في السنوات الأخيرة، ومع انتشار ثقافة الـ"وان مان شو"، بات الكثير من الصحفيين في عالمنا يعتمدون بشكل كبير على الهواتف الذكية في تسجيل اللقاءات الصحفية وتحرير الفيديوهات والصور وحتى كتابة المقالات وتجهيزها للنشر، ما جعل عملية الحفاظ على الهاتف من التجسس والاختراق وحمايته من السرقة ليست مجرد رفاهية، بل أمرًا ضروريًا لا يمكن التهاون فيه.
شبكة الصحفيين الدوليين ستعرض عليكم في السطور التالية مجموعة مهمة من النصائح التقنية القادرة على مساعدتكم في حماية هواتفكم الذكية.
"سواء كان هاتفكم يعمل بنظام "أندرويد"، أو "آي أوه إس"، من المهم أن تؤمنوا أن الوعي التقني أهم بكثير من نوع الهاتف أو سعره"، هكذا يقول لشبكة الصحفيين الدوليين عصام أحمد، مهندس الاتصالات المصري ومؤسس مشروع "لقيت (وجدت) موبايلي"، وهو منصة إلكترونية هدفها نشر الوعي بحماية الهواتف من عمليات الاختراق، ومساعدة أصحابها في العثور عليها في حال فقدانها.
لكن بحسب "أحمد" فهناك عدة خطوات لحماية الهواتف من مختلف الأنواع، على رأسها اختيار كلمة مرور قوية للهاتف لا يمكن تخمينها بسهولة، إضافة إلى الاهتمام بتحديث كافة التطبيقات على الهاتف بشكل دوري، ويشرح أكثر قائلًا إن "شركات التطبيقات حين تعثر على مشاكل أو ثغرات أمنية في تطبيقاتها تقوم بتوفير تحديث جديد يوفر حماية أكبر، لكن بعض المستخدمين لا يهتمون بتحميل هذا التحديث متصورين أنه أمر غير ضروري، لذلك من المهم تفعيل خاصية التحديث الأوتوماتيكي للتطبيقات من إعدادات المتجر الإلكتروني على الهاتف".
النصيحة الثانية التي يشدد عليها مؤسس "لقيت موبايلي" هي عدم الضعط على أي روابط تصل لنا من أشخاص لا نعرفهم، مهما بدا لنا أن الرابط سليمًا، ويرى "أحمد" أنه بصفة عامة يفضل عدم الضغط على أية روابط تصلنا في رسائل حتى من أصدقاء مقربين إلا بعد أخذ نسخة من هذه الرابط ووضعها على موقع فيروس توتال للتأكد من مدى أمانها وأن الضغط عليها لن يسبب اختراق للهاتف بأي شكل.
نصيحة أخرى يطالبكم "أحمد" بالاهتمام بها، وهي عدم تحميل تطبيقات سوى من متاجر تحميل التطبيقات الرسمية على الهواتف، وهي في حالة الهواتف الأندرويد "بلاي ستور"، وفي حالة هواتف الـ آي أوه إس "الآب ستور"، مشددًا على الخطورة الكبيرة لتحميل تطبيقات من مصادر أخرى، حتى لو كانت تزعم أنها توفر لكم التطبيقات المدفوعة بشكل مجاني، وهنا يؤكد "أحمد" أن بعض التطبيقات قد تبدو لكم ظاهريًا إنها لا تسبب أي ضرر لهواتفكم، لكنها في الحقيقة تجمع بياناتكم الشخصية، كما أن بعض التطبيقات غير الرسمية تختفي من على الهاتف بمجرد تحميلها، حتى لا تعطي للمستخدم فرصة لحذفها في أي وقت.
من المهم أيضًا أن تفكروا قليلًا قبل إعطاء تصريح لأي تطبيق بالدخول على الكاميرا أو المايك أو معرض صوركم على الهاتف، فواحدة من المشاكل التي لا يهتم بها بعض المستخدمين هي عدم قراءة التصاريح المطلوبة للتطبيق والضغط على خانة التالي أو أوافق بشكل أوتوماتيكي، على سبيل المثال قد يكون منطقيًا أن يطلب تطبيق لتصوير الفيديو تصريح باستخدام المايك، لكن لماذا يطلب تطبيق ألعاب تصريح باستحدام الكاميرا أو المايك أو معرض الصور؟ الأمر يستحق منكم بعض التفكير.
إضافة إلى ما سبق، يقترح عليكم "أحمد" شراء هارد خارجي واعتباره أقرب لخزينة يتم أرشفة كل بيانات الهاتف المهمة عليها بشكل دوري وعدم ترك نسخة منها على الهاتف، وهذا الأمر قادر بدرجة كبيرة على حماية بياناتكم من الاختراق، لأنها ستكون مخزنة على وسيط بدون إنترنت مما يجعلها في أمان.
وفيما يخص أرقام الهواتف المهمة، سواء كانت أرقام مصادر صحفية أو غيرها ينصحكم "أحمد" بعدم تخزينها على الهاتف أو الشريحة، والأفضل أن يتم تحزينها على جوجل درايف للتخزين السحابي، على أن يكون متصل ببريد إلكتروني له كلمة مرور قوية، مع تفعيل خاصية المصادقة الثنائية أو ما يُطلق عليه التحقق بخطوتين.
ماذا تفعل إذا تعرض هاتفك للسرقة؟
اختيار كلمة مرور قوية للهاتف صعبة التخمين هي أول خطوة يمكن أن تحمي بيانات هاتفك إذا تعرض للسرقة، وفي حال كان هاتفك من دون كلمة مرور، فيقول لك عصام أحمد إنه عليك فورًا الدخول على هذا الرابط التابع لموقع جوجل إذا كان هاتفك يعمل بنظام الأندرويد، وبعدها تقوم بتسجيل الدخول بالبريد الإلكتروني وكلمة المرور الخاصين بحسابك على جيميل، ثم تضغط على خيار Secure Device وتقوم بإدخال كلمة مرور جديدة، وفي حال كان هاتفك يحوي بيانات أهم بالنسبة لك من القيمة المادية للهاتف نفسه، فيمكنك حينئذ اختيار الخيار الثالث وهو عمل تهيئة جديدة للهاتف "فورماتينج"، لكنك إذا قمت بهذه الخطوة فلن تستطيع تحديد الموقع الجغرافي للهاتف ولكن ما زال يمكنك، إذا أردت، تقديم بلاغ رسمي لاستعادته طالما أن لديك عبوة الهاتف الأصلية.
ولحماية بيانات الهاتف بعد السرقة، ينصحكم "أحمد" بعدم بوضع شريحة ذاكرة خارجية للهاتف، لأن الشخص الذي سيسرق الهاتف سيمكنه وقتها نزعها والحصول على كافة البيانات المحفوظة عليها حتى لو قمتم بعملية تهيئة جديدة للهاتف عن بعد، ويذكركم بأن أغلب الهواتف الحالية توفر لكم مساحة داخلية كبيرة للتخزين.
أما لو كان هاتفكم واحد من منتجات شركة آبل، فيجب عليكم حينئذ تفعيل خيار عمل تهئية جديدة للهاتف إذا تم إدخال كلمة المرور بشكل خاطئ لأكثر من عشر مرات، وهذا الخيار ستجدونه بالفعل في إعدادات هاتفكم تحت بند أمان الهاتف.
وإذا سُرق هاتفكم ووصلتكم رسالة على البريد أو حتى الرسائل الهاتفية تدعي إنها من شركة آبل وتقول لكم إنه تم اكتشاف سرقة الهاتف وعليكم الضعط على رابط معين لمعرفة مكانه فاعلموا أنها رسالة من السارق الذي يرغب في أن تساعدوه عن بعد في الدخول على الهاتف.
نصائح لعمل كلمات مرور قوية لهواتفكم الذكية
ونظرًا لأهمية كلمة المرور في حماية بيانات الهواتف من الاختراق والتجسس، التقينا في شبكة الصحفيين الدوليين مع استشاري الأمان الرقمي رامي رؤوف، الحائز على عدة جوائز دولية منها جائزة البوبز العالمية في فئة التكنولوجيا من أجل الصالح العام، كيف نتعرف منه على أفضل الطرق لوضع كلمات مرور قوية للهواتف.
يقول "رؤوف" إن ضعف كلمة المرور وسهولة تخمينها من الممكن أن تسهل على أي مخترق سرقة بيانات الهواتف، لذا يجب الاهتمام بشكل كافي بإعداد كلمة مرور قوية تساعدكم على حماية خصوصيتكم وبياناتكم .
ويرى "رؤوف" أن كلمة المرور القوية لها عدة شروط، منها الطول، ويشرح أكثر أنه يجب أن تكون كلمة المرور تتكون علي الأقل من 8 إلي 10 رموز، وأنها كلما كانت أطول كلما زادت من مستوى الحماية، كما يجب أن تكون مركبة ومتنوعة، بمعنى أن تتضمن كلمة المرور حروف صغيرة وكبيرة وأرقام وأشكال ورموز مثل (! @ # $ % ,). ويقول إنه كلما كانت كلمة المرور مركبة ومتنوعة في شكلها كلما زادت صعوبة اختراقها.
يضيف "رؤوف" أيضًا أن تتجنبوا أن تكون كلمة المرور متعلقة ببيانات شخصية، مثل الاسم وتاريخ الميلاد ورقم الهاتف المحمول أو رقم الخط الأرضي ومحل الميلاد ونوع العمل وغيرها من البيانات الشخصية التي يمكن أن يخمنها المخترق للهواتف.
وينصحكم "رؤوف" بالحفاظ على سرية كلمات المرور الخاصة بكم، وعدم تخزينها بأي شكل على الهاتف سواء في ملف أو في رسالة نصية أو أي شكل آخر من أشكال حفظ كلمات السر، ويضيف أن أفضل مكان لتخزين كلمات المرور هو عقولنا فقط.
ويرى رامي رؤوف أن تجديد كلمة السر لهو أمر غاية في الأهمية، محذرًا من الإبقاء علي نفس كلمة المرور لسنين طويلة كما هو شائع، ويرى أن الأفضل هو تغيير كلمات المرور علي الأقل مرتين في العام الواحد.
وأخيرًا.. ينصحكم رامي رؤوف بتحميل نسخة مجانية من الدليل العملي لحماية هويتكم وخصوصيتكم أثناء استخدام الإنترنت والهاتف المحمول. (للتحميل، إضغط