“الشعر والإيديولوجيا: مدخل إلى التحليل النقدي للاستعارة “؛ كتاب انخرط في مساءلة تجربة الشاعر علي صدقي أزايكو من زاوية مستندها الإيديولوجي، مركزاً على الاستعارة بوصفها آلية مركزية تسهم في إخفاء الأثر الإيديولوجي في الخطاب الشعري، أو إظهاره. وقد دافع الكاتب عن الاتصال بين الخطاب الشعري والخطاب السياسي في تجربة أزايكو، وحاجج على ذلك بدفوع نصية مهمة.
تكمن أهمية هذا العمل في اتكائه على خلفية نظرية قوية، تتمثل في “التحليل النقدي للاستعارة”، الذي يعد فرعاً من التحليل النقدي للخطاب، وهو مقاربة أرسى دعائمها الباحث جوناثان شارترز بلاك، وتعد مقاربة جديدة في تحليل الاستعارة، تنطلق من أساس معرفي cognitive، وتوجه ترسانتها المفهومية إلى الخطابات السياسية تحديداً. وقد استطاع الباحث محمد تايشينت، تأمين عبورها إلى الحقل الأدبي، وتطويع مفاهيمها لتلائم الاشتغال بالخطاب الشعري.
وبالمجمل، فالكتاب إضافةٌ نوعية لحقل الدراسات النقدية في الأدب المغربي عموماً، والأدب المكتوب بالأمازيغية على وجه الخصوص، لا سيما أنه اشتغل بتجربة شعرية مهمة من زاوية غير مألوفة في الدراسات النقدية الحديثة، وبخلفية نظرية معرفية لم يجرِ الالتفات إليها بعدُ، بما يكفي، خارج تربتها الأنجلوساكسونية.
وقد اهتم هذا البحث ببيان المقاصد الإيديولوجية للاستعارة الشعرية، متخذاً تجربة علي صدقي أزايكو أساسا لتأكيد ذلك، بما هي تجربة راهنت، بشدة، على الانخراط في معمعان الصراع السياسي والإيديولوجي في المغرب منذ السبعينات. وقد بينا مظاهر اشتغال الاستعارة لخدمة غايات إيديولوجية في التجربة، دون أن يكون لخاصيتها الجمالية أثر في تعطيل وظيفتها المرجعية والتأثيرية.
إن الاستعارةَ الشعرية آلية مركزية في التعبير عن الإيديولوجيا في الممارسة الشعرية، قياساً على الممارسات الخطابية في السياسة، وقد نبهنا إلى التلاقي الممكن بين الخطابين الشعري والسياسي، والذي يسمح، في حالات معينة، بالنظر إلى الشعر بوصفه خطابا سياسياً، ذلك أنه ليس في منأى عن المقصدية السياسية ذات الخلفية الإيديولوجية، والتي تبرُز أو تتخفى بوساطة الاستعارة.
الإخراج الفني للعمل: الفتوغرافي والأنفوكرافي أحمد ليديب.