-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

كورونا وفكرة هزيمة الخوف من الموت أندرو دويل


 لم نعد قانعين بقبول الموت كجزء لا يتجزأ من الحياة. فهل يمكنّنا فيروس كورونا من تكوين موقف أكثر واقعية إزاء فكرة الفناء؟

أدهشتني طريقة موتي بطرافتها. حدث ذلك وقت العطلة الصيفية في المدرسة الداخلية قرب إيبسويتش، إنكلترا، حيث أقوم بالتدريس منذ عامين. كان المكان مهجورًا سوى من بعض أعضاء هيئة التدريس، الذين لم يكن لديهم مكان أفضل يذهبون إليه. وكنتُ أقوم بنزهة قريبًا من السور البحري جنوب المدرسة، وهو حاجز ترابي طويل تم بناؤه لمنع فيضان المياه. مأخوذًا برغبة غير معهودة بالمغامرة، انحرفتُ يومها عن طريقي المعتاد، وانعطفتُ بدلًا من ذلك إلى طريق متعرّج في الرمل الرطب يمتد حتى مصب نهر ستور. عند خطوتي الثالثة، أو الرابعة، بدا كما لو أن الأرض انخسفت بي، وغارت رجلي حتى الركبة في كتلة مشبعة بالماء. غير أن ذلك لم يردعني، فأخذتُ خطوة أخرى. هذه المرة، غُمرت رجلي الأولى بالكامل، وبدأت الأخرى تغوص أيضًا. وقبل أن يمضي وقت طويل كنتُ عالقًا، غارقًا حتى خصري في ما يشبه المستنقع، كما لو أن الأرض كانت تحاول أن تبتلعني.
لا أعتقد أني بقيت هناك لأكثر من نصف ساعة، لكن بدا لي أن المد كان يقترب بسرعة كبيرة نسبيًا. وكنتُ أعرف أن الماء سيرتفع في آخر الأمر ليغمرني حتى رأسي. هكذا صرتُ مقتنعًا لبعض الوقت أنني كنت أعيش لحظاتي الأخيرة. كان احتمال أن يهيم شخص ينزّه كلبه حتى هذا المكان البعيد عن حرم المدرسة احتمالًا ضئيلًا، ولذلك لم أكلّف نفسي عناء الصراخ. ولسبب ما، كان حدسي يملي عليّ بأن أبتسم، بدلًا من أن أهلع. شعرتُ كذلك ببعض الراحة لعدم وجود أحد في الجوار ليشهد إذلالي هذا. كم هو عبثيّ، فكرت، أن أموت بهذه الطريقة التافهة للغاية قرب نهرٍ في إيبسويتش، مغروزًا حتى نصفي في الأرض، عاجزًا عن فعل شيء سوى انتظار الغرق بصبر.

التفاصيل


عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا