قالت منظمة العفو الدولية قبل موعد انعقاد قمة مجموعة العشرين هذا العام في روما بإيطاليا من 30 إلى 31 أكتوبر/تشرين الأول إن قادة مجموعة العشرين الذين سيجتمعون في روما يجب أن يضعوا الجشع والأنانية جانباً، وأن يضمنوا التوزيع العادل للقاحات المضادة لفيروس كوفيد-19.
وكان قادة أكبر 20 اقتصاداً في العالم قد عقدوا، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قمة مجموعة العشرين السنوية على الإنترنت مع تركيزهم على توفير القاحات المضادة لفيروس كوفيد-19 للجميع. بيد أنه بعد مضي سنة على ذلك، تقاعست أقوى دول العالم عن حماية أرواح ملايين البشر واختارت تكديس اللقاحات ما أدى إلى شح متوقع فيها ومدمر تماماً لسائر دول العالم. وتحتفظ الدول الغنية الآن بقرابة 500 مليون جرعة.
وقالت أنياس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، إن:
“طرْح اللقاحات للاستخدام في ديسمبر/كانون الأول الماضي أحيا آمال العالم الذي أصابه فيروس كوفيد-19 بالشلل، وأنقذ ملايين الأرواح. بيد أنه منذ إعطاء اللقاح الأول ارتفع عدد الوفيات من 1,3 مليون شخص إلى زهاء 5 ملايين في 2021 بسبب الإجحاف الصارخ في إمكانية الحصول على اللقاحات.
وأضافت أن “الأنانية والجشع المطلقين الكامنين وراء هذه الوفيات لا يمكن فهمه؛ ففي حين تتمتع دول مجموعة العشرين بمعدلات تلقيح تبلغ 63% تقريباً، فإن نسبة 10% فقط من سكان الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط الأدنى تمكنت من تلقي اللقاح. وما الذي فعله هؤلاء القادة طوال السنة الماضية سوى تكديس اللقاحات والإسهام الفعلي في شحها بالاشتراك مع شركات الأدوية الكبرى؟ وتنم ملايين الوفيات عن استهتار مهوّل بحياة البشر، وقبول أخلاقي مقلق بأن الربح يفوق أرواح الناس أهمية، وإهمالاً صارخاً لواجباتهم العالمية”.
تنم ملايين الوفيات عن استهتار مهوّل بحياة البشر، وقبول أخلاقي مقلق بأن الربح يفوق أرواح الناس أهمية، وإهمالاً صارخاً لواجباتهم العالمية.
أنياس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية
وفي 2020 قدمت دول مجموعة العشرين طلبات مسبقة للقاحات المضادة لفيروس كوفيد-19 واشترت الأغلبية العظمى منها حتى قبل الموافقة على استخدام هذه اللقاحات. وكدست دول عديدة ما يكفي من الجرعات لتمكينها من تلقيح سكانها عدة مرات. وفي 2021 تواصل تكديس الجرعات الفائضة عن حاجتها، مفضلةً الاحتفاظ بها بدلاً من تقاسمها مع الذين هم في أمس الحاجة إليها.
وفي 22 سبتمبر/أيلول 2021، أطلقت منظمة العفو الدولية حملة عالمية للمطالبة بتحقيق هدف منظمة الصحة العالمية بتلقيح نسبة 40% من سكان الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط الأدنى بحلول نهاية السنة. وتدعو حملة العد العكسي لمئة يوم: مليارا جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد-19 الآن! الحكومات التي لديها مخزونات فائضة إلى إعادة توزيع هذه الجرعات على دول أخرى بحلول نهاية السنة.
وأردفت أنياس كالامار أنه “في حين أن بعض الدول تعهدت بإعادة توزيع اللقاحات، لم يقدّم العديد منها حتى الآن جدولاً زمنياً واضحاً – مع التزام بعضها فقط بمشاركة اللقاحات بحلول سبتمبر/أيلول من العام المقبل”.
ومضت قائلة:
“يجب مشاركة اللقاحات الآن؛ فهذا من مصلحة الجميع الفضلى، لاسيما إذا أردنا ضمان إمكانية إعادة فتح الحدود وتمكُّن اقتصادنا العالمي من التعافي بطريقة منصفة. والوقت يمضي. وقد آن الأوان للمبادرة بالتحرك الآن”.
وفي الفترة المؤدية إلى قمة مجموعة العشرين، ستدعو منظمة العفو الدولية بالاشتراك مع أعضاء تحالف لقاح من أجل الناس People’s Vaccine Alliance قادة دول مجموعة العشرين إلى إعادة توزيع اللقاحات الآن وتزيد الضغط من خلال حدث إعلامي مثير للاهتمام يُتوقع إقامتها في روما بإيطاليا في 29 أكتوبر/تشرين الأول.