-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

زينة دكاش: حُكم السجناء "لحين الشفاء" يعني "لحين الموت"! حاورتها دارين حوماني


 ينص قانون العقوبات اللبناني الصادر عام 1943 على أن: "كلّ مجنون، كلّ معتوه، كلّ ممسوس ارتكب جرمًا يوضع في مأوى احترازي في السجن إلى حين الشفاء!"، هذه المرة حملت المخرجة والممثلة والمعالجة النفسية اللبنانية زينة دكاش كاميرتها وتوجهت إلى ذلك "المأوى"، المسمى "المبنى الأزرق" في أكبر سجن في لبنان، سجن "رومية" الواقع شرق بيروت. هناك كانت الكاميرا تلتقط أسى ذلك المكان، الحياة القلقة السابقة والحالية لساكنيه، تقترب من أعينهم، حركات أيديهم، أطباق الصحون البلاستيكية، شقوق الجدران الرطبة التي تحيط بهم، أصواتهم التي تدخل إلى ذواتنا ولا تخرج بعدها. المقيمون في "المبنى الأزرق" هم مساجين يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية، سيمكثون فيه لحين الشفاء، لكن من يقرّر شفاءهم في بلد عاجز عن الشفاء، "ولا مرة إجا طبيب من المحكمة ليشوف سجين ويعطي تقرير"، هم متروكون تمامًا، "العسكري ما رح يطلع يحمّمن، أنا بحمّمن"، يقول أحد السجناء. بعينيّ "عيتاني"، الذي كان أستاذ رياضيات قبل دخوله السجن، يفكر في حاصل ضرب "24 و 24"، وبصوت زينة دكاش تسأله عن ذلك، يبدأ الوثائقي "السجناء الزرق" The Blue Inmates (1:15 د)، الذي عُرض في افتتاح مهرجان الجونة السينمائي مؤخرًا، وهو الفيلم الوثائقي الثالث لدكاش عن السجون اللبنانية بعد "12 لبناني غاضب" و"يوميات شهرزاد". وثائقي محمّل بعذابات وجوه وأصوات سجناء مضطربين نفسيًا، يريدون أن يتكلموا فقط، تحثّهم زينة دكاش على كسر موتهم وصمتهم المزمن، تعيدهم إلى الحياة من جديد، إلى أن ينتهي الفيلم مع "طقطق" يتطلّع إلى بيروت من خلف قضبان السجن مردّدًا: "بيروت... مدينة على الفاضي".. 

التفاصيل


عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا