مسقط- أعلن النادي الثقافي عن تنظيم الملتقى الأول للحكواتي العُماني خلال الفترة من الثالث إلى السادس من أكتوبر القادم.
وسيضم الملتقى مجموعة من الشباب العمانيين الموهوبين في فن الحكي سيخضعون لورشة تدريبيّة في فن الحكاية للتعرف على ماهيتها ودورها وأهميتها وأنواعها وتاريخها، وكيفية جمعها وتوظيف الموثق في الحكي، كما سيحصلون على تدريب متخصص في الأدوات الفنية التي يحتاجها الحكواتي، وفي الختام سيقدمون عروضا للجمهور.
ويدير فعاليات الملتقى حكواتيون عرب متمرسون في فن الحكي على مدى أربعة أيام في قاعة النادي الثقافي بمسقط.
ويهدف الملتقى إلى تأهيل حكواتيين عمانيين شباب في فن الحكاية وتأصيل فن الحكواتي في نفوس الشباب والمجتمع والحفاظ على الحكايات الشعبية التي تختصر ثقافة عريقة.
ووضع النادي الثقافي شروطا محددة للمشاركة في هذا الملتقى والمخصص للشباب العمانيين فقط على أن يكون عمر المشارك بين 18 و30 سنة، مع أهمية أن تكون لدى المشارك مهارة فن الحكي أو الرغبة في تعلمه حيث تكون آلية اختيار المشاركين من خلال قيام المشارك بإرسال مقطع فيديو (بين 2 و5 دقائق) يقدم فيه حكاية شعبية عمانية لضمان الجدية والموهبة في المشاركة، مرفقًا معه سيرته الذاتية عبر استمارة التسجيل حيث سيقوم فريق الإشراف بإرسال هذه الفيديوهات إلى المدربين لترشيح المشاركين الذين تنطبق عليهم الشروط وسوف يُقدِّم المشاركون عروضهم في الحفل الختامي للملتقى.
ورغم تراجع مهنة الحكواتي فإنه يبقى ذلك الراوي الشعبيّ كما يُعرف في بعض البلاد العربيّة مثل سوريا. والحَكَّاء صيغة مبالغة من حكَى، ومن يقصُّ الحكايةَ والقصَّةَ في جمع من النَّاس، فالحكواتي أو الراوي أو القصّاص هو شخص امتهن سرد القصص في المنازل والمحال والمقاهي والطرقات كان يحتشد حوله الناس قديمًا، ورغم أن هذه الشخصية المثيرة بقصصها الشعبية خاصة، قد اشتهرت سابقا في بلاد الشام بدرجة كبيرة، فإنها لم تغب عن المشهد الخليجي عامة والعماني خاصة، حيث كان هناك حضور للحكواتي الذي كان حافظ التراث الشعبي اللامادي من القصص المحملة بالكثير من المعاني، والتي يؤديها بطرق تشوق سامعيها.
ويأتي ملتقى الحكواتي الأول في سلطنة عمان إيمانا من المهتمين بالتراث الشعبي بأهمية الحفاظ على الحكاية الشعبية التي تعتبر في مكان القلب من التراث الثقافي، وذلك على خلفية أنها نتاج فكري أنتجته الشعوب عبر مراحل تراكمية فاعلة في المحيط الاجتماعي، وسردت من خلالها ما مر بها من أحداث، وتوفر مادة وصفية لبعض الجوانب من الحياة الإنسانية.
ويعد إحياء الموروثات الشعبية دليلا على الأصالة والمعاصرة معا، وشاهدا على تمسك الإنسان بهويته حفاظا على وجدانه الجمعي وتعزيزا لبنائه الاجتماعي؛ لذا فمن الأهمية إلقاء الضوء على الحكايات الشعبية لكونها لونا من السرد القصصي تنتقل من جيل إلى آخر، أو باعتبارها مرآة لعادات ومعتقدات الشعوب تعكس شخصية الجماعة وسمات الأشخاص الموجودين فيها.