هذي الحياةُ كلامٌ بينَ صمتَينِ
حتى اللقاءُ بها ضربٌ من البَينِ
أبا العلاءِ لقد كلَّت بصائرُنا
وأنتَ وحدَكَ فينا قُرَّةُ العَينِ
إنَّ البلادَ التي ما بينَ نهرَينِ
صارت تُسمّى بلاداً بينَ سيفَينِ
والنخلُ ما عادَ للأشجارِ سيّدَها
ولا استطابَ مَقيلٌ في الفُراتَينِ
كانَ العراقُ كبيتِ الشِّعرِ مُؤتلِفاً
فأشعَلوا فتنةً ما بينَ شطرَينِ
وكلّما ضجِروا نادَوا بتسميةٍ
أُمَّ المعاركِ أو أُمَّ الشهيدَينِ
أبا العلاءِ وضاعَ الحُلمُ واحتجبَتْ
شمسُ النهارِ وصارَ الليلُ ليلَينِ
ضاقت علينا بلادُ (اللهِ) ما رحُبَتْ
كما يَضيقُ بأرضٍ صاحبُ الدَّيْنِ
وتلكَ (هاجَرُ) تسعى بينَ تلَّينِ
وتلكَ (ثَنوَةُ) تسعى بينَ قبرَينِ
ومن تلقّاكَ عند الصبحِ مُبتسِماً
تلقاهُ في الليلِ نالَتْهُ يدُ الحَيْنِ
من فَرْطِ ما وضعُوا في الوجهِ أقنعةً
صِرْنا نُباهي بأصحابِ القِناعَينِ
لَكَمْ أُحِسُّ بأنّي لسْتُ من زمني
وأنّني وبلادي كالغريبَينِ
أتعبْتُ ظلِّيَ في الأسفارِ يَسنُدُني
كأنّنا طائرٌ مُدمى الجناحَيْنِ
والحبُّ يأتي على قلبٍ فيَصدَعُهُ
فكيفَ بي وأنا قلبي بقلبَينِ!
وكُلّما ذُقْتُ منها قُبلةً طلبَتْ
شفاهُها غُنُجاً ثِنتَينِ ثِنتَينِ
- شاعر من العراق