-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

الشرق الحرام جديد الكاتبة والإعلامية لينا أبو بكر


عن دار فضاءات للنشر والتوزيع صدر حديثًا، للكاتبة الأردنية البريطانية ،  لينا أبو بكر، والمقيمة في بريطانيا، كتاب الشرق الحرام، ويقع الكتاب في 180 صفحة من القطع المتوسط.

شاعرة وإعلامية تفيض تمردًا، ولا تحدها قوالب جاهزة، فهي دائمة التجاوز لكل ما يصبح اعتياد، تبحر ضد التيار ولا تخشى الخسارات، فالقيمة الأولى لديها هي كينونتها وحقيقية ما تكتبه.  مليئة بالبراكين رغم وداعة ملامحها، فما أن يصهل قلمها حتى يتلمس كثيرون رؤسهم قبل أن تتلمس المفردات وهج التفجر الذي تحدثه الكاتبة، كلما أقلعت مراكبها إلى إبداع النص. منحازة للحياة، للإنسان، وللحقيقة.

وليس أبلغ مما جاء في تقديمها للكتاب ليتحدث عن ماهيته، حيث تقول:

هذه كتابة جديدة، تُشرع الباب لأفكار إبداعية مختلفة لم تغزُ بعد الشرق العربي كبزنس ثقافي، طالما أنّ عنصر التكثيف اقتصر على التقنيات الأسلوبية للأنساق الشعرية على تنوعها، بينما ظلتْ الكتابة النقدية والتأملية للسياق التاريخي والسياسي والاجتماعي، كتابة فضفاضة ومستفيضة، لا تَسْتَهْوي قارئًا عجولاً، يَضيق بالإفراط اللغوي؛ في زمن الوجبات الثقافية السريعة التي تتيحها الشبكات العنكبوتية بخدمة مفتوحة ومجانيّة، تشبع مساحته الافتراضية.

غاب الكتاب وتكرست العبارة، كبضاعة التنزيلات فوق قارعة الفضاء العنكبوتي... عبارات يتيمة بلا سند مرجعي ولا علامة تجارية، ما أدّى إلى حرمان الكتاب من مهمته المقدسة في التوثيق الاحترافي للعبارة، وفي ترويض النهم الإلكتروني -السريع الهضم - بما يلبي حاجة القارئ ضمن ظرفه التكنولوجي، دون أن يخدش قيمة المحتوى، أو يخضعه لمتطلبات العصر المسطحة، التي لا تركز على الجوهر بقدر ما تهرول وراء الأكثر إثارة، مهما رخصت مضامينه واضمحل عمقه التعبيري.

من هنا جاءت فكرة "الشرق الحرام"، على اعتباره حكمةً سوداء، لها عناقيدها النجمية التي تشتبك بالتكثيف والإِسْرارِ وتندمج بالاختزال والانشطار، كأنها طلقات لغوية خاطفة ونافذة، أو دروس من الحياة، أو عبرٌ مستفادة من الأحداث التاريخية والمتغيرات الراهنة، ضمن لعبة الاستحضار والإسقاط، والتهكم والإدانة، والاستعارات والكنايات، لتصل في نهاية المطاف إلى هدفها المنشود:

كهربة الوعي ببارقة الانتباه وحاسة الانْشِداه، من خلال التوغل– جيولوجيا - في الرسوبيات التأملية والزمنية للعُبْوَةِ الذهنية، واستكناه ماوراء الحقيقة وما بعد المجهول...

"الشرق الحرام"، كتابة مشحونة بالكوميديا السوداء، التي تتدفق كنافورة جمرات من فوهة تاريخية موقوتة، وقُبّة حِمَمٍ طازجة، تتبلور إلى شرارات لغوية ناسفة -أقرب إلى الهايكو الياباني، ولكن بِانزياح رؤيوي يخص عقله ولا ينتمي إلا إليه!

الكتابة عن "الشرق الحرام"، مغامرة خطيرة يمشي بها القلم على حافة الجحيم، بلا ذبذبة ميكانيكية تُفْقِد اللغة رشاقتها وثباتها فوق شفا النبضات الكهرومغناطيسية الخفية التي يتجلى بوحها بإضمارها، وهي تقبض أنفاس المعنى على رصاصة من حبر. إنها علامة لغوية مركبة، أخلصتْ لها مقالاتٌ كتبتُها على مدار عشرين عاما، ضمَّتْ عبارات اقتُبِسَتْ، واتُّخِذَتْ عناوين وشعارات لمراحل حساسة في الزمن العربي المَهيض.

"الشرق الحرام"، عاصر كوفيد التاسع عشر، وتذكر الأبد كما تخيل الأزل.. لأنه شرق زمني يحدد ارتدادُه التاريخي امتدادَه الاستشرافي، في أربعة أبواب مشرعة على اتجاه سماوي يتقاطع مع مُنحنيات الذاكرة وخطوط القيامة، بتاريخين أحلاهما مرُّ؛ فالأول: مصاب بانفصام فيروسي، والثاني: لم يُشْفَ بَعْد مِنْ مُتَلازِمة "التَّوَحّد" الأوتيزِم الثقافي، وبين هذا وذاك تتشوه المعايير والقيم، وتتحلل الكيمياء الأنثروبولوجية بين الأمم، فتضحك الحكمة من الألم.

يستقر المقام في الباب الثاني في الغابة، حيث تستلهم (عشيرة الغاب) من الحيوانات والطيور والحشرات فلسفة الانسجام والاصطدام مع الطبيعة، متنقلة بين الولائم والأضحيات من الجنات الضائعة والنساء، وبين موائد الخفافيش والضفادع السامة في "ملهى الوحوش" الذي يعج بكائنات فضائية وافتراضية، تتقاتل بالشتيمة والدسيسة، وتتفاعل بالسبعة وذمتها.... لذلك كان لا بدّ أن يكون الباب الثالث: "أسرار فوق الكتمان"، هو باب القيم والمفاتيح.

"الحرام والحريم"، آخر أبواب هذا الشرق المُحرم كإثمٍ يحرسه سجانوه مكرسين لثقافة الحرام التي تُغَيّبُ ثقافة الحلال، إلا في طقوس الذبح الشرعي، وجرائم الشرف، والاحتلال المُحلَّل!!!

أما جهنم لاند، فيشعل سعيرَها كيدُ الساحرات، لما تُماهي الغيرةُ بين الأنثى والأفعى حينا، وبين التفاحة وقارورة السُّمّ حينا آخر، مع تداع مرن للتناقضات بين حراس جمهورية أفلاطون من الإخوان الجدد، وبين سدنة الحرملك الإعلامي من العلمانيين العرب.

وبين المحرمات والمحارم، والعيب في الخفاء والعلن، ينتصر أدب الخلود على أدب العدم، ويترفع الشهداء عن حروب الإخوة الاعداء، ليستقر مجد السماء في فلسطين.

السيرة الذاتية

لينا أبو بكر

-      صحفية، شاعرة وكاتبة فلسطينية، أردنية

v  المؤهلات العلمية:

-      الكتابة في الصحافة الجزائرية ضمن الملاحق الخاصة بالأسرى الفلسطينيين.

-      معدة ومخرجة برنامج "أدب الخلود" الذي يوثق لذاكرة الشهداء والأسرى.

-      مؤسسة ومحررة جريدة "أسرانا" الإلكترونية الصادرة من لندن (2012-2014)، باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية.

-      كاتبة عمود صحافي في جريدة القدس العربي/ لندن (2000-2019).

-      الكتابة في النقد الأدبي والمسرحي والسينمائي في عدة منابر مثل: جريدة الاتحاد ومجلة الدوحة ومجلة الشارقة.

-      رئيسة اللجنة الثقافية في المنتدى العربي البريطاني، 2011-2012.

-      رئيسة اللجنة الإعلامية في الجالية الفلسطينية، 2012-2013.

-      رئيسة اللجنة المنظمة لمؤتمر الأسرى الدولي في لندن 2013.

-      مشاركة في برامج حوارية وتحليلية للشأن السياسي على البي بي سي العربية وقنوات فضائية أخرى.

-      مشاركـــة في دورة معجم البابطين الشعري بـاريس "شوقي ولامارتين" 2006.

-      ناشطة في الحقل الأدبي والسياسي المتعلق بالشأن الفلسطيني عبر ندوات، وأمسيات شعرية ومظاهرات تنظمها الهيئات الحقوقية والإنسانية في المسارح البريطانية والكنائس والساحات العامة.

-      رئيسة اللجنة الثقافية في الملتقى العربي البريطاني 2011-2012

 

v  صدر للمؤلفة:

-      حجر الموشكا - سرير الذئاب، ديوان شعر صادر عن دار الأهلية للنشر والتوزيع – 2020.

-      خلف أسوار القيامة، ديوان شعر صادر عن دار الساقي - بيروت / 2005.

-      المحارة الجريحة، ديوان شعر صادر عن وزارة الثقافة الأردنية / 2000.

 

 

 

 


عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا