لاحظت في مختبري أن المرأة تتمتع بذكاء قوي
وبصيرة استثنائية ومن الواضح أنها تحلم ولكنها تظل واقعية للغاية بفضل قدراتها
الهائلة على التكيف مع ظروف الحياة الصعبة وأرى هذا عند كل من النساء الريفيات
والحضريات.
أما المرأة تتقدم بشكل معقول مع أقصى قدر من
الأمن، خطوة بعد خطوة بينما الرجل يحاول أن يقفز جميع الطوابق على الفور بطريقة
صبيانية وهذا هو السبب الذي يجعله يفشل باستمرار ونلاحظ جيدا هذه الظاهرة في مجال الحكم السياسي وإدارة
المؤسسات التعليمية والصحية والاقتصادية.
لقد مُنحت المرأة من الطبيعة طاقة تحَمل تفوق
بكثير طاقة الرجل ونجد حاليًا الشرطية والدركية
والوزيرة ورئيس الدولة والأستاذة وكاتبة العدل (العدول) والقاضية وسائقة
سيارة الأجرة والحافلات والشاحنات والعسكرية وحارسة السيارات والتاجرة والصناعية
وراعية المواشي وطيار الخطوط الجوية والمهندسة والميكانيكية وقبطان الباخرة
والفلاحة... ومن اللافت أن النساء ينجحن دائمًا في مشاريعهن ويبقى عملهن رائع!
وتفوُّق المرأة في جميع المجالات معروف منذ
بداية الإنسانية وبعد أن لاحظ الرجل ذلك وخوفا من قوتها الهائلة قام باختراع ثلاثة
أسلحة هائلة وعديمة الفائدة تمامًا للسيطرة عليها وقمعها:
1- الصيد
لاحظ الرجل جيدًا أن المرأة تتمتع بالحكمة
والبصيرة وعليها أن تحمي أولا وقبل كل شيء أطفالها ولن تغامر أبدًا في الغابة
لمطاردة المخاطرة بحياتها وتترك أطفالها يتامى. ولكي يُظهر لها عدم قدرتها وضعفها
أمامه، قام باختراع الصيد ليبرر دوره الهام ولولاه لماتت هي وأبنائها من الجوع.
ويبقى هذا الاختراع عديم الفائدة لبقاء الإنسان
على الحياة لأن الأرض تنتج كل ما يحتاجه جسدنا. ومن الواضح أن المرأة كانت تشتغل
بمهارة في الفلاحة وتعتني في نفس الوقت بأطفالها جيدًا وهذا ما أخاف الرجل لأنه
لاحظ أنها قادرة على إنتاج ما يضمن تغذيتها وأطفالها وأن لا حاجة لها به ولهذا
اخترع حينئذ الصيد سواء في البحر أو البر.
2- الدين
المرأة موهوبة بالفطرة السليمة وبالتالي كانت
مصدر الحكمة في جميع المجموعات العرقية في العالم منذ العصور القديمة وكانت خبيرة
مثلا في علاج الأمراض وحل كل المشاكل في القرية. ولهذا خاف الرجل من تفوقها
المعرفي ونفوذها في الحياة الاجتماعية ورأى أن الصيد لم يعد كافياً للسيطرة على
المرأة وحينئذ قام باختراع الدين والآلهة وحوّل حكمة وخبرة المرأة إلى أعمال السحر
وجعلها نجسة بسبب الحيض أي مما هو طبيعي!
علاوة على ذلك قد نتساءل لماذا حتى اليوم لا
نجد أي امرأة نبية أو رسولة أو حتى على
رأس الشؤون الدينية في جميع الأديان وفي جميع البلدان؟ لماذا إذن؟ ورغم أن الدين
يهم أمرها فهي لا تزال غائبة في القيادة الدينية
ويبقى الرجل هو المسئول عنها ويقرر كل ما يتعلق بشأنها مثل طريقة لباسها وحريتها
في الشغل.
3- الحرب
ولكي يطور عملية السيطرة على المرأة وبقائها
تحت قبضته، اخترع الرجل الحرب والاستعمار ليبعد المرأة ويضعفها أكثر لأنه يعرف
أنها لن تأخذ السيف أبداً وتترك أطفالها يتامى ولأنها كانت حكيمة وتتوصل دائما إلى
حلول سلمية. وللعلم ليس هناك امرأة وراء اختراع
الأسلحة المدمرة!
لحسن الحظ أن العِلم موجود ومع تقدمه يُظهر لنا
حاليًا وبفضل الصور العصبية الإشعاعية أن
دماغ المرأة يختلف تمامًا عن دماغ الرجل وأنه ينضج مبكرًا مقارنة بدماغ الذكر
ويعمل بشكل مختلف ولديه مهارات معرفية
تتجاوز مهارات ذهن الرجل. ومن السخف علميًا أن نقول في الوقت الحاضر إن النساء
أدنى وأقل ذكاءً من الرجال. وإلى جانب ذلك
تُظهر النتائج الأكاديمية والجامعية بوضوح تفوق الأنثى على الذكر بكثير!
تخيلوا الآن إذا كانت النساء تدير العالم
بالكامل، فهل تعتقدون أنه سيكون لدينا حروب وفقر وبؤس وديكتاتورية وأمية وظلم
اجتماعي؟
الدكتور
جواد مبروكي، طبيب نفساني، باحث وخبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي