ظفر الكاتب السوداني عبد العزيز بركة ساكن، بجائزة “الأدب العربي 2020”، التي أنشأها معهد العالم العربي ومؤسسة “جان لوك لاغاردير”، عن روايته “الجنقو، مسامير الأرض”، عن دار النشر “زولمة”، والتي ترجمها من العربية إلى الفرنسية المترجم كزافيي لوفا.
أشادت لجنة تحكيم النسخة الثامنة لجائزة “الأدب العربي”، والتي ترأسها كل من بيار لورا وألكسندر نجار، وتتكون من شخصيات من عالم الفنون والثقافة، بالإضافة إلى متخصصين من العالم العربي، بجودة رواية “الجنقو، مسامير الأرض” لعبد العزيز بركة ساكن، حيث جاء في بيانهم أنها رواية مدهشة، جمع فيها الكاتب بين الحيوية والقوة السياسية، ومزج أيضا بين الجدية والفكاهة في حبكة مبنية بمهارة شديدة. كما أشادت هيئة لجنة التحكيم أيضا، بالترجمة الممتازة لكتاب كزافيي لوفا، لتعود وتؤكد على أنها أرادت أن تكافئ “رواية مؤثرة، مكتوبة بشكل جيد للغاية، تحكي قصة خسارة مزدوجة: للبلد والوالد”. بدوره، أكد السيد جاك لانغ، مدير المعهد العالم العربي، على جودة الكتاب الحائز على جائز المعهد للسنة الجارية، وهو “الجنقو، مسامير الأرض” لعبد العزيز بركة ساكن، مضيفا أن هذا الكتاب تملؤه روح الدعابة التي يتمتع بها المؤلف، والتي استطاع أن يفرضها حتى في قلب الظلام، لينضم إلى المغامرة العظيمة للأدب الانساني. للإشارة، ولد عبد العزيز بركة ساكن عام 1963 في السودان. له العديد من الروايات والمجموعات القصصية، من بينها: “مسيح دارفور”، “الرجل الخراب”، “العاشق البدوي”، “رماد الماء”، “الطواحين”، وقد تعرض بعضها إلى الحظر مثل روايته “الجنقو، مسامير الأرض” التي نشرها سنة 2009 بالسودان، وصدرت بفرنسا سنة 2020، حيث يقيم الكاتب السوداني حاليا.
عقب فوزه، صرح الكاتب السوداني عبد العزيز بركة ساكن قائلا؛ “هذه الجائزة المرموقة التي نالها قبلي كتاب مهمون، مثل جبور الدويهي أو سنان أنطون، هي بلا شك تتويج لروايتي (الجنقو، مسامير الأرض)”، وتابع “أعتقد أن هذه الجائزة جاءت في الوقت المناسب تماما، لأن روايتي تحكي عن التسامح الديني والحب والإنسانية، رغم أننا نعيش الآن في عالم تمزقه صراعات الهوية العنيفة، أو ما يسمى بصدام الحضارات. تشكل الجائزة أيضا دعما معنويا وماديا في كفاحي من منفى إلى آخر”. تحكي رواية “الجنقو، مسامير الأرض” التي حصل بها كاتبها على جائزة الطيب صالح للرواية في دورتها السابعة (سنة 2009) عن الإنسان، بفقره وضعفه وآلامه، بأخطائه وخطاياه، تتحدث عن العمال الموسميين “الجَنْقُو” الذين تركوا قراهم الفقيرة بحثًا عن لقمة العيش، وأملًا في العودة بثروة صغيرة تغير حياتهم، وفي سبيل ذلك، يقبلون أن تطحنهم تروس الحياة الخشنة مرات ومرات، في مزارع السكر وحقول السمسم والمصانع ذات الآلات الرثَة، فتتغير أعمالهم وأسماؤهم خلال شهور السنة؛ فهم “الجنقو” و«الفَحامون” و«كَاتَاكو” دون أن يغيب عنهم الشقاء لحظة، فلا يجدون مهربا إلا قرية “الحلة”، حيث تُغرَق الآمال والهموم في أقداح الخمور الرخيصة وأدخنة الحشيش السيئ، التي يتشاركونها في الليالي الطويلة مع نساء بائسات يعرضن أجسادهن لقاء قروش قليلة، وبدلا من أن يعود “الجنقو” مرة أخرى لأهاليهم بعد شهور العمل الشاق، يقررون أن يبقوا في الحلة، فمالهم تبدَد وكذلك شطر كبير من العمر.
كما تحصل عبد العزيز بركة ساكن أيضا، على جوائز أخرى هي جائزة “بي بي سي” للقصة القصيرة على مستوى العالم العربي 1993 عن قصته: “امرأة من كمبو كديس”، وجائزة “قصص على الهواء” التي تنظمها “بي بي سي”، بالتعاون مع مجلة العربي عن قصتيه “موسيقى العظام” و«فيزياء اللون”، وفي 2013، قرر المعهد العالي الفني بمدينة سالفدن سالسبورج بالنمسا، أن يدرج في مناهجه الدراسية روايته “مخيلة الخندريس” في نسختها الألمانية التي ترجمتها الدكتورة إشراقة مصطفى عام 2011.