فقدت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان يوم السبت 25 يوليوز 2020، الأستاذ محمد الحلوي الذي يعتبر من بين الشخصيات الحقوقية الوطنية التي عملت على تأسيس المنظمة في 10 دجنبر1988، حيث ساهم في قيادتها من خلال عضويته في الهيئات التقريرية لمدة سنوات.
كان الفقيد قريبا من المناضلات والمناضلين وعموم المواطنات والمواطنين أينما كان موقعهم، تحلى بخصال قلما جمعت في شخص واحد، منها الحكمة والهدوء وحسن الإصغاء وبعد النظر واحترام مبدأ الاختلاف، كانت له حنكة ودراية تنظيمية ومواقف قوية في اللحظات العصيبة ... مما جعله محبوبا ومحترما من طرف جميع الأطياف السياسية والثقافية وقد طبع ذلك جميع مساراته التي عاشها والتي منها:
مسار سياسي جعله دوما قريبا من القيادات الحزبية للاتحاد الوطني للقوات الشعبية والاتحاد الاشتراكي وكذا بالنسبة للحركة التقدمية والوطنية ببلادنا؛
مسار نقابي منذ أن ولج الجامعة حيث احتك بمختلف الفصائل المكونة للاتحاد الوطني لطلبة المغرب مما جعله يحتل قيادتها مع القادة الأوائل لهذا التنظيم...
مسار مهني كمحام في الوقت الذي كانت هيئة المحامين في الصف الأمامي لمواجهة التسلط والقمع بالدفاع المستميت عن حقوق الانسان...
مسار حقوقي وظف فيه خبرته المهنية والثقافية والسياسية والتنظيمية المتعددة والمتنوعة من أجل انبثاق فكرة تأسيس المنظمة المغربية لحقوق الانسان في العاشر من دجنبر 1988، و سهر على أن تستفيد المنظمة المغربية لحقوق الانسان من قدراته وحنكته في تدبير الاختلاف وخلق التوازنات لمصلحة النهوض بحقوق الانسان وحمايتها باستقلالية تامة عن الدولة والأحزاب السياسية والتيارات الفكرية والثقافية طيلة أكثر من عقد ونصف من الزمن، حيث بقي حاضرا وموجها في كل مؤتمراتها، واضعا لمساته المضيئة في وثائقها التنظيمية ووثائقها الاستشرافية للمستقبل أساسا في طي صفحة ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان وبناء مسار العدالة الانتقالية في المغرب وفي ترسيخ التعددية الفكرية والثقافية والسياسية في أجهزتها.
حسن العزاء وجميل الصبر إلى أبناء وعائلة الفقيد، وإلى كافة رفاقه ومعارفه. وتحية وسلاما عليه. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
في 26 يوليوز 2020