أعلنت إدارة الآثار في متاحف قطر اكتشاف بقايا أثرية في مدافن "العسيلة"، أحد أقدم المواقع التاريخية القطرية، على بعد 12 كيلومتراً شرق مدينة أم باب.
وذكرت صحيفة "العرب" المحلية، يوم الثلاثاء، أن التنقيب المبدئيّ كان في إحدى المقابر، التي يرجع تاريخها إلى ما بين العامين 300 قبل الميلاد و300 ميلادية.
وأشارت إلى أنه بالرغم من سرقة المقابر في العصور القديمة فإن فريق إدارة الآثار تمكّن من اكتشاف بقايا لشخصيات هامة دفنت في مقابر واسعة بُنيت بعناية في قمة تل، ودفن معهم بعض من مقتنياتهم الخاصة مثل سيف وبعض الأدوات المعدنية وأقراط ذهبية.
ولفتت إلى أنه عُثر أيضاً على هيكل عظمي لناقة وصغيرها مدفونين كقربان في غرفة حجرية متصلة بإحدى المقابر البشرية. وسوف تخضع البقايا البشرية لتحليلات أنثروبولوجية وجزيئية متقدمة، ومن ذلك دراسة المواد الوراثية القديمة، حيث تهدف تلك العملية إلى فهم أنماط الهجرة، والعادات الغذائية للأشخاص الذين عاشوا في هذه المنطقة في العصور الغابرة.
وأوضح أحمد موسى النملة، الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر: "يُمهد الاكتشاف الأخير في العسيلة الطريق لفهمٍ أعمق للحضارات القديمة، مما سيمكن متاحف قطر من تتبع أثر تلك الحضارات في تشكيل تراث قطر. يشرفنا أن نكون قادرين على القيام بهذا العمل الأثري المهم لدعم الحفاظ على تاريخ قطر وتقاليدها".
من جانبه قال فيصل النعيمي، مدير إدارة الآثار في متاحف قطر: "تُعد أعمال التنقيب من مهامنا الأساسية في إدارة الآثار بمتاحف قطر، فالأراضي القطرية زاخرة بالمواقع الأثرية التي تحمل شواهد كثيرة تدل على الاستيطان البشري الضارب في عمق التاريخ لهذه المنطقة، لا سيما المقابر".
وأضاف: "يأتي عملنا في موقع العسيلة في إطار خطة منهجية مستمرة منذ سنوات للكشف عن آلاف المدافن في مختلف أنحاء قطر بهدف تكوين تصور عام عن طبيعة حياة السكان الذين استوطنوا هذه المنطقة في العصور القديمة، وستسهم الآثار التي اكتشفناها بعد خضوعها لتحليلات دقيقة ومتطورة في تحقيق هذا الهدف الذي ينسجم مع غايتنا الكبرى وهي الحفاظ على التراث القطري واكتشافه وتوثيقه، وربطه بحاضرنا الذي نعيشه".
وتُعد مقابر العسيلة أحد مواقع الدفن العديدة التي تسعى متاحف قطر لاستكشافها في إطار برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي.