافيا للعقوبة  . نحن نعمل على خلق المخالفة السيكولوجية  ” الجريمة السلوكية ” . سأعاقبك لأنك لست كما يلزم . لنفكر قليلا

1) إذا كانت الخطورة نوعا سيكولوجيا من بين أنواع أخرى ، فلا يلزم أن تؤدي إلى أية عقوبة ، أية إضافة للعقوبة .

2) إذا كانت الخطورة إمكانية للجريمة أو المخالفة ، فليس هناك قانون يسمح بعقوبة افتراض أو احتمال بسيط .

3) منذ نهاية الحرب الأخيرة ، صار لزاما على كل متهم أن يخضع  للخبرة الطب نفسية عقلية لكي  تقول بشأنه ، و قبل مثوله أمام القاضي ، ما إذا كان خطيرا أم لا . ليس لذلك معنى في الطب النفسي العقلي و غير مألوف بالنسبة للقانون . و على كل حال ، قرار الحكم ينبني على افتراض الخطورة .  هذا كثير ، و لكن يكفي .

4) غير أن قانون 1975 يسمح للإدارة السجنية بتغيير مجرى العقوبة ووضع المتهم في مركز للحجز حيث يخضع لمراقبة دقيقة و شاملة ، إذا اكتشفت فيه ” خطورة ما ” . خطورة لا تتكشف مع الجريمة ، و لكنها مثارة و محرض عليها من قبل السجن . وإذن ، فإذا كان السجن يخلق الخطر الذي هو متعلق به ، فإن السجن هو ما يلزم التخلص منه 
5) أخيرا ، للمدير الحق ، في أصغر مركز حجز احتياطي ، وضع كل متهم تحت مراقبة دقيقة و شاملة ، حتى قبل عرضه على المحاكمة ، حتى لو لم يتم إثبات خطورته من قبل خبير . فقط لأنه يعتقد بأن هذا الفرد هو خطير داخل السجن الذي يديره  . و إذن فسجنه و الطريقة التي يدبره بها ، هما ما يخلق الخطورة . العدالة و القانون تودان إذن أن يكون المدير هو وحده الذي يتحمل المسؤولية .
خلاصات  : إذا كان السجن يخلق الخطر ، فإنه من الصحيح و المشروع  التخلي عنه . إنه ضروري ، على كل حال ، إذا أ ردنا ألا نصير نحن أنفسنا خطيرين . لا يلزم على كل واحد أن يكون متواطئا مع أولئك الذين يعرضونه طواعية ليصبح خطيرا  .

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا