منذ صباح الجمعة 13 نونبر 2020، تاريخ إقامة القوات المسلحة الملكية طوقا أمنيا بمعبر الكركرات لإنهاء جزء من استفزازات وحماقات البوليساريو، صار هذا المعبر محطة اهتمام الإعلام الدولي، وأصبح العالم يشاهد باستمرار لافتة على جدار المعبر كتب عليها بالعربية يتوسطها العلم الوطني تحتوي على الجملتين التاليتين:
المملكة المغربية
تخيلت تلك الجدارية مكتوبة باللغتين الرسميتين للبلاد: الأمازيغية والعربية، في قلب تلك اللافتة علمنا الوطني الجميل، ترسم لوحة فاتنة تنعكس على أعين المارين العابرين لحدودنا الجنوبية في اتجاه العمق الإفريقي.
في ذلك كل الوفاء لكلمة الكركرات ذات الأصول الامازيغية، التي تعني أكوام من الحجر.
إن الثنائية اللغوية التي سنرسمها على جدارية المعبر الحدودي الكركرات، تأكيد للتنوع الثقافي الذي ميز بلدنا عبر التاريخ وعبر كل الجغرافيا، وتثبيت لسياسة عمومية قائمة على تدبير التنوع المغربي مما يقوي تماسكنا الاجتماعي ويبعد عنا بلاء الانفصال كما هو الحال اليوم في إسبانيا والجزائر…
ينطوي ذلك على رسالة يوجهها وطننا الرائع إلى العالم بأنه وفي لالتزاماته الدستورية، وحريص على تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية من شمال المغرب الى جنوبه وفق ما هو وارد في الفقرة الخامسة من الدستور.
في كتابة معبر الكركرات بتيفيناغ رسالة قوية لمن حاول أن يؤسس وهم “الجمهورية الصحراوية العربية” على أرض تنطق وتنضح بالأمازيغية كما هو حال الكركرات، أوسرد، الكويرة والقائمة طويلة، كما هو شأن باقي أنحاء وطننا الشاسع.
ستمثل هذه الخطوة أكبر من مجرد إجراء بسيط، ستحمل في دلالاتها إشارات قوية على أكثر من مستوى، وترمز إلى دولة منسجمة مع قراراتها، مع تاريخها، مع جغرافتيها، مع شعبها، مع ديبلوماسيتها.
انتقل الى المعبر الحدودي بالجنوب المغربي عدد كبير من الفاعلين السياسيين والمثقفين المغاربة أخذوا لأنفسهم صورا تحت لافتة مدخل الكركرات، سيشكل حرف التيفناغ رسما ووسما لالتفات المغاربة والتفافهم حول التعددية اللغوية المغربية التي ستحضنها لافتة المعبر الحدودي الكركرات.
فالمبادرات المفعمة بالحس الوطني تضل صالحة حتى وإن تأخرنا بعضا من الوقت، فأن نصل متأخرين خير من ألا نصل أبدا.
الدولة قد تأخرت في الإنصات للحركة الأمازيغية في النهوض بالأمازيغية لكن بعد حين أصبح المغرب نموذجا يقتدى به.
التفاعل مع قناعة انتمائنا الافريقي ظل قناعة راسخة في ادبيات الحركة الامازيغية الدولة بدورها سرعان ما صارت في هذا الاتجاه بإرادة أكبر. مما زكى نضج وواقعية الخطاب الامازيغي. كانت الحركة الثقافية الامازيغية محطة انتقاد وهجوم كبيرين حين طالبنا بالاهتمام بالمكون العبري بالمغرب، مع مرور الوقت الدولة المغربية استوعبت اخيرا الواقع التاريخي لليهود المغاربة الذين عاشوا في المغرب منذ 586 ق.م فأقرت الاعتراف الدستوري بالكون العبري في دستور2011، وجددت العلاقات مع إسرائيل في نهاية 2020 .
فهل ستدرك الدولة عمق البعد الامازيغي في صحراءنا المغربية بدءا بإجراء بسيط هو كتابة جدارية معبر الكركرات بالشقيقتين الامازيغية والعربية.
احمد زاهد، عضو لجنة البيان الامازيغي.