يصدر قريبا عن دار الكتاب بتونس العاصمة وفي طبعة أنيقة ورشيقة، منتخبات قصصية قصيرة جدا للقاص المغربي عبدالله المتقي ، اختار لها من الأسماء" آيس كريم .. رجاء " .
تقع المجموعة
في 180
صفحة من
القطع المتوسط ، وتشتمل على 158 قصة قصيرة جدا ، وتزين غلافها لوحة للزجال
والمسرحي والفنان التشكيلي المغربي " ادريس لعمارتي "، أما الإهداء ،
فكان من نصيب " جمال بوطيب رائد ا للقص الوجيز بالمغرب"
كتب الروائي والشاعر التونسي لطفي الشابي تقديما للمنتخبات
وسمه ب"كالمنتظر في قلب الصحراء مواسم الثلج " نقرأ منه :" إن
الرحلة التي يشرع فيها قارئ هذا الكتاب أشبه بالتائه في صحراء بلا أفق، في قيظ
حارق ، يقف تحت أشعة الشمس ويفتح يديه و عينيه وينتظر ندف الثلج أو حبات البرد.
الصورة عبثية ، أجل ، ولكنه العبث الذي يختاره الكاتب،
ويسميه جنونا ، ويستعير من قائمة " المجانين" القدامى ، الأسماء
والحالات والإشارات، ويهذي بوصاياهم كطفل
يرى العالم من ثقب الباب، ويقول :ما أوسع العالم ،وما أشد إغراءه "
بعد التقديم ارتأى عبدالله المتقي أ يفتح شهية القارئ
بمجموعة وصايا لكتابة قصة قصيرة منها :
1-
يجب أن تعرف الكثير ، كي تكتب القليل
2-
لا ينبغي أن يكون لسانك طويلا
3-
احترس من الدهون والشحوم والمقليا
4-
احرص أن تكون قفلتك كما رصاصة يصوبها قناص جهة أنثى
النمر
5-
بعد فنجان الصباح اقرأ قصة قصيرة جدا
ل"أوغستومونتيروسو"
ونقرأ
في الصفحة الأخيرة بابا بعنوان " كتبوا .. كتبن عن خراطيش عبدالله المتقي
" ، وهو عبارة عن شهادات لمجموعة من الكتاب العرب من قبيل : د . عبدالمالك
أشهبون باحث وناقد أكاديمي من المغرب ،
فاطمة بن محمود أديبة من تونس ، د. يوسف حطيني قاص وناقد فلسطيني ، أحمد الحسين
ناقد من سوريا ، د .أمينة قصيري ناقدة من المغرب ، علي أحمد عبده من اليمن ......
وفي
الدفة الأخيرة للغلاف نقرأ قصة " أصابع الكتابة ": " العبدالله في محطة الفطار ، ينتظر جدته التي ماتت ما
يكفي،و.. يتوقف القطار، لتنزل الجدة بالكاد وتعانقه بلهفة ، و.. يصعدا السلم
الكهربائي ..
على
حافة الليل ، أمسكت الجدة بيد حفيدها وترجته :
-
احك لي حكاية "
ارتبك
العبدالله ، أحس بأظافرها تنغرس جارحة في أصابعه ، عندئد أدرك " كم عي الحكاي
مؤلمة وجارحة "
و..
انسكب العبدالله ، ندفا من نار ، علق سقفها هذه الثريا:
"
آيس كريم ... رجاء "
"