أطلق "مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة" في تونس (الكريديف)، حملة توعوية، بهدف مناصرة القيادة والمشاركة السياسية للنساء ونفاذهن إلى مواقع القرار، تحت شعار " السياسة موش كان للرجال، والكوجينة مش كان للنساء"؛ أي السياسة ليست للرجال فقط، والمطبخ ليس للنساء.
تتواصل الحملة إلى غاية 12 مايو/ أيار الجاري، وتنقسم إلى قسمين؛ جزء يركز على تعزيز الجانب السياسي، وآخر يسعى لكسر الصورة النمطية التي تحصر دور النساء في الطبخ، خاصة خلال شهر رمضان.
وقالت المديرة العامة لـ"مركز البحوث والدراسات والإعلام حول المرأة"، نجلاء العلاني لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ "الحملة تأتي في سياق خاص ويكمل الشعاران بعضهما البعض، فالمطبخ ليس للنساء والسياسة ليست للرجال فقط، هذا الدور تشاركي بين أفراد الأسرة، والتقسيم النمطي غير مقبول".
وتابعت أنّ "الحملة من أجل دعم مشاركة المرأة في الحياة العامة وفي مواقع القرار، وتم إطلاقها عبر موقع المركز لأنّ الوضع الصحي بسبب أزمة كورونا حال دون القيام بأنشطة ميدانية".
وأفادت العلاني، بأنّ "مركز البحوث والدراسات والإعلام حول المرأة" هو مؤسسة بحثية وعلمية، يعتمد على بحوث يتم تطويعها في سياق معين لاستهداف جمهور واسع من التونسيين، مؤكدة أنه لا بد من التأكيد على أهمية انخراط المرأة في الشأن السياسي وعلى قدرتها في تحقيق الإضافة، وسيتم للغرض نشر مقاطع فيديو بعنوان "سياسة هن" لمناصرة النساء، والمطالبة بالمساواة مع الرجال في مواقع صنع القرار.
وأوضحت أنّ "الرجال يحتكرون مواقع القرار السياسي، رغم التشريعات والقوانين والدستور الذي حث في فصله 46 على مشاركة المرأة"، مذكّرة بالقانون 58 لسنة 2017 والفصل 3 منه، والذي يؤكد على ضمان حق النساء في الحياة السياسية، "إلا أنّ هذا الدور غير مفعّل"، وفق قولها.
وشددت العلاني على أنّ "السياسة مجال مشترك بين الجنسين، ومن خلال هذا التشارك يتم الدفع بتقدم المجتمع، وقد حان الوقت لتنزيل بعض الشعارات الداعمة لمكتسبات المرأة، إلى حيز التطبيق وتحويل بعض العناوين من الكتب والفضاء العام إلى الخاص".
وذكّرت بمبادرة شهر مارس/ آذار الماضي، عبر تدشين 30 شارعاً وساحة في منطقة القصرين وسط غرب تونس باسم تونسيات ناشطات ومناضلات، "لأنه في الغالب يتم الاقتصار على أسماء الرجال، وبالتالي هي مبادرات وحملات لتعزيز تواجد المرأة"، بحسب العلاني.
وفي المجمل، تهدف الحملة إلى تأكيد أهمية انخراط النساء في الشأن السياسي، وقدرتهن على ممارسة القيادة التحويلية وعلى تحقيق الإضافة في مجال الحوكمة الجامعة.
وأجرى المركز عدة تسجيلات صوتية مع 23 امرأة من النساء القياديات المنخرطات في العمل السياسي ممن نشطن في إطار الأكاديمية السياسية التي أنجزها المركز سنة 2019 تحت عنوان "نساء قياديات من أجل حوكمة مندمجة" بدعم من منتدى الفدراليات والحكومة الكندية.